الوحدة اليمنية القدر والمصير

طاهر محمد الجنيد

 

منذ أن أعيد تحقيق الوحدة اليمنية والمؤامرات لم تنقطع أملاً في أعادت عقارب التاريخ إلى الوراء، فاليمن الواحد بهويته وانتمائه ودينه ولغته وتاريخه، يدفع القوى المعادية له إلى ممارسة كل الأساليب والسبل لتمزيقه والقضاء على عوامل ومكامن القوة والاتحاد، تارة تحت مسميات الحزبية، وأحيانا تحت الطائفية، والمذهبية والعنصرية والمناطقية وغيرها، وإذا كان المستفيدون من وراء مشاريع التفرقة يخفون مشاريعهم فإنهم اليوم كشروا عن نواياهم وخططهم وأعلنوها في وسائلهم الرسمية وغير الرسمية، فالإمارات تريد سقطرة وشبوة والمهرة وباب المندب والسعودية تريد حضرموت وصحراء الربع الخالي واستمرار السيطرة على نجران وجيزان وعسير والجوف ومارب وكل المناطق الحدودية، وللأسف فهناك من ينفذ الخطط وبكل وقاحة، وجرأة وكأن الوطن سلعة تباع في أسواق النخاسة.
الوحدة اليمنية قدر ومصير الشعب اليمني والذين يتعمدون الإساءة إليها بممارساتهم المنحرفة والمهينة من أجل تحميلها الأوزار وزعزعة قناعات الوحديين بها فالشعب لهم بالمرصاد ولن تنطلي كل تلك الممارسات عليهم.
صحيح أن الوضع الذي تعيشه اليمن اليوم يشكل مأساة بكل المقاييس بفعل أعداء اليمن، فقد استمالوا القوى السياسية بقوة الترهيب والترغيب، لكن الوحدة لا يمكن التفريط بها حتى من الذين يعملون مع تلك القوى والمؤتمرين بأمرهم قلة، بالإضافة إلى الشعب اليمني الذي يعي جيدا أهمية الوحدة، ويعلم يقينا مآسي الفرقة والشتات، ولا يخرج عن الاجماع الا الذين باعوا قيمهم ومبادئهم ودينهم ومواقفهم لصالح أعداء الأمة العربية والإسلامية، ولذلك فهم اليوم الأكثر ضجيجا، وصراخا ومن أجل ماذا؟ من أجل المال المدنس الحرام والتسلط على رقاب الآخرين وتنفيذ أجندات الأعداء وتقديم اليمن على طبق من ذهب، وتدمير كل أسباب وإمكانيات التطور والتقدم حتى يظل اليمن في قائمة الدول الأقل نموا، وتخلفا، والاستيلاء على كل الثروات التي يريدون الحصول عليها وكأنه لا يكفيهم رهن مقدرات شعوبهم لدى الإمبريالية والصهيونية بل يريدون أن يحطموا اليمن التي تمثل الاستثناء والأساس في نهوض الأمة العربية والإسلامية.
إن محاولات التمزيق لوحدة اليمن ستتحطم على صخرة الإيمان والوعي الشعبي لدى أبناء اليمن، وهي تصديق للأوسمة النبوية التي خص بها أهل اليمن، بقوله صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية” فمن حطم القوة العسكرية على مدى سنوات الحرب وأفشل الحصار، وواجه الحرب الناعمة، وطور أسلحة الردع وأدب المجرمين بالمسيرات والصواريخ البالسيتة وعلى رأس أولئك الكيان الصهيوني، وفرض معادلة الإسناد للأشقاء في غزة وفلسطين باستهداف سفن الأمداد والتموين للقتلة والمجرمين هو ذاته قادر على حماية وحدته ودينه وأرضه وعرضه، وكل ذلك بفضل التلاحم الشعبي مع القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، والمسيرة القرآنية التي نستمد منهجها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وآله الطيبين الطاهرين، فهي تستمد العون من الله ومن ينصر الله بنصره قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.

قد يعجبك ايضا