نحن وأعداؤنا اليهود في سباق فإما أن نسبق بمراكزنا الصيفية أو يسبقونا بوسائلهم المختلفة

المسؤول عن مراكز السكن الداخلي الصيفية لـ”لثورة”: 23 ألف طالب يتلقون العلم في 28 مدرسة صيفية بأمانة العاصمة

المدارس المغلقة تستقبل الطلاب فوق 15 عاماً والتسجيل فيها توقف بسبب التوافد الكبير

المنهج قرآني واضح ويخضع للتطوير من عام إلى آخر تبعا للمستجدات

أكد الدكتور قيس الطل – عضو اللجنة الفرعية للمراكز الصيفية بأمانة العاصمة المسؤول عن مدارس السكن الداخلي الصيفية أن عدد المراكز النموذجية المغلقة بلغت 28 مدرسة صيفية، 11 منها تابع لأمانة العاصمة و17 للجهات المركزية، ويدرس فيها قرابة الـ 23 ألف طالب.
وأوضح الدكتور الطل في حوار أجرته معه “الثورة” أن نسبة الإقبال على المراكز الصيفية كبيرة جداً فاقت القدرة الاستيعابية لمدارس السكن الداخلي التي تتميز عن المدارس المفتوحة بطلاب الثانوية الذين يرابطون في المدارس طوال الأسبوع…
كما استعرض عضو اللجنة الفرعية في سياق حديثه مكونات المنهج الدراسي الواضح للمدارس الصيفية والذي يعتمد على القرآن الكريم والعلوم الشرعية، محذراً أولياء الأمور من تصديق شائعات أعداء الأمة وداعيا اياهم للحضور والتأكد ومتابعة أبنائهم وبناتهم بشكل مستمر…
وفي ختام هذا اللقاء وجه الدكتور قيس الطل رسائل عديدة لجهات مختلفة جميعها تصب في صالح الاهتمام بالمراكز الصيفية والتعاون على إنجاحها..
لقاء / أحمد السعيدي

نرحب بك دكتور قيس الطل ..في البداية حدثنا عن أهمية المراكز الصيفية من وجهة نظرك؟
– للمراكز الصيفية أهمية كبيرة جداً من ناحية أنها تزيد من وعي الطلاب والطالبات حول أهم المبادئ والأسس في دين الله سبحانه وتعالى وتهتم بالثقافة الدينية التي يفتقر اليها الكثير والكثير من أبناء الأمة الإسلامية والعربية، فعندما نجد الكثير من شباب الأمة لا يعلمون ما هو اسم النبي صلوات الله عليه وعلى آله أو لا يعلمون ما هي أركان الإسلام أو لا يعلمون ما هي سورة الإخلاص ولا يعلمون الأشياء المهمة والأساسية والضرورية والبديهية من دين الله سبحانه وتعالى وهذا ما نشاهده في بعض الفيديوهات التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يحتم علينا ان نهتم بأبنائنا وبناتنا ونعلمهم الثقافة الدينية والمبادئ والأسس المهمة في دين الله سبحانه وتعالى، وكذلك أهمية المراكز الصيفية تكمن في تحصين الأجيال من خطورة الضلال والفساد الذي يقوده اليهود من خلال استهدافه أجيالنا في هذه الفترة وهذه المرحلة بالذات التي يتعرض أبناءنا وبناتنا لحملة شيطانية شرسة تستهدف أخلاقهم وثقافتهم وعلاقتهم بالله سبحانه وتعالى وكذلك هويتهم الإيمانية وتُريد مسخهم وتصنع منهم أجيال متأمركة ومتصهينة ومنسلخة من هويتها الإيمانية وبعيدة عن الله ورسوله والقرآن الكريم والمقدسات، فالمراكز الصيفية مهمة جداً من هذه الجوانب وكذلك في بناء جيل متسلح بالثقافة القرآنية والوعي والمعنويات العالية والروحية الجهادية وعصٌي على ان ينكسر أو يُقهر في مواجهته مع اليهود، والمراكز الصيفية مهمة، لأن الله سبحانه وتعالى قال ” يا ايها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ” ويقول النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ” كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” ويقول النبي صلوات الله عليه وعلى آله “كفى بالمرء إثماً ان يضيع من يعول”، وذلك يعني انه يكفي الإنسان جُرماً ان يلقى الله سبحانه وتعالى وهو مضيع لمن هو ولي أمرهم، يكفي هذا الذنب حتى تدخل جهنم وتلقى غضب الله وسخطه لأن ضياع الأجيال ذنب كبير وخطير جداً، وتربية الأبناء مسؤولية كبيرة ولذلك نجد ان لقمان الحكيم الذي كان كما يقال يمني وتميز بالحكمة التي آتاه الله إياها ذكر الله وصيته لابنه وهو يعلمه ويعطينا من خلال هذه الوصية الأسس والركائز في تربية الأبناء .

نسبة الإقبال وفترة التسجيل
بالنسبة لفترة التسجيل هل لا زالت مستمرة؟ وهل هناك فترة محددة لا تقبلون الطلاب بعدها؟
– بالنسبة لفترة التسجيل ونحن في الأسبوع الثالث للمدارس الصيفية ، انتهت بالنسبة للمدارس النموذجية أو المغلقة أو السكن الداخلي، لأن التوافد كبير جداً والقدرة الاستيعابية محدودة بعدد كراس معين، أما بالنسبة للمدارس المفتوحة فهي لا زالت تستقبل الطلاب لأن هناك المسافر والمريض والمشغول ولذلك المدارس المفتوحة ستظل مفتوحة لأبنائنا الطلاب والطالبات ومستعدون لاستقبالهم حتى آخر أيام الدورات الصيفية لأننا حريصون على كل طالب وطالبة ان يتثقف ويتعلم ولو حتى درساً واحداً…

مدارس السكن الداخلي
ما الفرق بين المراكز المغلقة والمفتوحة؟
– المدارس المغلقة أو ما سميت هذا العام بالمدارس الداخلية السكن الداخلي يكون استقبال الطلاب فيها لكبار السن من فوق سن الـ 15 وأيضاً طلاب الثانوية ويستمر فيها الطلاب من يوم السبت وحتى يوم الأربعاء إلى ليلة الخميس فيخرج لزيارة أهله ثم يعود السبت ليرابط في المدرسة طوال الأسبوع، أما المدارس المفتوحة فيدرس فيها الطلاب من الساعة الثامنة صباحاً حتى الظهر ثم يخرجون من المدرسة ويعودون اليوم التالي…

أرقام
هل لديكم أرقام وإحصائيات عن عدد مراكز السكن الداخلي وعدد طلابها في أمانة العاصمة؟
– مراكز السكن الداخلي في أمانة العاصمة هي نوعان الأول ما يتبع أمانة العاصمة وعددها 11 مركزاً والآخر يتبع الجهات المركزية وعددها 17 مركزاً، وعدد الطلاب الملتحقين بهذه المراكز تجاوز الـ 23 ألف طالب، أما في المراكز المفتوحة فقد تجاوز الرقم المائة ألف طالب وطالبة ولعل الأيام القادمة تشهد تزايداً لتلك الأعداد لأن التوافد ما زال مستمراً باتجاه المدارس المفتوحة…

فائدة أكبر
ماذا تقدمون للطلاب في المراكز المغلقة؟
– بالنسبة لما نقدمه للطلاب في المراكز المغلقة فهو عبارة عن المنهج وهو موحد لكل المدارس الصيفية سواء المفتوحة أو المغلقة وهذا يدرسه الطالب في الصباح مثل بقية المراكز، ثم تبدأ المرحلة العصرية التي يعيش فيها الطالب أجواء الأنشطة الصيفية المتنوعة فهناك الأنشطة المهارية والترفيهية والرياضية والثقافية وأنشطة الإحسان والزراعة وغيرها من الأنشطة الصيفية التي يمارسها الطلاب خلال فترة الدراسة الصيفية، وهناك أيضا دروس ومحاضرات تلقى على الطلاب عبر زيارات من كبار الثقافيين للمدارس الصيفية، ونقيم للطلاب فعاليات أخرى مثل المسابقات الثقافية والقرآنية والرياضية عبر الدوري الرياضي بين المدارس الصيفية المغلقة وهي ذاتها الأنشطة الموجودة في المدارس المفتوحة ولكن بنسبة أقل نتيجة لضيق الوقت…

المنهج
نأتي للحديث عن المنهج وهو ما ركز عليه المرتزقة في حملتهم لتشويه المراكز الصيفية…لو تعطينا نبذة عنه؟
– المنهج هو عبارة عن أجزاء من القرآن الكريم، ودروس في السيرة النبوية، ودروس في معرفة الله سبحانه وتعالى، وفي الحديث الشريف، وفي الأحكام الفقهية والشرعية، وكذلك دروس في طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، ودروس في قصص مختارة تزرع وتنمي الأخلاق القيمة والمبادئ العظيمة في نفوس الطلاب، وهناك دروس عن المسيرة القرآنية وتاريخها والمراحل التي مرت بها، نستطيع القول ان المنهج رائع جداً وهذه المواضيع تتوسع من مستوى إلى آخر ابتداءً بالتمهيدي ثم المتوسط ثم العالي، فكلما يرتقي الطالب من مستوى إلى آخر تتوسع هذه العناوين التي ذكرناها وتتوسع معها مداركه ومعارفه وثقافته، والمنهج يخضع للتطوير من عام إلى آخر سواء من ناحية المضمون أو من ناحية تصحيح بعض الأخطاء اللغوية والمطبعية وكل ما يرى القائمون على المناهج ضرورة تطويره نتيجة المستجدات فهم لا يقصرون في ذلك وبالتالي فإن المنهج يحظى باهتمام كبير جداً من قبل القيادة ومن قبل القائمين عليه…

الأنشطة
ما هي الأنشطة المرافقة وهل هناك أنشطة جديدة لهذا العام …وهل هناك أنشطة إبداعية؟
– هناك أنشطة متنوعة كما اشرنا وفي أمانة العاصمة بالذات هناك أنشطة نوعية وإبداعية من خلالها ينمي الطالب قدراته ويستطيع ان يحدد أهدافه المستقبلية، كانت مشكلة كثير من الطلاب انهم عندما يدرسون ويتخرجون من الثانوية العامة لا يعلمون ماذا يريدون ان يصبحوا في المستقبل، ولكن المراكز الصيفية من خلال هذه الأنشطة المتنوعة تساعد الطالب على تحديد أهدافه وتوجهه في المستقبل وأين تكمن موهبته، الأنشطة النوعية التي تقام في أمانة العاصمة نتيجة توفر الخدمات والوسائل المتاحة لأبنائنا الطلاب، هناك زيارات للمتاحف الوطنية والتاريخية وزيارات للمصانع والتعرف على طبيعة عملها وزيارات للمستشفيات وكذلك زيارات لأماكن القصف التي قصفها العدوان، وهناك أيضا زيارات للجامعات والكثير من المناطق مثل أضرحة أهل البيت -عليهم السلام- والتي تحظي باهتمام كبير لدى القائمين على المراكز الصيفية، ومن الزيارات إلى الأنشطة الرياضية مثل السباحة وكرة القدم وألعاب القوى وبالتالي، كذلك هناك الأنشطة الإبداعية سواء كانت الإنشاد أو الزوملة والمسرح والخطابة والشعر والإلقاء والبرع الشعبي والألعاب الرياضية والمسابقات المختلفة وغيرها من الأنشطة الإبداعية التي يستطيع من خلالها الطالب ان يكتشف إبداعاته وموهبته وتتبلور شخصيته وقدراته حتى يستفيد منها بشكل كبير جداً…

مواهب ومبدعون
ماذا عن المواهب المميزة والمتفوقين والنوابغ.. هل هناك برنامج يحتويهم فيما بعد المراكز الصيفية؟
– المواهب كثيرة والنوابغ كثر ولله الحمد والشكر وحقيقة عندما ننزل إلى المراكز الصيفية ونعيش مع أبنائنا الطلاب ونتناقش معهم نلحظ إبداعات ومواهب كثيرة جداً في كل المجالات التي ذكرناها سابقاً وفي حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى، وبالتأكيد هناك برامج تحتوي هؤلاء المبدعين، فالأخوة في القيادة لا يغفلون عن هذا الجانب ويعطون هذا الأمر أهميته الكبرى…

رسائل
كلمة أخيرة تود إضافتها؟
– أدعو أولياء الأمور إلى الاهتمام الكبير بالدفع بأولادهم إلى المراكز الصيفية أو من قد دفع بأبنائه فعليه متابعتهم للالتزام بالحضور والانتظام ومذاكرة الدروس ويراجع لهم الدروس الصيفية، وكذلك أدعو أبناءنا الطلاب إلى التفهم والاستيعاب لما يسمعونه من محاضرات ودروس وان يتفاعلوا بقوة في الأنشطة والرحلات التي ترافق هذه الدورات الصيفية، وكذلك أدعو كل العلماء والخطباء والاكاديميين والتربويين والنخب الفكرية والثقافية وكل من لديه قدرة على التدريس سواء القرآن الكريم أو العلوم الشرعية المختلفة أن يشارك في تدريس أبنائنا الطلاب وتنشئة هذا الجيل الصاعد الذي راهن عليه السيد القائد وهدد به الأعداء فقال «ويل للأعداء من الجيل الصاعد»، كذلك أدعو التجار والميسورين وعقال الحارات والمشايخ والوجاهات والاجتماعيين إلى ان يستثمرون أموالهم في الإنفاق على هذه الأعمال العظيمة التي تعد من اهم الأعمال التي تزيد الإنسان قربة إلى الله سبحانه وتعالى، أدعو كذلك البنات والأمهات وحتى الجدات إلى التحرك إلى الدورات الصيفية النساء بشكل عام للتوجه للمراكز الصيفية ليتفقهن اكثر في الدين.

قد يعجبك ايضا