أوروبا شاخت
بلا شك أن مونديال البرازيل هو الأكثر إثارة ومتعة فما شهدناه خلال الدور الأول يؤكد أن البطولة الحالية هي الأفضل والأروع والأقوى من وجهة نظري الشخصية على الأقل.
الإثارة حاضرة.. والمتعة مستمرة.. والأهداف غزيرة.. والمفاجآت تتوالى.. والكبار يسقطون.. والصغار يتقدمون.. كل هذه هي عناوين تجعل من مونديال 2014م الأفضل.
ما يزيد من نكهة البطولة هو أن موازين كرة القدم بدأت تتغير فإذا ما لاحظنا مختلف المجموعات .. وبعيدا عن حسابات الآسيويين والأفارقة فإن أوروبا هي الخاسر الأبرز فخمسة منتخبات أوروبية غادرت إلى جولة أمس المتأخرة وبعضها من ذات العيار الثقيل مثل إسبانيا وإنجلترا وايطاليا والعدد قابل للزيادة بالتأكيد مع استكمال مرحلة المجموعات.
مغادرة خمسة منتخبات أوروبية من الدور الأول (كرواتيا- إسبانيا- إنجلترا- البوسنة – ايطاليا) مقابل ثلاثة منتخبات فقط حجزت مقاعدها في الدور التالي (هولندا- بلجيكا – اليونان) يشير إلى تغير موازين الكرة في هذا المونديال وتأكيد التفوق الأمريكي اللاتيني والشمالي.
أوروبا مهددة بفقدان المزيد من منتخباتها فالبرتغال وروسيا وسويسرا قد تغادر.. فيما ألمانيا وفرنسا هما الأوفر حظا لبلوغ المرحلة التالية.
رغم عشقي الهولندي الكبير وتمنياتي للطواحين باعتلاء منصة التتويج أبطالا للعالم إلا أن كأس العالم في السيليساو يشير إلى أن أوروبا شاخت وأن التاريخ لن يمكنها من انتزاع اللقب في أرض أميركية فمنتخباتها تتساقط في حين أن المنتخبات الأمريكية تتألق وتتقدم.
ومع مخاوفي من أن يعيد التاريخ نفسه في هذا المونديال لتكون الطواحين ضحية جديدة للمكسيك أو لغيرها إذا ما اجتازتها إلا أنني متفائل أن يكون للمنتخب الأرجنتيني كلمته ويفرض أفضليته منتزعا الكأس من أرض الغريم التقليدي ولتذهب الكأس الغالية إلى أرض التانجو الرائعة.