عبد الفتاح البنوس
يرى المرتزق عيدروس الزبيدي وشلة ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي بأن الارتماء في أحضان النتن ياهو وحكومته اليمينية المتطرفة والانغماس في وحل التطبيع مع الكيان المؤقت هو الحل الناجع بالنسبة لهم للحصول على الاعتراف الأمريكي بما يسمّى بدولة الجنوب العربي المزعومة، التي يعي ويدرك جيدًا أنها من المستحيلات التي لا يمكن أن تتحقق، كونها تتعارض مع العقل والمنطق والتاريخ والجغرافيا، علاوةً على عدم تماشيها مع الإرادة اليمنية الوحدوية التي تعاف الانفصال والانقسام والتشظي، وتؤمن بالوحدة باعتبارها قَدَر كل اليمنيين الشرفاء من المهرة وسقطرى إلى الجوف وصعدة.
يَهوَدَة الزبيدي والانتقالي لم تعد بخافيةٍ على أحد، ولا غرابة في ذلك؛ فهم يسيرون على خطى أرباب نعمتهم وأسيادهم الإماراتيين، الداعم والممول الرئيسي لهم، الذين باتوا يُعرَفون بصهاينة العرب، ويجاهرون بعلاقاتهم الحميمية مع اليهود واندماجهم وتناغمهم وتحالفهم الوثيق معهم، ووقوفهم إلى جانبهم في السراء والضراء، إلى الحد الذي بات الكثير من الصهاينة يطلقون عليها الإمارات العِبرية المتحدة، بعد أن تجردوا من كل قيم ومبادئ العروبة والإسلام، وباتوا للعبرية واليهودة أقرب بكثير جدًّا.
اليوم الإمارات المتصهينة تقود أدواتها في المحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية المحتلة نحو الهاوية، من خلال دعم هذه الأدوات بالمال والسلاح للذهاب نحو الانفصال أو ما يسمّونه بفك الارتباط عن صنعاء، وإعلان دولة الجنوب التي يُمَنُّون أنفسهم بها، والإمارات لا تسعى من وراء ذلك لخدمة أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، ولكنها تسعى لتمرير أجندتها وتحقيق أهدافها ومصالحها وتعويض الفاتورة التي دفعتها لهذه الأدوات خلال السنوات العشر الماضية من عمر العدوان على بلادنا؛ بدليل أنها تريد جر هذه القاذورات نحو مستنقع التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي من أجل ضمان الاعتراف بدولتهم، وتمكينهم من سلطة صورية يلعبون فيها دور الكومبارس.
مجلة التايمز البريطانية كشفت قبل أيام المستور فيما يتعلق بالعلاقات بين انتقالي الزبيدي الموالي للإمارات وكيان العدو الإسرائيلي، حيث أشارت إلى أن ما يسمّى بالمجلس الانتقالي في عدن يقوم منذ فترة بإرسال عدد من الوفود إلى الإمارات من أجل اللقاء مع مسؤولين “إسرائيليين”، وذلك في سياق تنسيق الجهود (انطلاقًا من قضية مشتركة لديهم ضد صنعاء) في إشارة إلى التحركات المشبوهة الرامية لشن عمل عسكري على سلطة صنعاء، وذلك على خلفية مواقفها الداعمة والمساندة لغزة وفلسطين، وأشارت التايمز إلى أن (المجلس الانتقالي في عدن يأمل كسب تأييد ترامب لتوسيع التطبيع مع “إسرائيل” مقابل الاعتراف بها فور استقلال جنوب اليمن).
تسريبات المجلة البريطانية عززتها المعلومات الميدانية من داخل أروقة المجلس الانتقالي التي تشير إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في جانب تطبيع العلاقات مع كيان العدو الصهيوني، الذي سارع لمباركة وتأييد سيطرة مليشيات الانتقالي على حضرموت والتوغل في المهرة وسيطرته المطلقة على عدن، والتي اعتبرها خطوةً متقدمة من شأنها أن تسهم في انفصال هذه المحافظات والاعتراف بها كدولة، والذهاب للتطبيع معه على غرار ما حصل في جنوب السودان بعد إعلان انفصاله عن الشمال وإقامة دولة جنوب السودان التي سارعت بالاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
والحديث هنا عن زيارات متبادلة بين الجانبين احتضنتها عدن وأبو ظبي وتل أبيب جمعت بين مسؤولين من الانتقالي ونظرائهم من الإسرائيليين برعاية إماراتية، وهو ما يكشف أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد اليمن، ويكشف طبيعة التحركات التي يقوم بها الانتقالي في المحافظات الجنوبية والشرقية ويفضح الأطراف التي تقف خلفها وتساندها بشتى الطرق والوسائل.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الإمارات إرسال الأسلحة لمليشيات الانتقالي في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية المحتلة بهدف التمدد والتوغل في المنطقة وإحكام السيطرة على كامل المحافظات المحتلة، من أجل إقناع المجتمع الدولي بحق هذه المليشيات بالانفصال وكأن الوحدة (شركة مساهمة) بإمكان أي شريك أو شركاء سحب أسهمهم فيها في أي لحظة؟!
خلاصة الخلاصة: النظام الإماراتي المتصهين رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه، والانتقالي صنيعة رجس الشيطان، وكلاهما يلعب بالنار، ويجب التحرك لكبح جماحهما، ووضع حد لتطاولاتهما وانتهاكاتهما السافرة، وآن الأوان لتطهير البلاد من نجاستهما وعمالتهما ويهودتهما وتصهينهما، وخصوصًا أن المرتزق الزبيدي (شايف نفسه قوي) وبدأ يتمادى في (وقاحته وقلة أدبه)، وبدأ (ينفش ريشه)، وهو ما يستدعي التأديب ونتف ريشه، ريشةً ريشة وبصورة عاجلة.
والعاقبة للمتقين.
