
> منتخب قوي أفضل من ثلاثين سفارة
عندما تتاح لك فرصة التواجد في المونديال تجد نفسك وقد تساءلت: هل يمكن أن نتأهل يوما من الأيام لمثل هذا الحدث الرياضي الهام¿¿ وان تحققت هذه الأمنية الوطنية متى سيكون هذا الأمر هل بعد مائة عام أم بعد مائتين عام¿.
عشنا تجربة جميلة كانت مثل الأحلام مع منتخب الأمل لكن الأمر مختلف تماما في مونديال الكبار وهو ما فعلته دول كثيرة لا تمتلك إلا عشقها لكرة القدم ومنها بعض منتخبات القارة الأفريقية.
من وجهة نظري الشخصية أتصور أن تواجد منتخب أي دولة في نهائيات كأس العالم أهم بكثير من الإنفاق على ثلاثين سفارة في الخارج خاصة السفارات التي ليس لديها رعايا في تلك الدول شخصيا تعبت من الحديث أنا من اليمن ولا أجد شخصا يعرف أين موقع بلدي إلا بالتقريب لبعض الدول العربية التي تواجدت أكثر من مرة في المونديال مثل الجزائر والمغرب والسعودية ومصر.
لا تتصورون قدر الدعاية المجانية التي يفعلها تواجد منتخب في حدث بمثل أهمية كأس العالم الذي يشاهده أكثر من مليارين حول العالم ولا تتصورون قدر النظرة التي تعكسه تواجد دولة في المونديال الذي لا يتكرر ألا كل أربع سنوات.
دولة مثل كوستاريكا ربما كانت مجهولة بالنسبة لكثير من الشعوب حول العالم ربما يعرف القليل منهم أنها دولة في أمريكا الشمالية لكنها قدمت نفسها كما ينبغي في الدور الأول وكانت بالفعل المارد الذي خرج من القمقم الصغير.
عندما أوقعت قرعة المونديال منتخب كوستاريكا في إطار المجموعة الرابعة أشفق الجميع لان القرعة فرضت عليها مواجهة ثلاثة منتخبات سبق لهم الفوز بكأس العالم أوروجواي بطل النسخة الأولى وبطل 1950 وإيطاليا بطل مونديال 1934 و1938 و1982 و2006 ومنتخب إنجلترا بطل 1966 حتى إن الآراء اتفقت على أنها (مجموعة الموت) وتوقع الكثيرون إزاء تلك الوضعية أن يكون منتخب كوستاريكا هي اللقمة الصائغة لهذه المنتخبات الثلاثة!
وعكس كل التوقعات قلب منتخب كوستاريكا الطاولة في وجه الجميع وبدأ مشواره بالفوز على منتخب أوروجواي بالثلاثة الذي يضم أفضل لاعب حاليا وأفضل مهاجم سواريز وكيفاني ثم قهر منتخب إيطاليا برأسية رائعة في مرمى بوفون ليتصدر المجموعة ويحجز مقعده بين الكبار في دور الـ16 ليترك البطاقة الثانية حائرة بين إيطاليا وأوروجواي ليكون من وجهة نظري أفضل منتخب في الدور الأول بمعية منتخب تشيلي.
الحصان الأسود يمكن أن يطلق على المنتخب الذي يبلي بلاء حسنا لكن المنتخب الكوستاريكي قدم نفسه حصانا ذهبيا وربما الماسيا وهو يتجاوز منتخبات عريقة في كرة القدم ويحجز مقعده بأريحية تامة ليعبر مع الكبار إلى دور الـ16 ومن يدري قد يذهب إلى ما هو ابعد من هذا الأمر في مغامرة لذيذة.
بالعودة إلى ما ذكرته سابقا حول قدرة الرياضة على الترويج المجاني للدول لا أظن إطلاقا أن احداٍ لم يتساءل عن دولة كوستاريكا وعاصمتها واقتصادها وعدد سكانها وهي أمور تأتي عفوية مع أي تفوق رياضي.
بالمناسبة كوستاريكا تعني “الساحل الغني” وهي إحدى دول أمريكا الوسطى تحدها من الشمال نيكاراغوا ومن الجنوب الشرقي بنما ومن الغرب المحيط الهادئ ومن الشرق البحر الكاريبي وهي الدولة الوحيدة من القارتين الأمريكتين بخلاف البرازيل التي هزمت بطلتين لكأس العالم هما الأوروجواي وايطاليا ولكم أن تتصوروا منتخب كوستاريكا يتأهل إلى الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد مونديال (1990) ولكل مجتهد نصيب.
جنون الأسعار يجبر الناس على مغادرة البرازيل
بالرغم من جمال مدينة ريو البرازيلية وطقسها الآخاذ إلا أنها مدينة غالية جدا يكفي أن نعرف أن شريحة الهاتف التي نشتريها في اليمن بمائة ريال تساوي مائة دولار من دون شحن ويكفي أن نعرف أيضا أن قيمة أي غرفة سنجل في أي فندق في ريو يعادل 400 دولار على الأقل وأن اقل وجبة تعادل أربعة الآف ريال وهو ما يعجل برحيل القادمين إليها إلا إذا كانوا كما قال الزميل عبدالعزيز عمر بإمكانات هوامير السياسة.
حراس مرمى على مستوى عال وغزارة تهديفية
بالرغم من بروز حراس المرمى في هذا الدور بشكل لافت مثل حارس منتخب المكسيك وإيران وأكثر من منتخب إلا أن الدور الأول شهد غزارة تهديفية جعلت هذا المونديال أمتع مونديال من حيث الفرجة بعد مونديال 82 في اسبانيا ومونديال 86 في المكسيك هناك أكثر من مباراة مرشحة أن تكون أجمل مباراة في الدور الأول لكن وحتى الآن مباراة غانا وألمانيا كانت على قدر عالي من الإثارة والقوة وهذه وجهة نظر شخصية بحتة.
عولمة تجبر على الابتعاد في الخوض في تفاصيل الأخبار
في ظل العولمة وما تقدمه القنوات الفضائية ووكالات الأنباء يصعب على المرء الخوض في نتائج المباريات أو الحديث عن سبق صحفي من هنا أسعى بقدر كبير لتجنب هذا الأمر والكتابة في زاوية أخرى قد تفيد المتابع أو تفيد رياضتنا اليمنية وارجو أن أكون قد أصبت في هذا الأمر.