صوت الكهرباء
واثق شاذلى
ما هذا…كلما حاولت البدء في كتابه عمود اليوميات هذا وبالرغم من أن المواضيع والقضايا الموضوعه أمامي لتناول احداها كثيرة إلا أني لم أجد لأي منها تاثيرا اوجذبا مثل “الكهرباء”.
لقد تمكنت من كهربه قلمي تماما مثلما نجحت في فرض نفسها على أمور حياتنا ومعيشتنا,لقد أصبح للكهرباء صوت ينادينا بل ويفرض نفسه على سمعنا وبصرنا…صوت الكهرباء هذا ليس هو “صوت الموسيقى”.هو نشاز..مزعج انه كفحيح الأفعى ما إن يطرق اذنك حتى تكون قد لذغتك وتدفق سمها في شرايينك وفي انتظار موتك مسموما تكون هذه الأفعى قد أغمضت عينيها فيحل الظلام في وسط النهار وتتعطل الآلات والمعدات وتشل حركتها ويزداد نفخ كير الحر في وجوهنا وجلودنا ونحس بانا قبل أن نموت بالسم سنسقط لا محالة قتلى اسفسكيا الخنق.
الكهرباء تمد اذرعها الاخطبوطيه إلى أماكن ومواقع في عملنا وحياتنا لم نكن نظن أنها ستعبث بها…الأخ العزيزاحمد الزوقري من الضالع التقيت به أيام الحوار في صنعاء ولم أره منذ انتهاء الحوار حتى يومنا هذا,الأخ احمد اتصل بي قبل يومين وقال لي انه في سوق التواهي وقادم إلى بيتي لنقضي بعض الوقت وفرحت ولكن الكهرباء انطفأت في هذه اللحظة ونحن نعرف لحظة قطع التيار لكنا لا نعرف موعد عودته فاتفقنا على موعد قادم ولكن بعد حل ازمة الكهرباء.الزميل العزيز علي البشيري مدير تحرير “الثورة” طلب مني إرسال العمود قبل الرابعة من عصر السبت وذات عمود كنت انتهيت منه وتمت طباعته قبل الرابعة بخمس دقائق وهي فتره كافيه لإرساله بالبريد الالكتروني لكن الكهرباء انطفأت حينها وتضامن معها النت فتوقف عن العمل وعدم وصول العمود في الموعد يعني أن مسؤول التحرير سيختار غيره وهكذا فإن الجهد سيذهب هباء.هذه أمثلة صغيرة والكبيرة كثيرة كما تعرفون لكن هذه الأمثلة الصغيرة أصبحت كدود الأرض الذي نجده في كل طعام تقدمه لنا الكهرباء,لقد أصبحنا نضبط وقع حياتنا على ايقاعات الكهرباء..انطفاء وعودة التيار.
كهرباء اليمن هذه (العروس المهنية)إن صح التعبير خطابها كثر لا يرضى الواحد منهم إلا إلباسها ثوب خطوبة لا يقدر غيره على إحضار مثيله,فهذا لا يرضى لها إلا بالثوب(النووي) وهل هي اقل (مقاما ) من غيرها من سيدات كهرباء العصر¿ لكن غيره لا يرى لها إلا ثوبا من حرير تزفه الرياح وهذا يجزم بان الماء هو ثوبها المتدفق منذ الأزل فلماذا تخلعه إلى أثواب قد تؤذي هيكلها الرقيق وهناك من يرى أن يتضمخ ثوبها بالبنزين أو الغاز وأخر يقول انه بالفحم الحجري قد يتوهج اجمل وارخص.
والأثواب… اقصد الآراء والمقترحات والتصورات لإصلاح حال الكهرباء كثيرة ومنها الطاقة الشمسية .يوم الثلاثاء الماضي 17 يونيو الجاري نشرت صحيفة الثورة خبرا بعنوان..خطة لإنتاج الطاقة الشمسية..قالت فيه أن مدير عام الصناعات بوزارة التجارة والصناعة أكد لها أن مشروع تشجيع الطاقة الشمسية يحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة وسوف يوفر الكثير للمواطنين ويحسن من معيشتهم وأنه سيوفر طاقة شمسية مستديمة ونظيفة وكذلك التكلفة المادية الضخمة التي تتكبدها موازنة الدولة بسبب إنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق البترول والغاز,وقال انه ستنظم ورش عمل للترويج لنشر فكره مشروع تشجيع الطاقة الشمسية في الجمهورية وأن العديد من أوراق العمل والمعلومات ستقدم لوضع خطة واسعة النطاق لإنتاج الطاقة الشمسية.
هل يحق لنا القول بان موضوع الكهرباء في بلادنا وهو في الأساس خدمة إنسانية وضرورة حياتية للمواطنين وعنصر هام من عناصر البناء والتنمية وعمل وطني يتطلب من الجميع المشاركة في إقامته وتعزيز قدراته وتحسين أدائه وتطوير أدواته قد تحول والى حد كبير وأمام ابصارنا إلى وسيله من وسائل الكسب الشخصي الرخيص وزج به ضمن عوامل الصراع السياسي إنه عزف نشاز لاسطوانة مشروخة تسىء لوطننا وشعبنا وتحاول دمغه بالتخلف الذي لم يسبقه إليه أحد.
يا أهل الحل والعقد ويا من يتم تكليفكم بحل أزمة الكهرباء في بلادنا لماذا لا تطفئون لهيب ظمئنا لمعرفة حقائق الكهرباء وما خفي من أمرها وألغازها, الأسئلة لدينا كثيرة اليكم بعضها:-
أولا- إلى متى سنظل ندور حول اختيار الكهرباء المناسبة لنا…رياح, مياه غازية أم شمسية¿
ثانيا-الحكومة تقول أن الأولوية ستكون للكهرباء فهل هي كذلك في الموازنة¿
ثالثا-أين تذهب الأموال المحصلة لصالح الكهرباء من الضرائب المباشرة وغير المباشرة, أعتقد أنها لو جمعت لأمكن لنا بناء محطات للكهرباء في جميع المحافظات¿
رابعا- لماذا هذا الزواج الكاثولكي لمحطات المحافظات بمحطة مأرب الغازية فإذا ما أصابها طلق أو قذيفة مخرب في مأرب تناثرت شظاياها في وجوهنا وأجسادنا في مختلف محافظات الجمهورية. لماذا لا نبني محطات كهربائية خاصة بكل محافظة أو إقليم.
وهناك أسئلة أخرى سنقولها إذا ما استمعنا إل