تقرير/ جميل القشم
في صورة تجسد مدى تماسك اليمنيين ووقوفهم إلى جانب القوات المسلحة، شهدت جبهات الساحل الغربي بمحافظة الحديدة وغيرها من الجبهات منذ أول أيام عيد الفطر المبارك، زيارات متواصلة لمعايدة المرابطين من أبطال الجيش والأمن.
تولي القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وكل القطاعات الحكومية والمجتمعية، هذه الجبهات اهتماما كبيرا، في مثل هذه المناسبات، عرفانا بما قدمه المرابطون فيها من تضحيات عظيمة وبطولات خلال معركة التصدي لقوى العدوان وأدواتها، وإفشال كل مخططاتهم والدفاع عن اليمن بكل بأس وبسالة.
تعكس الزيارات العيدية للمرابطين، بذلك الزخم الرسمي والشعبي مدى الحرص على مشاركتهم فرحة العيد بصور شتى تظهر حفاوة الزائرين واعتزازهم بمعايدة المرابطين في مختلف جبهات العزة والكرامة.
أعيادنا جبهاتنا:
يتذكر اليمنيون ما حققه أبطال الجيش من انتصارات نوعية في جبهات الساحل الغربي وصد الغزاة والمحتلين، فيزداد شغفهم للقاء بهؤلاء المرابطين خصوصا في مثل هذه المناسبات التي تمثل فرصة لتجديد الوفاء لهم وتكريمهم.
تبدأ التحضيرات لهذه الزيارات قبل حلول العيد بتجهيز القوافل الرسمية والشعبية والهدايا العينية والمالية وبرامج النزول الميداني للقيادات المدنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية، فما أن يتم الانتهاء من صلاة العيد حتى تبدأ تلك الزيارات في أجواء تغمرها فرحة اللقاء بالمرابطين.
مواكب الزيارات وانطلاق القوافل العيدية واصطفاف الزائرين في ميادين ومواقع الشرف والبطولة، تعكس التلاحم والتضامن والتكاتف في أبهى صورة، رغم التحديات التي فرضها العدوان.
مظاهر المعايدة:
تتعدد مظاهر المعايدة والزيارات للمرابطين في الجبهات، بتقديم الهدايا العيدية العينية والمالية، وجعالة العيد والمواشي، وتبادل التهاني مع الأبطال المرابطين في جبهات العزة والصمود بهذه المناسبة الدينية.
وتسهم الهيئة العامة للزكاة والعديد من الجهات والمؤسسات والمبادرات المجتمعية، في دعم برنامج الزيارات وتكريم المرابطين، كما تسهم الهيئة النسائية في تجهيز المكسرات والكعك التي تتزين بعبارات الاعتزاز بالمقاتلين في ميادين الجهاد.
رمزية الصمود:
تعكس الزيارات العيدية للمجاهدين في مواقع وجبهات الدفاع عن الوطن، التلاحم الوثيق بين الشعب والجيش، والذي عزز من الصمود وأسهم في تحقيق الانتصارات في مختلف الميادين، بما فيها جبهات الساحل الغربي التي اندحر العدو وأدواته منها بصمود مرابطيها الشجعان.
تمثل الزيارات العيدية دافعاً معنوياً لدى المرابطين في الجبال والسهول والصحارى وبطون الأودية ممن يواجهون الصعاب بهامات تعانق السماء علواً وشموخا.
يستلهم الزائرون للجبهات معاني البطولة والفداء والمعنويات العالية التي يحملها المقاتلون الشجعان بجهوزيتهم القتالية والاستعداد لتنفيذ المهام المسندة إليهم لمواجهة أي طارئ.
تمثل جبهات الساحل الغربي التي تحظى بزيارات عيدية مكثفة واهتمام كبير من مختلف قيادات الدولة من كافة المحافظات، أهمية بالغة بما شهدته من انتصارات على قوى العدوان وأدواتها، والتي يعود الفضل في تحقيقها إلى ثبات المرابطين وصمودهم وبسالتهم في الدفاع عن السيادة الوطنية.
بدورهم يعبر المقاتلون الأبطال في جبهات الساحل الغربي عن سعادتهم بهذه الزيارات التي يلمسون من خلالها حرص القيادة والشعب بمشاركتهم أفراح العيد، مما يزيدهم ثباتا في مواجهة الأعداء، وأداء واجباتهم الوطنية والدينية المقدسة في الدفاع عن الوطن والشعب والمضي قدماً في صنع الانتصارات.
دلالات الزيارات:
وقد واكبت وكالة (سبأ) الزيارات العيدية لجبهات الساحل الغربي والتي تتزامن هذا العام مع موقف اليمن البطولي في نصرة الشعب الفلسطيني، حيث أجرت لقاءات مع قيادة المحافظة وعدد من الزائرين لتلك الجبهات.
حيث عبر محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، عن الاعتزاز بزيارة الأبطال المرابطين في جبهات الساحل الذين كان لهم دور كبير في مواجهة الأعداء وتحقيق الإنجازات والانتصارات ضد العدوان ومرتزقته.
وقال “لقد ازداد الأبطال خلال السنوات الماضية تدريباً وتأهيلاً وثباتا في مواجهة أعداء الأمة وثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وردع سفنهم وبوارجهم في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب”.
ولفت المحافظ قحيم إلى أن أبطال الجيش كانوا عند مستوى ثقة القيادة والشعب في الدفاع عن الوطن، ومواصلة البذل والعطاء حتى تحقيق النصر الكامل وتحرير كل شبر من أرض اليمن.
من جانبه اعتبر وكيل أول المحافظة أحمد البشري، زيارة المرابطين في جبهات الساحل وكل جبهات الوطن، تجديد للعهد بالمضي قدما في الدفاع عن اليمن والوقوف صفا واحدا إلى جانب أبطال القوات المسلحة حتى تحقيق النصر.
وأوضح أن زيارة المرابطين في جبهات حارس البحر الأحمر، تكتسب أهميتها ودلالاتها بما يخوضه أبطال القوات البحرية من معركة في التصدي لتحالف حماية السفن الاسرائيلية، نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وأكد البشري أن المرحلة الراهنة تستدعي المزيد من تضافر الجهود والتحرك للتصدي للتهديدات والمشاريع الاستعمارية.. منوها بالموقف الثابت لأبناء محافظة الحديدة واليمن بصورة عامة في مواصلة رفد الجبهات ومساندة الجيش لمواجهة أعداء اليمن.
فيما اعتبر مديرا مكتبي هيئتي الأوقاف فيصل الهطفي، والزكاة محمد هزاع، مشاركة المرابطين فرحة العيد أقل واجب لتعزيز صمودهم ورفع معنوياتهم والتأكيد على أهمية الدور الوطني الذي يقومون به في الدفاع عن الوطن والتصدي لأعدائه على مدى أكثر من تسع سنوات.