الخيارات المتاحة أمام رئيس وزراء الكيان الصهيوني المدعو بنيامين نتنياهو للنجاة بنفسه شخصياً وسياسياً باتت ضئيلة للغاية إن لم تكن منعدمة تماماً. ولم يعد يملك وقد صار مثل كلب مسعور غير مواصلة قتل الأبرياء على نطاق واسع وتنفيذ عمليات إجرامية حمقاء وغير محسوبة العواقب هنا وهناك والتهديد بفعل ما لا يستطيع ولا يطيقه جيشه المنهزم الجبان، على غرار وعيده المتواصل باجتياح مدينة رفح والقول زوراً وبهتاناً وكذباً على نفسه ومجتمعه المتضعضع بالقضاء على آخر معاقل حماس هناك.
– لعل الإرهابي “النتن” الفار من وجه العدالة الدولية والغارق في وحل الملاحقة الداخلية بقضايا فساد يرى في هذه الاستراتيجية المميتة التي ينتهجها في حربه الهمجية على غزة وسيلة لإطالة عمره من خلال محاولة إرضاء المتطرفين من قطعان مستوطنيه وإشباع رغبة الخونة والخائفين من الحكام العرب وأنظمة التطبيع في المنطقة، مع علمه أن كل ذلك لن ينجيه ولن يمنحه أماناً أو بقاء على رأس حكومة الكيان المغتصب.
– تشبُّث نتنياهو الغريق بقشة مواصلة سفك دماء المدنيين الأبرياء في غزة والتلويح الدائم باجتياح رفح لن يدوم طويلاً وسيمضي مرغماً وأنفه في التراب لقبول شروط المقاومة الفلسطينية وسينزل عاجلاً غير آجل عند كل اشتراطات وإملاءات المجاهدين وسيواجه قدره المحتوم وسيجني حصاده المر.
– طوق النجاة الذي يبحث عنه زعيم الليكود المتطرف من خلال أكذوبة الهجوم البري على رفح باتت مفضوحة للجميع بما في ذلك حلفاؤه وداعموه في واشنطن ولندن وغيرها، ولا يدعون مناسبة لتحذيره من الإقدام على هذه الخطوة الانتحارية ليس خوفاً على سلامة المدنيين كما يزعمون بل ليقينهم أنها ستأتي بنتائج كارثية عليه وعلى جيشه المذعور وستزيد الطين بلة على الكيان الهش والمتصدع من الداخل.
– الداخل الصهيوني هو الآخر أصبح على يقين بمراوغات وأكاذيب نتنياهو وما يسوقه لمستوطنيه من أوهام بخصوص رفح، وتجلى ذلك في تناولات الإعلام العبري في الآونة الأخيرة، حيث أكدت أكثر من وسيلة إعلام صهيونية أن دولتهم التي يحكمها أسوأ القادة منذ نشأتها -غير الشرعية- تعيش مرحلة غير مسبوقة من الهزائم والانكسارات ومن الكذب على النفس بإمكانية تحقيق نصر هو أبعد من الخيال.
– تشير صحيفة هآرتس العبرية إلى أن “رفح هي الخدعة الجديدة التي تبيعها الأبواق بأننا أمام نصر” وتضيف في تحليلها السياسي قبل يومين” “لقد نجحنا في الخداع لسنوات بأننا أقوياء مع شعب ذكي وجيش بالغ القوة. عملياً، نحن قرية يهودية صغيرة مع سلاح جو وقد خسرنا الحرب لكن من الصعب الاعتراف بذلك ونمضي بجنون في الضحك على أنفسنا”، وتستطرد الصحيفة العبرية “الحقيقة هي أنّ أهداف الحرب لن تتحقق. لن يتم تدمير حماس. ولن يُعاد الأسرى بضغطٍ عسكري. الأمن لن يعود، كلما صرخت الأبواق: سننتصر، كلما خسرنا أكثر.”
-كل يوم يمر من عدوان السبعة أشهر على غزة يقترب فيه النصر أكثر وأكثر من مجاهدي المقاومة الفلسطينية ومعهم شرفاء وأحرار الأمة، وفي الجهة المقابلة يقترب المصير المخزي من نتنياهو وإلى جانبه طابور طويل من الطغاة المستكبرين حول العالم وكثير من عبيد الأمة الخانعين.