خسر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لقاء الإياب الذي جمعه بمنتخب الإمارات بثلاثة أهداف دون رد في المباراة التي جرت أحداثها على ملعب سعد بن جلوي بمدينة الخبر بالسعودية وسط حضور جماهيري متواضع، وشهد اللقاء سيطرة واضحة للإمارات في الشوط الأول وتحسنا نسبياً لمنتخبنا في الشوط الثاني، لكن سوء الحظ لازمه في تضييع قليل الفرص التي اتيحت له ولم يتمكن من خلالها في تسجيل الأهداف.
بدأ منتخبنا المباراة بخطة دفاعية محكمة بإغلاق المنطقة وقفل المساحات في وجه مهاجمي الإمارات، وظل بنفس الحالة مدافعا حتى سجل الإمارات هدفه الأول لينطلق بعدها لاعبونا في الهجوم، وكأن لاعبينا ومدربهم في انتظار هدف الإذن للتخلص من قيد الدفاع.
باولو مدرب الإمارات يبدو أنه قرأ أسلوب لعب منتخبنا جيدا في لقاء الذهاب بأبوظبي فعمل على منح لاعبيه الثقة وأطلق لهم العنان للسيطرة على مجريات اللقاء وتسييره بالصورة التي يريد وكما يشاء، والفوز كيفما يريد، وذلك ما أثبتته مجريات مباراة دور الإياب، من خلال الضغط المتواصل على لاعبينا في منطقتهم وتنويع الهجوم من العمق ومن الأطراف، وهو ما مكنهم من تسجيل ثلاثة أهداف وحسم النتيجة بأريحية في بداية اللقاء، وكانت غلة الأهداف ستزيد لو “شعَّب” الإماراتيين!!
بينما كان المدير الفني لمنتخبنا على العكس من ذلك تماما، حيث ظهر وكأنه مواصلا للصوم عن التكتيك وكيف يفكك خطة مدرب المنتخب الخصم، مؤكدا أنه لم يقرأ صح أسلوب وطبيعة المباراة التي من المفترض أنها مقامة على أرضية ملعب منتخبنا، وكان عليه المبادرة في الهجوم لإرباك الخصم، لا أن يجعل الإماراتي يظهر بالبعبع والمنتخب الذي لا يهزم، وهو في الواقع منتخب ضعيف ومستواه لا يبتعد عن مستوى منتخبنا كثيرا.
الإمارات فازت على منتخبنا ليس لقوة منتخبها ولكنه لضعف منتخبنا فنيا وبدنيا وذهنيا وتكتيكا وتكنيكيا.
لاعبو منتخبنا ومدربهم نور الدين ولد علي خاضوا اللقاء ولا حول لهم ولا قوة، ولعبوا بخطة عقيمة، خط دفاع مرتبك، خط وسط مشلول تماما، خط هجوم تائه، عدم وجود ترابط بين الخطوط، التفاهم والانسجام بين اللاعبين مفقود يا ولدي، وكأنهم يلاحقون خيط دخان، والسبب قلة الإعداد كما أسلفنا مرارا وتكرارا، وتفشي فيروس غياب المباريات التجريبية في المعسكرات الداخلية والخارجية.
لم يقدم منتخبنا أي شيء يذكر في الشوط الأول الذي بدأه متكتلا في الدفاع ولعب بطريقة 4، 4، 2، وهو أسلوب يعتمد على التكتل في الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة، وبعد الهدف الأول حاول لاعبونا تغيير النمط ومهاجمة مرمى الإمارات، علهم يعودون إلى أجواء اللقاء، بتعديل النتيجة ولم يتمكنوا، وكلما هاجموا يسجل عليهم هدف جديد حتى استقبلت شباكنا الحمراء ثلاثة أهداف عاصفة، مؤكدة ملازمة (المستحيل) للأحمر وتهديد تأهله إلى المرحلة الحاسمة المزدوجة من التصفيات القادمة، وأن منتخبنا سيكون على موعد جديد مع مراحل تصفيات كأس العالم الطويلة.
القصة هي القصة، في استمرار الغصة ولم تتغير الصورة، رغم محاولة منتخبنا في الحصة الثانية مجاراة الإمارات عبر التنويع في اللعب باعتماد الاختراق من الأطراف وخاصة من الجهة اليسرى المتواجد فيها المبدع عبدالواسع المطري والإختراق من العمق ومن الجهة اليمنى بعد إدخال أحمد ماهر، ولكنها واجهت جميعها بصد دفاعي قوي، وكان الكتش ولد علي في حاجة للمهاجم القناص الذي يستفيد من انصاف الفرص لتسجيل الأهداف، وهي خاصية كانت متوفرة في هداف الدوري أحمد ضبعان، لكن المدرب افتقده بالإقصاء الغريب والعجيب!!
تحسن خط وسط منتخبنا مهم جدا في الفترة القادمة، لأنه حلقة الوصل بين خطي الدفاع والهجوم، ومن يتحكم بخط الوسط يمكنه السيطرة والتحكم في مجريات المباراة، ورسم الهجمات المثالية التي تبدأ من الدفاع إلى الوسط فالهجوم فتسجيل الأهداف وهذا ما أفتقده منتخبنا مع الإمارات، فكانت تلك الهزيمة الكارثية!!
جميعنا في اليمن وخارجه نتمنى لمنتخبنا الأول الفوز والتألق في لقاءاته العربية والآسيوية والقارية والعالمية، وأن يمثل وطننا الغالي خير تمثيل، كما يفعل ناشئو اليمن، الذين حققوا وصافة كأس آسيا في عام 2002م بالإمارات ووصلوا إلى نهائيات كأس العالم 2003م، وحقق خلفاؤهم بطولتي كأس غرب آسيا في السعودية وسلطنة عمان.