تشرفت مع عدد من الزملاء الإعلاميين بزيارة للمركز الوطني للوثائق بالعاصمة صنعاء واطلعنا خلال الزيارة على ما يحتويه المركز من وثائق وكذا طرق جمعها وفرزها وتصنيفها وترميمها وإعادة حفظها بطرق حديثة، كما استمعنا من رئيس المركز الأستاذ عبدالله هاشم السياني إلى شرح حول الجهود التي بذلت وتبذل من أجل البحث عن الوثائق وجمعها وحفظها وارشفتها بالطرق العلمية الحديثة والمواكبة المستمرة للتطور التقني والتكنولوجي ووسائل الحماية والسلامة لها باعتبارها إرثا تاريخيا لا تقدر بثمن .
طبعا هناك جهود بذلت ولازالت تبذل من أجل جمع الوثائق وترميمها وصيانتها والحفاظ عليها سواء من قبل الرئيس السابق للمركز الوطني للوثائق القاضي علي احمد ابو الرجال والذي بلا شك يعتبر الأب الروحي والمؤسس لهذا المركز الذي شكلت جهوده الشخصية وثقافته الوثائقية نواة صالحة لتأسيس أول كيان مؤسسي أرشيفي في اليمن أو من قبل الرئيس الحالي للمركز الأستاذ عبدالله هاشم السياني الذي يعمل بصمت وهدوء عجيب يجعلنا نقول انه خير خلف لخير سلف وأيضا جهود كافة كوادر المركز الذين عملوا فيه منذ تأسيسه إلى الآن وهي بلا شك جهود كبيرة وتستحق كل التقدير .
لن أتحدث هنا أو اسهب عن محتويات المركز من وثائق مهمة بل في غاية الأهمية أو عن قيمتها السيادية لليمن لكني هنا ساطرح بعض الأفكار التي أرى أنها يمكن أن تساهم في تعزيز جهود المركز الوطني للوثائق وقيادته وكوادره والسير نحو إنشاء مركز وطني إقليمي للوثائق على اعتبار أهمية اليمن حضاريا وتاريخيا وما يمتلكه من إرث يحتم علينا جميعا أن نعمل من أجل الحفاظ عليه وسأقدم هنا بعض المقترحات لعل أهمها تنفيذ مشروع وطني لأتمتة كافة الوثائق الموجودة في المركز عن طريق تشكيل فريق وطني برئاسة الأستاذ عبدالله هاشم السياني وكوادر المركز إضافة إلى المركز الوطني للمعلومات والهيئة العامة للأوقاف ونخبة من الأكاديميين والمختصين وخبراء الوثائق والفنيين في المجال الرقمي الالكتروني ووضع خارطة طريق لعمل الفريق بحيث نصل إلى اتمتة كافة الوثائق وحفظها الكترونيا وتوفير كافة الإمكانات البشرية والمادية لتنفيذ هذا المشروع الهام.
المقترح الثاني والذي أتمنى أن تعمل القيادة الثورية والسياسية على تنفيذه يتمثل في تنفيذ مشروع مبنى خاص بالمركز الوطني للوثائق وفق أحدث المعايير الدولية والفنية ويمكن أن يتم دعوة القطاع الخاص ومنظمة اليونيسكو للإسهام في تمويله وتنفيذه ليكون قلعة ثقافية وطنية عالمية وأنا على ثقة من الحرص الكبير لدى الدولة للحفاظ على الأرشيف العام لذاكرة اليمن.
فيما يتعلق بالمقترح الثالث فيتمثل في تنفيذ حملة وطنية لدعوة وتشجيع كل من لديه وثائق تاريخية أن يقوم بتسليمها للمركز سواء تطوعا أو حتى بمقابل ويتم رصد موازنة خاصة لهذه الحملة وان يتم تسجيل كل وثيقة واسم من سلمها للمركز وانا من هنا أوجه دعوة خاصة لكل من يحتفظ بأي وثيقة مهمة من أي نوع أن يبادر بتسليمها إلى المركز الوطني للوثائق بما يسهم في حفظها وتوثيقها حفاظا على ذاكرة الوطن وحقوقه، كما أتمنى من وسائل الإعلام والثقافة والأوقاف والإرشاد والتعليم بكافة مستوياته ومنظمات المجتمع المدني أن تعمل على مساعدة المركز في نشر الوعي لدى الجميع بأهمية هذا المركز ودوره في الحفاظ على الوثائق وتشجيعهم على المبادرة بتسليم أية وثائق لديهم وان نسهم جميعا في دعم جهود الدولة والحكومة في تنفيذ هذه المشاريع وأهمها بناء مقر جديد للمركز وأتمتة كافة الوثائق .
أتمنى أن تكون الرسالة وصلت وان نرى جميعا وقريبا جدا هذه المشاريع وقد تحققت واكرر ثقتي الكبيرة في القيادة الثورية والسياسية بأنها لن تتردد في تنفيذ هذه المشاريع الهامة ..