يصادف اليوم الذي نحن فيه، وهو الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ما اصطلح على تسميته بـ”يوم القدس العالمي”، وهو مناسبة سنوية هدفها بقاء قضية القدس في الوجدان العام للمسلمين، وتمر المناسبة هذا العام وقد اشتد أوار الصراع بيننا وبين اليهود إلى درجة هوس اليهود في الإبادة الجماعية، وعدم احترام القانون الدولي في القضايا الحقوقية والإنسانية، ووصل الحال بهم إلى استهداف السفارات، في سابقة غير معهودة من كل مجرمي العالم، ويتوازى كل ذلك مع عودة نشاط الجماعات الإرهابية التي ترتبط بأجهزة الاستخبارات العالمية .
ولعل من المهم في هذه المناسبة التطرق لخلفية المعتقدات اليهودية والمسيحية والتي تعتبر أساس وسبب كل الصراعات والحروب والدمار في المنطقة، وهي أيضا أسباب سرية لا يتم الإعلان عنها، ولكن أثبتت السنوات العشر الأخيرة أنها حقيقية وأن ما يجري هو تنفيذ مخططات وحسابات يهودية صهيونية .
ففي العقيدة اليهودية القديمة والحديثة، هناك حسابات لنبوءات مذكورة في التوراة لزمن آخر جيل يهودي وآخر دولة لإسرائيل وهي الدولة التي سيقيمها المخلص في القدس ويحكم بها العالم، وبحسب معتقداتهم ووفقا لما هو منشور عن تلك الحسابات والنبوءات، فإن هذه الفترة الزمنية المعاشة، قد اكتمل ظهور العلامات فيها وتطابقت الأرقام لزمن ظهور المخلص، بحسب ما هو مذكور في التوراة والتلمود اليهودي .
وللتسريع في خروج مخلصهم “الدجال ” فإن عليهم تمهيد الأرض وتهيئة البلدان من خلال إحداث فوضى عارمة تمكنهم من تحقيق عدة أهداف أبرزها :
الانتقام لمملكة إسرائيل الأولى والتي تم دكها وخرابها من قبل ” أولي بأس شديد ” وهذه حقيقة يؤكدها القرآن في قوله تعالى: ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا “الآية (4) سورة الإسراء.. وبالتالي فإن ما يصنعه داعش كأداة لإسرائيل هو انتقام يهودي ممن دمر دولتهم وشرد أهلهم بين الدول وهو ما يحدث للسوريين والعراقيين، حيث تم توزيعهم كلاجئين في مختلف دول العالم .
العراق وسوريا هما ضمن أراضي دولة إسرائيل الكبرى التي يخطط اليهود لإقامتها من النيل إلى الفرات وذكرتها التوراة كوعد لليهود في سفر التكوين (18:15-21) وهذا يؤكد أنهم وراء الفوضى في المناطق العربية تمهيدا لإقامة إسرائيل الكبرى التي سيقيمها الدجال “المخلص” اليهودي.
وقد يتساءل البعض عن علاقة اليمن بخرافات اليهود ومعتقداتهم، ولماذا قد تكون هدفا أساسيا لداعش /إسرائيل وما علاقتها بنبوءات وحسابات اليهود وأهدافهم ومخططاتهم ؟
من خلال دراسة وتأمل ومتابعة لأبحاث ودراسات عن المخططات الإسرائيلية لليهود الصهاينة، وجدت أن لديهم خوفا شديدا ومطامع كبيرة في اليمن ومن ذلك :
اليمن في الموروث الديني اليهودي هي أرض مباركة، وأرض تواجد الأسباط فيها وهي المكان المحتمل الذي يزعم اليهود أن تابوت العهد أو تابوت السكينة مخبأ فيها، وبالتالي فإن هناك توجهاً استخبارياً صهيونياً لنشر الفوضى في اليمن لكي يتمكنوا من البحث والسيطرة علي التابوت وضمان عدم حصول المسلمين عليه .
ووفقا للأحاديث الإسلامية المعززة بأساطير مذكورة في التلمود والتوراة، فإن اليمن هي أرض المهدي المنتظر الإمام الذي يملك الأرض ويسيطر على فلسطين ويهزم مخلص اليهود “الدجال الأعور” أو يعيق انتشاره وسيطرته على أراضي المسلمين .
ومن هنا فإن تحركات داعش تتركز في المناطق المحتمل ظهور المهدي فيها أو ظهور خطر على إسرائيل، كمناطق عدن- أبين المذكورة في بعض كتب الاحاديث النبوية، حيث تقول بخروج 12 ألف مقاتل منها لتحرير القدس إلى جانب منطقة يكلا في رداع الوارد ذكرها في مرجعيات الأحاديث كمكان لخروج القحطاني المهدي المنتظر أو اليماني وخطورته أنه (بحسب الأحاديث عند أهل السنة وإشارات التوراة) سوف يستخرج التابوت اليهودي ويستخدم علومه لهزيمة الدجال واليهود وحلفائهم، ومن هنا جاء الخوف من قصة المهدي القحطاني اليماني (بغض النظر عن الاسم ).
لذلك كان الانزال الجوي في منطقة يكلا في السنوات التي خلت، بهدف التخلص من الهدف (الخطر المحتمل) وهو المهدي المنتظر وبدليل أن القوات الأمريكية استهدفت كل الأطفال الذكور على وجه الخصوص خوفا من أن يكون أحد الأطفال المستهدفين هو المهدي المنتظر، وبالتالي فإنه سيحصل على التابوت ويقضي على آمالهم في السيطرة على العالم حسب معتقداتهم .
وليس بخاف اعتقاد اليهود بأن عمليات الذبح والسحل والحرق واستخدام أساليب بشعة للقتل، هي من ستسرع في خروج مخلصهم، كما أنها ترضي الشيطان “إله الماسونيين” والذي يعتقد الكثير من الباحثين انه الأعور الدجال .
ولذلك تقول إحدى الدراسات إن ” الصراع الموجود حالياً في معظم أنحاء العالم الإسلامي عبارة عن حرب للأفكار، وسوف تحدد نتائج هذه الحروب التوجهات المستقبلية للعالم الإسلامي”.
ومن هنا لا بد أن ندرك أننا نمر بمرحلة هي من أخطر المراحل في تاريخنا القديم والحديث، فالدولة مهددة بالتشظي والانقسام، ويقظة الهويات المحلية والوطنية والقومية التاريخية ولا بد من مقاومة مشاريع الاستهداف للامة بشتى الوسائل والطرق حتى نتمكن من التحكم بمقاليد المستقبل قبل أن نصبح أداة طيعة بيد أعداء الأمة العربية والإسلامية، فالجماعات السلفية تقوم بدور تفتيت الأمة إلى ما قبل الدولة وما قبل الأمة وهي تخدم أجندات الصهيونية العالمية من حيث تعلم ومن حيث لا تعلم .