روبن.. أو هولندا!!


● ليس هناك أفضل من كرة القدم لإشعال الروح الوطنية لأي شعب من الشعوب, وليس هناك أفضل من الكاميرا تقتنص اللحظة وتقبض على العاطفة دموع تسكب على الخدود من أجل هدف هنا أو ضربة جزاء أهدرت هناك فضاع فوز غال احتشد له مئات آلاف الناس من كل الأعمال في البيوت أمام الشاشات وفي الميادين العامة أو في المدرجات, كأس العالم هو إذا من يثير المشاعر ويرعش النفوس وراء المستديرة الساحرة التي تجعل الكون كله يتأوه أمام المرمى إثر هدف ولا أجمل من قدم روبن أو نيمار, الأول من الطرف القصي هناك حيث تدور الطواحين في هولندا الأرض الهابطة على مستوى البحر العالية بأقدامها أو من قمة الريو هناك حيث يسكن الكرنفال جمال أمريكا اللاتينية, و البرازيل وطن لولا دي سيلفا جار رئيس الأوروجواي الفقير الذي يقدم كل يوم للعالم درسا في إدارة دولة يسكن بعض من فقرائها داخل القصر الجمهوري, ويسكن هو سيارته الفو لكسواجن, هي أمريكا اللاتينية إذا من تدهشك برقصها وموسيقاها وشعب حالم يبدأ بكاسترو ويمر ببيليه ويتوقف عند مارادونا وجيفارا و شافيز وكل ما يدهش العالم أهدافا من قدمي سقراط زيكو أو ميسي في هذا الزمن القادم من الأرجنتين أو من البرتغال كريستيانو رونالدو لا فرق … المهم إنها المعشوقة المستديرة.
يجبرك كأس العالم أن تصحو عند الرابعة فجرا لتكتب عن المدهش ( روبن ) أو هولندا, أو بقرة الفريز, أو زهورها , أو متاحفها الفنية, أو ما يدهش العالم قهرا للبحر بردمه حتى لا يتغول على الأرض الهابطة ويقتحمها, هل رأيت بشرا لا تفرق بينهم وبين الزهور أو ألبان الأبقار أو الطواحين علامة مسجلة لهولندا التي تدهشك حتى بملكيتها حيث تتربع على عرشها امرأة قرينة بكرة القدم … هي إذا هولندا المرأة المدهشة تسحق تاريخ إسبانيا كله بخمسة أهداف لا تخاف أثوارها مهما طالت قرونهم وقصرت قرون كاسياس حارس الشباك يفض بكارته روبن … فان بيرسي .. كلهم يعزفون على جيتار الكرة, أقنعونا ليل أمس الأول أن كرة القدم فن من الفنون كموسيقى بيتهوفن …. لوح لرامبرانت…… , وليس مجرد جري وراء الساحرة كما هو في بلدان التخلف !!!! , عزفت هولندا أجمل قطع موسيقى موزارت الألماني …….. وبأقدام من يخيل لك أنه يعاني من إعاقة حين تراه لأول وهلة, وتدرك بعد دقائق أنه طاحونة هواء يعيد إليك يوهان كرويف من أسموه ذات لحظة بإمبراطور الكرة حيث كان بيكنباور قيصرها وبيليه في الجانب الآخر من العالم ملكها المتوج !! هي كرة القدم أو المرأة الفاتنة التي يلهث العالم وراءها عاشقا يتمنى أن تتكرم عليه بلمسه, بنظرة, بموعد, بلقاء …..هي الكرة من تجبر رؤوس العالم على التمايل يمنة ويسرة شهقة إعجاب بهدف طائر يسجله فيحرر الأرض الواطية أو الهابطة من ربقة ذكريات مريعة لاحتلال إسباني انسحب إثر خمسة أهداف دوخت ملايين البشر تدرك ذلك لحظة أن يتأوه العالم في لحظة اندهاش لقدم تسجل هدفا !!! وحدها كرة القدم من يهتف لها الجمهور بصدق وبوله وعشق, بيليه لا يزال اسمه يتردد بينما اسم ألف زعيم ورئيس يكاد يتذكره العالم بالكاد !!!!من ينسى ألف هدف للجوهرة السوداء ¿¿¿ أو ( ليد الله ) التي أدخلت هدف ما رادونا في شباك الانجليز …. من ينسى بو شكاش ودي استفانو وريفلينو وجا رانشيا …. ورومنيغيه …وميلا العجوز التي هذه المرة مشجعا من الكاميرون إلى مقاعد ساوباولو أو السلفادور أو إلى أي ملعب تجري الأقدام وسطها وراء الساحرة وتجري العيون بحثا عن قدم تسجل ….هي الفاتنة كرة القدم إذا من تجمع العالم أكثر من السياسة.

قد يعجبك ايضا