الثورة نت../
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، أنَّ الشعب الفلسطيني هو سيد قراره، وهو المعني بتقرير مصيره وفق رؤيته الوطنية، للوصول إلى أهدافه الكبرى بالحرية والانعتاق من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
جاء ذلك خلال مؤتمره الصحفي في بيروت، مساء اليوم الأربعاء، تعليقا على حديث بلينكن بأنَّ العديد من دول المنطقة مستعدة للاستثمار في مستقبل غزة.
وجدد حمدان التأكيد على موقف الشعب الفلسطيني المرحّب بأيّ جهد عربي وإسلامي مساند لقضيته، وداعم للمقاومة، ولإنهاء العدوان وإزالة الاحتلال وآثار عدوانه الهمجي على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية.
ودعا الإدارة الأمريكية مجدداً إلى التوقف عن سياساتها التي تعطِّل جهود إنهاء حرب الإبادة التي يشنّها العدو الصهيوني في غزة، والعمل فوراً على وقف هذا العدوان الإجرامي، والكفّ عن العبث بالقوانين والأنظمة الدولية، لصالح الكيان الصهيوني النازي.
وقال حمدان: إنّنا نقف بكل فخر واعتزاز أمام حالة الصمود الأسطورية التي يسطّرها أهلنا في قطاع غزَّة، وهم صامدون مرابطون قابضون على جمر الألم والجوع والحرمان، ويتحملون الجرائم والمجازر التي ترتكب بحقهم يومياً على بشاعتها.
وأضاف: نبعث برسالة مباركة واعتزاز وإشادة إلى رجال كتائب القسّام وسرايا القدس وكل أبطال المقاومة الفلسطينية الذين يواصلون تمريغ أنوف ضباط وجنود جيش الاحتلال وإساءة وجههم، وتدفيع قادتهم ثمن احتلالهم أرضنا، وثمن جرائمهم بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وأشار إلى أنّ العدو الصهيوني يواصل لليوم الـ 96 عدوانه النازي وحرب الإبادة الجماعية، التي يشنّها بكل وحشية وإجرام وسادية، ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني من أبناء قطاع غزَّة، مستخدماً فيها كل أنواع الأسلحة والقنابل المحرّمة دولياً، والمرسلة كلياً من الولايات المتحدّة الأمريكية.
وشدد على أنّ جرائم العدو النازية لم تقتصر على قطاع غزَّة فحسب، فهي ممتدة ومتواصلة في عموم الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، عبر حصار المدن والمخيمات وجرائم الاغتيال المتعمّد بدم بارد، والاعتقال، والتدمير المُمنهج للبيوت والبنية التحتية.
كما لفت إلى أنّه استشهد في الضفة الغربية المحتلة أكثر من 353 شهيداً منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وشهد العالم كيف قامت آلية لجيش الاحتلال -عمداً وانتقاماً- بدهس أحد الشهداء في مدينة طولكرم بعد أن قتلته رصاصات جنود الاحتلال النازي، وفي جنين استهدفت مسيرة صهيونية مجموعة شبان، استشهد سبعة منهم بينهم أربعة أشقاء.
وأكد حمدان أنّ الاحتلال النازي لم يدع جريمة إلاّ وارتكبها، في انتهاك صارخ لكل الشرائع والأعراف والمواثيق والقانون الدولي الإنساني؛ من قتل جماعي وتهجير قسري واعتقال المدنيين الأبرياء، وتعريتهم وتعذيبهم وتصويرهم.
طما لفت إلى أنّ العدو الصهيوني أقدم على استهدافٍ ممنهج للأطفال قتلاً وخطفاً والنساء وقنص المدنيين بعد إخراجهم من أماكن الايواء، وتدمير لكل مقوّمات الحياة الإنسانية في قطاع غزَّة، من المستشفيات ومراكز الإيواء التابعة للأونروا والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمراكز الخدمية، وحتى نبش المقابر وتجريفها وتدنيس جثامين الشهداء وسرقة أعضائهم.
وقال: لا يزال أهلنا في جميع قطاع غزَّة، يواجهون خطر الموت كل يوم، مع ارتفاع أعداد النازحين، وعدم توفّر أماكن إيواء صالحة للحياة، وقلة وشحّ المساعدات التي تصل جميع مناطق القطاع.
وأضاف: إنَّ الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة ينذر بارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والمرضى والنازحين بشكل كبير، فمن لم يمت بالقصف والحرق والقنص بالسلاح الصهيو أمريكي، يموت بالجوع والعطش والمرض.
وتابع: إننا ننتظر من السيدة سيغريد كاغ، التي باشرت الإثنين الماضي مهمتها التي أسندها إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ككبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة؛ تحرّكاً عاجلاً وعملاً جاداً ينهي معاناة المدنيين الفلسطينيين في كل مناطق قطاع غزَّة، وتجاوز كل ضغوط الاحتلال وإملاءاته.
وشدد على أنَّ المطلوب بشكل عاجل هو تدفّق وصول المساعدات الكافية إلى جميع مناطق قطاع غزة، وخاصة مناطق الشمال التي وصلت حدّ المجاعة الفعلية.
وقال حمدان إنّ المطلوب أيضا دخول الوقود إلى المستشفيات والمخابز ومحطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي، وتشغيل مرافق العمل المدني التي دمّرها الاحتلال؛ وهذه مسؤولية عاجلة وأولوية ملحّة أمام السيدة كاغ، وكل الدول والحكومات والمؤسسات الأممية المعنية، وصولاً إلى وقف هذا العدوان الهمجي النازي على شعبنا.
وأضاف: إنّه على مدار أكثر من ثلاثة أشهر كاملة لم يحقّق هذا العدو النازيّ أيًّا من أهدافه العدوانية، وهو يحاول عبر تصعيد جرائمه الوحشية ضد الأبرياء والمدنيين من الأطفال والنساء إحراز صورة نصر مزعوم، لكنَّه لم يحرزها، ولن تتحقّق له، بفضل الله، ثمّ بصمود شعبنا وبسالة مقاومتنا.
وتابع حمدان بالقول: إنَّ تسويق الاحتلال النازي بالشراكة مع الإدارة الأمريكية لما يسمّى “الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب” يأتي في سياق دعاية سوداء كاذبة ومكشوفة لدى شعبنا ومقاومتنا، ومحاولة يائسة لتمريرها كإنجاز على حساب دماء شعبنا، في ظل استمرار كل أشكال المجازر والجرائم ضدّ شعبنا.
كما شدد على أنّ أسرى العدو الصهيوني لدى المقاومة، لن يعودوا أحياء إلى عائلاتهم، ما لم يستجب نتنياهو وأركان حربه لشروط المقاومة، وأوّلها الوقف الشامل والكامل لعدوانهم ضدّ قطاع غزَّة.
وقال حمدان: مع كل جولة من جولاته الخمس للمنطقة يأتي بلينكن ليبيع الوهم لكل الدول التي يلتقي بها، وهو ينظر بعين واحدة، تتبنّى رواية الاحتلال، وتدعم أجندته في تصفية القضية الفلسطينية وإبادة شعبها.
وأكد حمدان أنّ الإدارة الأمريكية ما زالت تواصل عبر مسؤوليها تبنّي رواية الاحتلال المضلِّلة ودعايته الكاذبة، في محاولاتها تبرير الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش العدو الصهيوني الإرهابي ضد المدنيين، بالقول: إنَّ المقاومة الفلسطينية تتمركّز بين المدنيين؛ في سياسة مكشوفة لغسل أيدي الاحتلال من دماء أطفال ونساء وشيوخ غزة، الذين تجاوَز عددهم الثلاثين ألفاً بين شهيد ومفقود تحت الأنقاض.
وقال حمدان: حول جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم أمس الثلاثاء، بخصوص مناقشة استخدام (الفيتو) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن في 22 ديسمبر 2023 ضد قرار وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة، نؤكّد أنَّ الإدارة الأمريكية تواصل ممارسة كل أشكال الدعم لهذا العدوان الصهيوني من أجل استمراره وإطالة أمده، خدمة للاحتلال وشراكة له في إجرامه وعدوانه.
ونوه بأنّ الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية عن معاناة وآلام وقتل وتشريد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة.
وقال حمدان: إنَّ إفشال الإدارة الامريكية لصدور قرارات من مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان، وتحدي إرادة ومواقف 153 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف العدوان، يجعل هذه الإدارة منبوذة وراعية للإرهاب الصهيوني.
ولفت إلى أنّ مواقف هذه الإدارة ودعمها للاحتلال وجرائمه، سيزيد من عزلتها وخسارتها، سياسياً ودبلوماسياً وشعبياً وصورتها الأخلاقية المزعومة، ويؤكد علاقتها ورعايتها لكل أشكال الإرهاب في العالم.
وأضاف: إنّنا نرحّب ونثمّن مواقف كل الدول التي أيّدت موقف جمهورية جنوب إفريقيا الشجاع والتاريخي والمشرّف في رفع هذه الدعوى ضد الاحتلال النازي.
وختم حمدان حديثه بدعوة محكمة العدل الدولية إلى عدم الرضوخ لإملاءات وضغوط الإدارة الأمريكية، التي تعدّ شريكة وتتحمّل المسؤولية عن استمرار حرب الإبادة الجماعية التي لا تزال ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.