حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة تتوحش بالفظاعات

إعدامات ميدانية لنساء حوامل و ١٥٠ شخصا آخرين أمام ذويهم

25 ألف شهيد فلسطيني في 79 يوماً من حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على غزة..حرب وحشية برسم أمريكا والغرب

يقترف العدو الصهيوني مذابح الإبادة الوحشية في غزّة ويستخدم أبشع الأساليب.. وقادة أمريكا والغرب يؤكدون مساندته..ضوء أخضر للاستباحة ومشاركة فعلية للإجرام

العدو الصهيوني ينفذ حملات إعدام ميدانية لمئات الفلسطينيين وقام بإعدام نساء حوامل وهن في طريقهن إلى مستشفى العودة يرفعن رايات بيضاء، وأطلق عليهن الرصاص وجرف أجسادهن في المكان

غوانتنامو جديدة يمارس فيها الصهاينة التعذيب حتى الموت لأكثر من ألفي مختطف فلسطيني

الثورة / عبدالرحمن عبدالله
تتواصل حرب الإبادة الوحشية الصهيونية على غزة منذ 78 يوما، لتكشف بأننا أمام حرب إبادة وحشية هي الأفظع في التاريخ، حيث تستعر على رؤوس الأطفال والنساء والأبرياء المدنيين حرب القصف الإجرامية التي تركز على قصف الأطفال والنساء والمدنيين، وتستهدف بشكل أساسي المواطنين وتدك بناهم وبيوتهم ومستشفياتهم، دون هوادة، ويتواصل الحصار الإجرامي الخانق المميت للسكان في غزة، وصولا إلى تنفيذ الجيش الصهيوني حملات إعدام ميدانية للمئات من الفلسطينيين، بينهم عشرات النساء الحوامل.
ودخلت حرب الإبادة خلال الأيام الماضية فصلا جديدا من فصول الإجرام والوحشية اليهودية، فبعد توغله في أحياء واسعة بقطاع غزة، ينفذ حملات إعدام ميدانية بحق المئات من الفلسطينيين، حيث أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن العدو الصهيوني نفذ جرائم إعدام ميدانية بحق مئات الفلسطينيين في معسكرات اعتقال شمال غزة.
وأعلن المكتب الإعلامي في غزة أن عدد شهداء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ 78 ارتفع إلى (27258) شهيداً ومفقوداً، بينهم (20258) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، منهم (8200) شهيد من الأطفال، و(6200) شهيدة من النساء، و(310) شهداء من الطواقم الطبية، و(35) شهيداً من الدفاع المدني، و(100) شهيدٍ من الصحفيين، ومازال (7000) مفقودٍ إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، و70% من هؤلاء هم من الأطفال والنساء، فيما أصيب (53688) فلسطينياً بجروح.
وقال المكتب في بيان أمس إن العدو الصهيوني نفذ جرائم إعدام ميدانية لأكثر من 137 مدنياً فلسطينياً في محافظتي غزة والشمال، حيث أنشأ معسكرات اعتقال شرق مدينة غزة، وقام بحفر حفر كبيرة ووضع فيها العشرات وهم أحياء، ثم قام بإعدامهم من خلال إطلاق الرصاص المباشر عليهم، ثم قام بدفنهم بالجرافات.
ولفت المكتب إلى أن هذه الجرائم تكررت في غزة والشمال من خلال إعدام عشرات المدنيين أمام ذويهم، كما قام العدو الصهيوني بإعدام نساء حوامل كُنَّ في طريقهن إلى مستشفى العودة شمال غزة، وكنَّ يرفعن الرايات البيضاء، لكن الاحتلال أطلق عليهن الرصاص من مسافة قريبة، ثم قام بتجريفهن في المكان.
وقدر المكتب حالات الاختطاف التي نفذها كيان العدو الصهيوني خلال هذه الحرب العدوانية بأكثر من (2600 مختطف) حتى الآن، بينهم (40) من الطواقم الطبية، و(8) مختطفين من الصحفيين، مشدداً على أن جرائم الإعدام الميداني التي نفذها العدو الصهيوني بحق عشرات المدنيين الفلسطينيين تعتبر جريمة حرب خطيرة تعاقب عليها كل القوانين الدولية.
وقال المكتب: “إن الشهادات الفظيعة التي يدلي بها شهود العيان حول ارتكاب العدو الصهيوني لجرائم إعدام ميدانية تحمل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عنها إلى جانب الدول الغربية، وتدعو والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم المباشرة تجاه ذلك، كونهم هم من منحوا العدو الصهيوني الضوء الأخضر والموافقة على تنفيذ هذه الجرائم وقاموا بإمداده بالأسلحة المختلفة، ثم رفضوا أكثر من مرة إيقاف الحرب الوحشية على قطاع غزة”.
وأوضح المكتب أن 1,8 مليون نازح يعيشون حياة غاية في الصعوبة في مئات مراكز النزوح والإيواء، وهذه الأعداد الكبيرة تحتاج إلى حل جذري لإنهاء معاناتهم المتواصلة، وكلهم بحاجة إلى مساعدات وإمدادات عاجلة ومن الواجب على جميع المؤسسات الدولية القيام بواجبها فوراً، وإضافة إلى ذلك فإن (355) ألف حالة موثقة أصبحت مصابة بالأمراض المعدية نتيجة النزوح.
ولفت المكتب إلى أن كيان العدو الصهيوني دمر خلال حربه الوحشية (126) مقراً حكومياً، و(92) مدرسة وجامعة خرجت من الخدمة بشكل تام، و(285) مدرسة وجامعة تضررت جزئياً، فيما دمر (115) مسجداً بشكل كلي، و(200) مسجدٍ هدمها الاحتلال بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف (3) كنائس.
وعلى صعيد أضرار الوحدات السكنية، فقد هدم العدو الصهيوني بحسب المكتب (55000) وحدة سكنية بشكل كلي، و(258000) وحدة سكنية بشكل جزئيٍ، بمجموع (313000) وحدة سكنية، وعلى صعيد المستشفيات استهدف الاحتلال أكثر من (23) مستشفى وأخرجها من الخدمة كما أخرج (53) مركزاً صحياً من الخدمة أيضاً، بينما استهدف (140) مؤسسة صحية بشكل أثر على تقديم الخدمة الصحية فيها كما استهدف (102) سيارة إسعاف تضررت بشكل كامل.

حرب إبادة يهودية مدججة بفظاعات متوحشة غير مسبوقة
تشكل حرب الإبادة الوحشية الصهيونية على غزة سابقة وحشية غير معهودة في حروب البشرية، ذلك أن الصهاينة المدججون بالتوحش والعدائية الشديدة على الأمة الإسلامية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، يمارسون القتل والتدمير بتلك العقيدة المتأصلة لديهم.
حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الصهاينة على قطاع غزة تسجل في التاريخ بوصفها أبشع حرب تتركز على المدنيين والأطفال والنساء منهم، فهناك حروب قتل فيها الآلاف خلال القصف على المدن، لكنها كانت تأتي في سياق الحرب والمواجهات، أمّا حرب العدو الصهيوني على غزة، فإن القتل فيها يطاول ويستهدف- عن سابق إصرار وتصميم – المدنيين أساساً، وهي الحرب الوحيدة التي تشكل نسبة الأطفال والنساء المقتولين فيها 70%، وإذا أضفنا إلى ذلك نسبة كبار السنّ من الرجال، فإننا نصل إلى نتيجة مريعة.
كما أن عدد هذه المذابح التي تشكّل جرائم ضد الإنسانية، وليس جرائم حرب، ستدخل التاريخ بوصفها أوّل مذابح في التاريخ تتواصل على مدار الساعة ولمدة تقارب الثمانين يوما في بث مباشر على الهواء حيث يشاهد العالم في بث مباشر صور القصف ومنظر القتلى والجرحى، كما يشاهد اليوم صور غزة الأكثر فظاعة من حيث العدد والزمن.
كما أنها الوحيدة التي تحصد أكبر عدد من الأرواح في الضربة الواحدة، فمثلا في مذبحة واحدة من بين 500 مذبحة، قام العدو الصهيوني بإلقاء قنبلة ضخمة على المستشفى الأهلي المعمداني، حيث قتل 500 فلسطيني.
حرب الإبادة الجماعية التي تجسد المعنى الكامل للإبادة، لم تكن قصفا عشوائيا بل قصف احترافي يمارسه الجيش الصهيوني على رؤوس المدنيين، وتركز على قصف الناس بدون تردد، كما أنها تستخدم أسلحة قاتلة لا يمكن لها إلا أن تقتل، لذلك لا يوجد جرحى بل كلهم شهداء فمع كل شهيد يسقط جريحين وأحيانا جريح واحد.
هي حرب إبادة لأنها تسجل إبادة وحشية لعائلات كاملة، وهناك عائلات بأكملها مسحت من السجل المدني.. هي عبارة تلخص المشهد الفلسطيني الحالي، وتبين المدى الذي بلغه الإجرام الإسرائيلي الذي يرتكب المجازر تباعاً واحدة تلو الأخرى.
هي حرب إبادة متوحشة تستبيح الشعب الفلسطيني دون هوادة، ويكفينا هنا أن نذكر بما قاله وزير الحرب الإسرائيلي المدعو يوآف غالانت بأنه وكيانه عازم على إبادة الفلسطينيين بعد أن مسح عنهم صفة الإنسانية ووصفهم بأنهم “حيوانات بشرية” ويجب بالتالي قطع المياه والكهرباء والغذاء والدواء عنهم بل يجب قتلهم وتشريدهم، يكفينا أن نحلل هذه الكلمات لندرك حجم الدموية والسوداوية القابعة في عقلية المحتل الإسرائيلي المتورمة بالإرهاب والنازية.

وكان الأطفال هم في مقدمة المستهدفين لآلة الحرب الصهيونية، حيث ضرب العدو الصهيوني عرض الحائط بكل الاتفاقيات، والمعاهدات، والمواثيق، والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل التي تنادي بحق الطفل بالحياة، والحرية، والعيش بمستوى ملائم، والرعاية الصحية، والتعليم، والترفيه، واللعب، والأمن النفسي، والسلام، فأين الطفل الفلسطيني من ذلك كله؟!.
كما أنها حرب إبادة تجسد معنى الاستباحة الكاملة، حيث يستهدف العدو الصهيوني المنازل والمدارس والمساجد والكنائس والمخابز والمشافي وسيارات الإسعاف، وكثيرة هي المشافي التي استهدفها العدو الصهيوني بالقصف، ثم بالاستباحة من خلال الدبابات والمجنزرات وسحق الجرحى والمصابين والأطباء داخلها، وحتى مدارس الأونروا المكتظة بالنازحين تعرضت لقصف جوي مركز لقتل من بداخلها، ثم قام العدو الصهيوني باقتحامها واستباحتها وخطف من فيها.
كما أنها حرب مدججة بالفظاعات والتوحش غير المسبوق، حيث نقل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنه تم دفن الآلاف تحت الأنقاض، وقال إن مئات آخرين من مفقودين تحت أنقاض المباني أو جثثهم في الطرقات ويتعذر انتشالهم، وأفاد المرصد بأن مليوناً و850 ألف فلسطيني نزحوا من منازل ومناطق سكنهم في قطاع غزة دون توفر أي ملجأ آمن لهم، في وقت دمرت غارات العدو الصهيوني 62990 وحدة سكنية كليا و172055 وحدة سكنية جزئيا.
وأوضح أن كيان العدو الصهيوني تعمد ولا زال تدمير كل مرافق البنى التحتية في قطاع غزة، كالمدارس والمستشفيات والعيادات والمساجد والمقابر وكل المقومات الأخرى، ونبه إلى أنه فضلا عن الهجمات المتعمدة المميتة، فإن العدو الصهيوني يصعد استخدام سلاح التجويع والتعطيش ومنع الإمدادات الإنسانية لإخضاع سكان غزة ودفعهم للتهجير القسري.
وأبرز المرصد أن العدو الصهيوني استهدف بشكل ممنهج الأعيان المدنية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا وإلحاق الدمار والخسائر المادية كشكل من أشكال الانتقام والعقاب الجماعي، الأمر الذي يعد مخالفًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف 1949 ويرقى لجرائم حرب طبقُا لميثاق روما الناظم للمحكمة الجنائية الدولية.
وذكر أن العدو الصهيوني ينتهك القوانين الدولية الإنسانية، وعلى مرأى ومسمع الغرب وأمريكا.

«غوانتنامو جديد» آلاف الفلسطينيين في معتقلات صهيونية يموتون بالتعذيب
منذ بدأ العدو الصهيوني اجتياح غزة قام بحملات خطف للمدنيين من مدارس النزوح ومن البيوت والمنازل، وزجهم في معتقلات يمارس فيها التعذيب حتى الموت، ويكشف المرصد الأورومتوسطي بأن الجيش الصهيوني المجرم نفذ حملات خطف طالت أكثر من 1200 من المدنيين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من قطاع غزة عقب اقتحام منازل سكنية ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين، ولفت إلى تعمد جيش العدو نشر مقاطع فيديو وصور صادمة وحاطة للكرامة الإنسانية للمختطفين الفلسطينيين وهم شبه عراة ومعصوبي العينين يجثون على الأرض بحراسة جنود إسرائيليين أو يتم اقتيادهم في حافلات عسكرية إلى أماكن مجهولة.
وأشار إلى أن حملات الخطف التي يقوم بها الصهاينة في غزة طالت أطباء وممرضين وصحفيين وأشخاصاً من كبار السن فضلا عن عشرات النساء من بينهن «هديل يوسف عيسى الدحدوح» التي ظهرت في صورة تم اقتيادها داخل شاحنة مع مجموعة رجال وهم عراة في مشهد غير إنساني.
إلى ذلك كشفت وسائل إعلامية أن المئات استشهدوا بالتعذيب في المعتقلات الصهيونية خارج غزة، والكائنة في منطقة «ساديه تيمان» بالقرب من بئر السبع، جنوب فلسطين المحتلة، بينهم صغار السن وكبار السن.
وكشف المرصد الأورومتوسطي أن الجيش الصهيوني يرتكب جرائم إعدام ميدانية بحق مختطفين فلسطينيين، ويؤكد أن آخرين استشهدوا من التعذيب الشديد في معتقل أقامه الصهاينة في منطقة «سديه تيمان»، يقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا، وذكر أن المعسكر المذكور تحول إلى سجن «غوانتنامو» جديد يتم فيه احتجاز المختطفين في ظروف قاسية جدًا، داخل أماكن أشبه بأقفاص الدجاج في العراء ودون طعام أو شراب لفترة طويلة من الوقت.
وذكرت تقارير أن الصهاينة يقومون بتعذيب المختطفين حتى الموت، ويقومون بإطلاق الرصاص وقتل آخرين، ويقوم بحرمان المختطفين من الطعام والماء ويعصبون أعينهم، وقال أحد المفرج للمرصد عنهم (طلب عدم ذكر اسمه خشية من الانتقام منه)، إنه شهد على إطلاق جنود إسرائيليين الرصاص بشكل مباشر على خمسة من المعتقلين وتصفيتهم في حالات منفصلة.
وتقوم قوات العدو الصهيوني المتوغلة في غزة، بخطف الفلسطينيين، وتقتادهم إلى جهة غير معلومة، وتقوم بإطلاق النار عليهم مباشرة، وتنفيذ حملات إعدام ميدانية أمام أهاليهم.

دفن الأحياء وسحق الجرحى والمصابين في المستشفيات
خلال الأيام الماضية قام جيش العدو الصهيوني – قبيل انسحابه من مستشفى كمال عدوان – بسحق ودفن الجرحى والمرضى بالجرافات، وأكدت التقارير قيام جيش العدو الصهيوني بدفن مصابين ومواطنين فلسطينيين وهم أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال غزة، الذي انسحب منه بعد 9 أيام من الحصار والاقتحام واقتراف فظائع مروعة.
وقال المرصد الأورومتوسطي -مقره في جنيف- في بيان، إن الجرافات الإسرائيلية دفنت فلسطينيين أحياءً في ساحة المستشفى قبل انسحابها منها، وأكد مشاهدة الجثث وسط أكوام الرمال، وأكد المرصد أن فرقه تواصل توثيق ما جرى في المستشفى بما في ذلك المعلومات عن قتل أحياء ومصابين بدفنهم في ساحة المستشفى، وأكد أن الصهاينة مارسوا في المشفى انتهاكات فظيعة، وقتلوا المرضى والنازحين والطواقم الطبية على مدار الأيام الماضية، ضمن عملية استهداف شاملة للمستشفيات والخدمات الصحية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي في قطاع غزة.
وأبرز البيان، أنه بعد عدة أيام من الاعتداءات المتكررة والحصار نفذت جرافات الجيش الصهيوني عمليات تجريف داخل المستشفى ودمرت بالكامل الجزء الجنوبي منه، قبل أن تنسحب منه مخلفة دمارا هائلا وجثثا متراكمة، وأشار المرصد، أنه قبل أيام اقتربت الدبابات الإسرائيلية من المستشفى واعتلى قناصة الجيش الإسرائيلي البنايات العالية وشرعوا بإطلاق النار على أي شخص يتحرك في المنطقة، كما قصفت القوات الإسرائيلية قسم الولادة في المستشفى بشكل مباشر ما أدى لمقتل سيدتين وطفليهما وبتر قدمي سيدة ثالثة، وقاموا بخطف الأطباء ومدير المشفى.
ولاحقا، قامت القوات الإسرائيلية بإخلاء المستشفى ممن كانوا فيه، ومنهم 65 إصابة و12 طفلا في العناية المركزة و6 أطفال خدج و2500 نازح و100 من الكوادر الطبية، وكانت تجبر الذكور على خلع ملابسهم باستثناء البوكسر، بعد 10 أمتار من خروجهم من المستشفى واحتجزتهم وهم في العراء في ساحة لمدة 6 ساعات قبل أن تختطف منهم حوالي 50-60 شخصًا وأفرجت عن البقية وطلبت منهم التوجه إلى المدارس التي بها مراكز إيواء.
وبقي داخل المستشفى حوالي 50 من المرضى وذويهم و5 من الأطباء والممرضات، احتجزوا داخل أحد المباني دون طعام أو شراب أو كهرباء، وبعضهم ماتوا.
ودمرت عصابات القوات الإسرائيلية البوابات الخارجية، وجزءا من مبنى الإدارة والصيدلية وأحرقت مخزن الأدوية قبل تدميره، ودمرت بئر المياه ومولد الكهرباء ومحطة الأكسجين، وعملت حفرة كبيرة في ساحة المستشفى ونبشت حوالي 26 جثة لشهداء دفنوا في أوقات سابقة في المكان لتعثر دفنهم في المقابر، حيث عملت الجرافة على إخراجهم بشكل مهين وحاط بكرامة الميت.
وأكد المرصد تلقيه شهادات عن وفاة أحد المسنين نتيجة الجوع والعطش داخل المستشفى، ووفاة آخر بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية تجاهه أحد كلابها، فيما مات عدد من الأطفال ومريضين كانا داخل غرفة العناية المركزة، نتيجة عدم تلقيهما الرعاية الصحية الملائمة.
وقال المرصد الأورمتوسطي: إن الفظائع التي اقترفتها قوات العدو الصهيوني في مستشفى كمال عدوان هي امتداد للهجمات التي يشنها الصهاينة المتكررة على المرافق والطواقم ووسائل النقل الطبية ضمن سياسة ممنهجة منذ 7 أكتوبر الماضي، وهدفت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، وهو ما يشكل جريمة حرب بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني.
«سحق للجثث وتجويع وتعطيش للمرضى والأطفال» «سي إن إن» تنقل شهادات مروعة من مستشفى كمال عدوان في غزة
في الوقت الذي تكافح فيه الطواقم الطبية الفلسطينية في علاج المرضى والمصابين في غزة، يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع عصابات جيش العدو الصهيوني التي طالت هجماتها واقتحاماتها للمستشفيات، وقيامها بتدنيس الجثث وسحلها وتصفية المدنيين بإطلاق الرصاص مباشرة، وكشف تحقيق سي إن إن، بأن ثمانية أيام من اقتحام الجيش الصهيوني مستشفى كمال عدوان، ارتكب فظاعات مروعة، وقام بانتهاك «جثث المرضى القتلى بالجرافات، وسمحوا لكلب عسكري بالهجوم على رجل مقعد، وأطلقوا النار على الأطباء».
وأوردت شهادات تصف مشاهد مروعة بأن الجرافات الإسرائيلية سحبت جثث القتلى من أماكن دفنهم في باحة المستشفى، وتقول القناة بأنه وبينما كانت القوات الصهيونية تغادر مجمع المستشفى استخدمت الجرافات لاستخراج الجثث التي تم دفنها مؤخرا في مقابر مؤقتة في فناء المستشفى، وقال رئيس خدمات الأطفال في المستشفى، حسام أبو صفية، للشبكة إن «الجنود حفروا القبور وسحبوا الجثث بالجرافات، ثم سحقوا الجثث بالجرافات».
وأضاف «لم يسبق لي أن رأيت مثل هذا الشيء من قبل»، وأظهرت أدلة مرئية اطلعت عليها «سي إن إن» بقايا بشرية متحللة متناثرة في جميع أنحاء أرض المستشفى.
الممرضة أسماء طنطيش قالت «تمت حراثة الأرض بالجثث في الفناء أمام أعيننا.. طوال الوقت كنا نصرخ عليهم، لكن صرخاتنا وجدت آذانا صماء»، ورصدت وكالة أنباء فرانس برس ما حدث في باحة مستشفى كمال عدوان وقالت إنها استحالت ركاما، حيث يسير فلسطينيون وسط الأنقاض لانتشال الجثث فيما يعلو بكاء أحدهم وهو يكفن أحد الجثامين قبل دفنها.
وأشارت إلى أن آثار الدبابات والجرافات بدت واضحة مع خراب كبير، ومن أمام باحة المستشفى، وقف أبو محمد وهو يبكي قائلا: «هدموا المبنى.. قتلوا الأطباء.. حتى الأطباء لم يسلموا منهم.. لم يبقوا على أي شيء».
وأكد الرجل بتأثر في حديثه للوكالة «ابني هنا»، مشيرا تحت الأنقاض، «لا أعرف كيف سأعثر عليه. أين الدول العربية؟»، أما محمود عساف البالغ 50 عاما فقد أتى من جباليا مع عربة لإجلاء طفلين من أقاربه مصابين بحروق بالغة.
وأوردت الشبكة عشرات الشهادات حول الفظاعات المروعة، وأكدت أن المئات تم خطفهم من المستشفى، وذكرت أن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفى في وقت سابق وهدموا جداره الغربي، وطلبوا من أي رجل الخروج، كما أكدت أن الصهاينة منعوا الماء والطعام عن المرضى، وقالت إن أطفالا ماتوا بسبب العطش والجوع، وكانت بعض الممرضات يحاولن تخفيف الحليب بمحلول ملحي لإطعام المزيد من المرضى الصغار في المستشفى.
ويؤكد أبو صفية أنه شاهد بعينيه أثناء محاصرته في المستشفى زملاءه المصابين وابنه يزحفون على طول الطريق حتى وصلت إليهم سيارة إسعاف ونقلتهم إلى مستشفى آخر، وأضاف «وفي أحد أيام الحصار وجد أبو صفية رجلا مسنا جريحا ملقى على الأرض أمام المبنى، وعندما حاول الاقتراب منه، بدأ الجنود في إطلاق النار والضحك»، وقال: «نجوت من إطلاق النار، لكن الجنود اتصلوا بي وطلبوا اصطحاب الرجل المصاب إلى الداخل مرة أخرى.. ولكن بعد فوات الآوان».
وفي حادثة أخرى، تم إرسال كلاب عسكرية إسرائيلية ترتدي كاميرات إلى المستشفى، وقام أحدها بمهاجمة رجل مسن يستخدم كرسيا متحركا قبل أن يتم إيقافه، «إذ كان الرجل يصرخ من الألم وبكي الأطفال والنساء من هول المشهد»، وقال إن «المشهد كان أبعد من الكوابيس.. إذ لم أستطع مساعدة أي شخص، جاء أحد الجنود ليأخذ الكلب وكان يضحك على الرجل العجوز وما فعله الكلب به».

أستاذ قانون دولي: 6 جرائم حرب ارتكبها الصهاينة في غزة منها «الإبادة الجماعية»
قال الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي الليبي، إن العدو الصهيوني ارتكب جملة من جرائم الحرب بحق الفلسطينيين، فيما يؤكد أن واشنطن مشاركة في الجرائم، وقال في حديثه مع «سبوتنيك»، إن «الكيان» المدعوم من واشنطن ارتكب العديد من جرائم الحرب، أولها «الإبادة الجماعية»، وطبقا للقانون الدولي من بين الجرائم المرتكبة أيضا: «التهجير القسري للمدنيين، الاستهداف المتعمد للمدنيين، استهداف الفئات المحمية في المدارس والمستشفيات والأطفال والنساء، فرض أحوال معيشية صعبة تشمل منع الماء والغذاء وقطع الكهرباء، استخدام القنابل المحرمة دولياً».
وشدد أستاذ القانون الدولي على أن الجرائم الست أو ما يزيد عليها تضع العدو الصهيوني والدول الغربية التي تسانده، تحت طائلة القانون الدولي، ويمكن رفع القضايا ضدهم أمام المحاكم الدولية والهيئات المختصة.
وقصف العدو الصهيوني المدارس والمستشفيات في قطاع غزة، كما استهدف الأطقم الإعلامية والعاملين في المؤسسات الأممية وسيارات الإسعاف، وهي من الفئات المحمية، كما قتل الآلاف من الأطفال والنساء والرجال نتيجة القصف العشوائي واستهداف المنازل والدفع نحو تهجير أهالي القطاع.

إجرام متوحش وقنابل محرمة
استخدم العدو الصهيوني في الحرب على غزة تكتيكا ناريا يمسح الأحياء بكاملها، مستخدما أسلحة مدمرة بشدة، كما استخدم قنابل الفوسفور الأبيض، وهو أحد أنواع الأسلحة المميتة، التي ينتج عن انفجارها حرارة شديدة وأعمدة من الدخان الأبيض الحارق، تؤدي إلى إذابة جلد الإنسان وفصله عن العظام، كما أن الجزيئات الحارقة يمكن أن تبقى داخل الجسم حتى بعد انتهاء القصف لتسبب أضرارا قاتلة.

ويتابع العالم وحشية العدو الصهيوني في الحرب على غزة، لكن لم تحرك ساكناً عند الصهاينة وداعميهم الذين تقاطروا لتل أبيب وعلى رأسهم بايدن وسوناك رئيس وزراء بريطانيا وفان ديرين من مفوضية الاتحاد الأوروبي، والكثير غيرهم قادمون ليعربوا عن تضامنهم مع القاتل! ما يؤكد اصطفاف الغرب مع الاحتلال وجرائمه ويعمق الشرخ بين الشمال الاستعماري والجنوب الرافض للهيمنة الغربية!
اليوم لم يعد من الممكن إحصاء قائمة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل على مدار الساعة خلال الـ78 يوما الماضية – والمستمرة بلا هوادة ورحمة – وفيما يواصل العدو الصهيوني الحرب يواصل الحصار وقطع الماء والكهرباء والفيول المشغل لمولدات الكهرباء وخاصة للمستشفيات، ويمنع إدخال الغذاء والدواء والمواد الطبية المكدسة بشاحنات منذ أسابيع في معبر رفح على حدود مصر.
أمريكا ترعى المذبحة والغرب يساندها..الحرب على غزة تسقط العناوين الإنسانية للغرب
وبعد ثمانية وسبعين يوما هي حرب إبادة ممنهجة وجرائم حرب على مدار الساعة يشهدها ويتابعها العالم بعيون دامعة وقلوب متألمة- ضد مدنيي غزة- يحولها القصف الصهيوني بلا رحمة لمقبرة وبيت عزاء مفتوح، ورغم كل ذلك فإن أمريكا ما تزال متمادية في استمرار هذه الحرب، لترغب في مزيد من الدماء، وتظهر دعمها علانية لهذه الحرب الوحشية، بل ويوم أمس قال بايدن إنه أجرى اتصالا مطولا مع نتنياهو ولم يطلب منه وقف الحرب، ليتفاخر بذلك أمام المطالبات العالمية بوقف العدوان على غزة.
وفيما يقترف الصهاينة كل ما لا يمكن للعقل البشري تصوره من جرائم، يواصل الغرب المتحضر دعمه ومساندته، أمر يكشف البشاعة ويفضح الشعارات الزائفة عن حقوق الإنسان والحريات.
ومنذ اليوم الأول أعلنت أمريكا والغرب دعمها للحرب الإجرامية، ووصل الرئيس الأمريكي بايدن إلى تل أبيب ليؤكد وقوفه مع جرائم الصهاينة ولم يكترث لمعاناة المدنيين الفلسطينيين في ازدواجية معايير مفضوحة وفوقه تعهد بإرسال المزيد من السلاح والصواريخ والذخيرة- وطلب في خطاب له للشعب الأمريكي تخصيص 14 مليار دولار مساعدات عسكرية وإنسانية لتكمل إسرائيل مهمة إبادة غزة.
وفيما أدخلت الحرب على غزة العالم طورا جديدا من التوحش، حيث تعد حرب الإبادة الصهيونية – الأمريكية – الغربية على غزة كانت الأفظع والأبشع في تاريخ البشرية، فإنها أسقطت الأقنعة عن وجوه قادة الحرب ورعاتهم، ونزعت القفازات التي كان الغرب يتلبسها.
بدأ الغرب منذ اليوم الأول محتشدا مع الحرب على غزة، بحملات تعبئة شاملة لدعم الحرب الإجرامية على غزة، وبالاحتشاد سياسيا وعسكريا وبكل المستويات، وحشدت أمريكا حاملات الطائرات والزوارق الحربية الأمريكية والبريطانية والإيطالية، وغيرها دعماً للحرب الصهيونية، وحشدت التغطية السياسية والإعلامية الكاملة لمذابح القتل الجماعي والتدمير الواسع النطاق والخراب في غزة.
وتقاطر رؤساء الغرب تباعا إلى تل أبيب، لا بل وحتى رفض المسؤولون في أمريكا والغرب دعوات وقف إطلاق النار، وأنكروا المذابح المرتكبة ضدّ المدنيين، والكذب الفاضح مع كل مذبحة، كما حصل بعد قصف المستشفى المعمداني بتحميل المقاومة المسؤولية.
تدفقت الإمدادات الجوية والبحرية بالأسلحة الأمريكية ووصلت إلى أكثر من 40 ألف طن من السلاح، فيما تصدت أمريكا وأفشلت كل مشاريع القرارات الدولية التي تدعو لوقف الحرب ولمرات متتالية، وواصل العدو الصهيوني اقتراف المذابح برعاية أمريكية وغربية معلنة.

سقوط القانون الدولي
كل ما فعلته أمريكا والغرب مع الكيان الصهيوني كان إسقاطا للقانون الدولي الإنساني، بالتعمد في قصف المستشفيات واستهداف الصحفيين، وغير ذلك، وتبريره بوقاحة، فالكيان الصهيوني كان ينتهك مواد القانون الدولي والإنساني، ويضرب عرض الحائط بجميع القواعد الدولية، فيما كان رؤساء وقادة أمريكا والدول الغربية يباركون ويؤيدون، ويحتشد الإعلام الغربي والأمريكي لتبرير ذلك.
حرب الإبادة على غزة، ألقت بسلسلة طويلة من الدعايات الغربية والأمريكية حول حقوق الإنسان، ومع ارتكاب الكيان الصهيوني جرائم الإبادة الجماعية، والتهجير القسري للمدنيين، واستهداف المدارس والمستشفيات، وقطع إمدادات الكهرباء والماء، وحاصر المدنيين ومنع دخول المساعدات والوقود، وفعل كل الموبقات، كان الغرب وأمريكا يباركا ما يحدث.
وإزاء ما حدث، يقول خبراء إن القانون الدولي، اليوم، وبعد الحرب في غزة، سقط بشكل مذل ولم يعد له أي معنى، ويؤكد خبراء في القانون الدولي أن الحرب على غزة أعطت دروسا وأسقطت قيما كان يدعيها الغرب، وأضافوا أن القواعد الدولية الموجودة تم انتهاكها في الحرب على غزة بصورة جسيمة، وأن ذلك أثبت أن هذه القواعد عبارة عن دعايات سياسية.
ومثال ذلك، أن القانون الدولي يتضمن حماية المدنيين، وعدم الاقتراب من المباني المدنية كالمدارس والمستشفيات، ويدعو إلى دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين، إلا أن كل هذا ضرب به كيان العدو الصهيوني وأمريكا والغرب عرض الحائط.
ويشير الخبراء إلى أن الحرب على غزة كشفت النفاق بوضوح، وأظهرت أن التطبيق للقانون الدولي يرتبط بقرارات الغرب وأمريكا فقط، ولم نسمع أي حديث عنه خلال الحرب على غزة لأن الغرب وأمريكا يقفون خلفها.
ووصف الخبراء ما حدث بأنه طغيان عالمي، يؤكد أن القوة هي الوسيلة والأداة الوحيدة للشعوب في الدفاع عن نفسها، وقالوا إن المعايير الغربية كاذبة ومزدوجة، فهي عندما تصل النوبة إلى الحديث عن الإجرام الصهيوني، وخرق إسرائيل للقانون الدولي، تصمّ آذانها، وتصمت ولا تأتي أبداً على ذكر الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق المدنيين.
وأوضحوا أن إسرائيل في حربها الإجرامية على غزة استباحت كل شيء بدعم ورعاية أمريكية غربية، وأن الحرب الإجرامية انتهكت القانون الدولي الإنساني الذي يعالج وينظّم قواعد الحرب خلال النزاعات المسلّحة، والتي استباحها العدوان الصهيوأمريكي الغربي في غزة بوضوح.
وعلى سبيل مثال، انتهك العدوان الصهيوأمريكي الغربي اتفاقية جنيف الأولى عام 1864 واتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولات الملحقة، ميثاق الأمم المتحدة، إعلان سان بطرسبرغ لعام 1868، لحظر القذائف المتفجّرة، قانون الاحتلال الحربي (الذي يوجب على سلطات الاحتلال تحييد المدنيين وعدم التغيير في معالم الإقليم)، اتفاقية لاهاي لعام 1907 (التي تهدف إلى وضع قيود على استخدام الأسلحة في النزاعات المسلّحة)، بروتوكول جنيف بشأن حظر استعمال الغازات السامة لعام 1925، اتفاقية منع استخدام الأسلحة الكيماوية، اتفاقية أوسلو لمنع استخدام بعض الأسلحة، وغيرها من الاتفاقيات الدولية.
سقطت أمريكا والغرب أخلاقياً بدعمهم جرائم حرب إسرائيل على غزة، بفضح تناقضهم وشعاراتهم الزائفة، وتزيد من كراهية الشعوب لهم، ولهذا ستكون الكلفة والفاتورة في المستقبل مرتفعة!

قد يعجبك ايضا