إدارة متابعة اللاجئين: هناك تنسيــق مشتــرك بين مهــربين يمنيين وأثيوبيين لدخول اللاجئين غير الشرعيين الى بلادنا



■ مديرة دراسات اللاجئين: تجار البشر يستغلون اوضاع اللاجئين الصعبة مستخدمين اساليب ضد حقوق الانسان لتحقيق مطامعهم

تمثل الهجرة غير الشرعية مشكلة تؤرق اليمن خصوصاٍ في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية وبالتالي فإن تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين سنوياٍ يضاعف من معاناة اليمن ويفاقم من المخاطر الأمنية.
وبحسب الاحصائيات والتقارير الرسمية فان بلادنا تحتضن ما بين 700 ألف إلى مليون لاجئ ولايزال التدفق مستمراٍ وتشير التقارير الصادرة عن المفوضة السامية للأمم المتحدة أن هناك آلاف من اللاجئين يتم دخولهم سنويا الى اليمن عبر السواحل البحرية من قبل المهربين اليمنيين والاثيوبيين لـ”الثورة” تسلط الضوء حول قضيه اللاجئين غير الشرعيين واماكن تواجدهم واسباب الهجرة واللجوء الى اليمن وآثار هذه القضية على بلادنا اقتصاديا وسياسيا وامنيا واجتماعيا ودور الدولة في الحد من هذه المشكلة.

تشير التقارير الرسمية الصادرة عن المنظمة السامية للأمم المتحدة في بلادنا أن عدد اللاجئين غير الشرعيين وصلوا الى أكثر من 700 ألف لاجئ منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي الى الوقت الحالي وبحسب المنظمة انه لاتزال عمليه تهريب اللاجئين غير الشرعية مستمرة وانهم يمرون بأوضاع حرجة من عناء السفر وبحسب المنظمة فان المنظمات تقوم بالمساعدات الأولية فقط التي تتمثل في تقديم بعض الطعام والعلاجات الاولية وتضيف المنظمة أن بلادنا تمر بأوضاع اقتصادية وسياسية حرجة وأن تزايد اعداد اللاجئين غير الشرعيين يشكل عبئا من الاعباء الاقتصادية التي لا تستطيع بلادنا أن تتحمله.
انتشار اللاجئين
ويتواجد الكثير من اللاجئين على المناطق الساحلية وتعد محافظة حجة ومنطقة بئر علي في المقدمة يليه حرض والحديدة ومحافظة عدن وحضرموت والبيضاء خاصة في رداع وبحسب نائب مدير المتابعات لمكافحة تهريب اللاجئين غير الشرعيين شاكر عبداللطيف الشرجبي/تعد المناطق الساحلية من المناطق التي تلائم تواجد اللاجئين لامتداد السواحل وكبر مساحتها وضعف خفر السواحل كما يحلم المهاجرون بالعبور لدول الخليج عن طريق سواحل بلادنا ويعلق الكثير بين الحدود بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي قامت بها السعودية بين الحدود التي دفعت الكثير منهم على البقاء في بلادنا خاصه المناطق الساحلية.
ويضيف الشرجبي أن هناك تجار بشر ومهربين من اليمن يقومون بتهريب اللاجئين غير الشرعيين الى المناطق الساحلية اليمنية بالتنسيق مع مهربين اثيوبيين مقابل(300) دولار تقريبا على اللاجئ مقابل توصيلهم الى الاراضي اليمنية والذي يحلم الكثير من اللاجئين بعد ذلك الذهاب الى الخليج ويضيف أن الكثير من هؤلاء اللاجئين يلقون حتفهم اثناء الطريق بسبب القوارب الصغيرة والمتغيرات البحرية الهائجة في البحر الاحمر والبحر العربي إضافة الى الجوع والعطش والاوضاع الصحية الحرجة التي يصاب بها الكثير من عناء السفر في البحر والبر الساحلي .
يعد اليمن البلد الوحيد في منطقة شبه الجزيرة العربية الموقع على اتفاقية اللاجئين لعام 1951م وبروتوكول 1967م التابع لها ويستضيف على أراضيه مئات الآلاف من اللاجئين معظمهم من الصومال حيث يعيشون وضع لجوء طويل الأمد في اليمن.
وقد أفضت عوامل الجفاف والنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي في منطقة القرن الأفريقي إلى استمرار تدفق اللاجئين والمهاجرين الأفارقة سنوياٍ إلى اليمن بأعداد كبيرة بحثاٍ عن الأمان والحماية وفرص عمل أفضل.
أرقام
وطبقاٍ لإحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد سجل العام 2012م أعلى نسبة وصول سنوية للمهاجرين الأفارقة إلى اليمن منذ بدأت المفوضية بجمع الإحصائيات حول الهجرة المختلطة عام 2006م.
وتشير البيانات إلى وصول 107.532 مهاجراٍ أفريقياٍ خلال 2012م مقارنة بوصول 103.154 مهاجراٍ خلال العام 2011م ليتراجع العدد في عام 2013م إلى 65.319 مهاجراٍ وصلوا إلى الشواطئ اليمنية.
مؤشر ارتفاع
في العام 2014م بلغ عدد الواصلين من القرن الأفريقي إلى اليمن 8.148 شخصاٍ حتى نهاية مارس الماضي منهم 5.431 واصلاٍ جديداٍ شهر مارس بزيادة بلغت ما نسبته %185 عن عدد الواصلين في شهر فبراير والذين بلغوا 1906 واصلين جْدد, وبزيادة ما نسبته %570 عن عدد الواصلين في شهر يناير والذي سجل وصول “811” واصلاٍ جديداٍ مما يشير إلى ارتفاع عدد المهاجرين الواصلين إلى اليمن من القرن الأفريقي خلال شهر مارس مقارنة بشهري فبراير ويناير من العام نفسه.
ثلاثة أضعاف
وشهر بعد شهر فإن أعداد الواصلين الجدد إلى اليمن تضاعف بشكل ملحوظ وفي المقام الأول المهاجرين الأثيوبيين الذين تضاعفت أعدادهم ثلاث مرات… وتفيد البيانات الرسمية الصادرة عن المفوضية أن 6.272 أثيوبياٍ وصلوا إلى الشواطئ اليمنية خلال الثلاثة الأشهر الماضية ويشكلون ما نسبته %77 من إجمالي الواصلين الجدد فيما وصل 1.861 آخرين إلى اليمن خلال نفس الفترة ويمثلون ما نسبته %0.2 من الواصلين الجدد.
مناطق الوصول
وعادة يتم نقل المهاجرين الصوماليين والأثيوبيين وتهريبهم إلى اليمن عبر خليج عدن من ميناء بوصاصو في بونت لاند الواقعة شمال شرق الصومال أو عبر البحر الأحمر من مدينة أوبوك في جيبوتي وتظهر خارطة توزيع الواصلين الجدد للعام 2014م وفقاٍ لمناطق الوصول في اليمن أن )276) مهاجراٍ دخلوا اليمن عبر الساحل الغربي في محافظة تعز و(4.211 ) مهاجراٍ عبر ساحل محافظة لحج, فيما وصل البقية عبر الساحل الجنوبي حيث وصل “1.484” مهاجراٍ إلى ساحل محافظة شبوة و(2.177) مهاجراٍ آخر إلى ساحل محافظة حضرموت.
وفيات ومفقودون
غير أن جميع المهاجرين الذين يعبرون البحر الأحمر وخليج عدن يتعرضون لمخاطر جمة بالغة الصعوبة منذ انطلاقهم من موطنهم الأصلي مروراٍ بفترة العبور وانتهاء بوصولهم إلى اليمن وما يلي ذلك من معاناة وتذكر المفوضية في بيانات حديثة أن ( 224) مهاجراٍ أفريقياٍ إلى اليمن لقي حتفه في رحلة التهريب أو في عداد المفقودين منهم “131” شخصاٍ فقدوا أو ماتوا خلال 2011م و”43″ شخصاٍ خلال 2012م و”5″ أشخاص خلال 2013م, و(45 ) شخصاٍ خلال الثلاثة الأشهر الأولى من العام 2014م.
ويعد العبور من القرن الأفريقي إلى اليمن واحداٍ من مسارات بحرية عدة هي الأكثر خطورة في العالم ويمثل خليج عدن واحداٍ من أكثر تلك المسارات البحرية استخداماٍ في العالم من حيث الهجرة المختلطة وأكثرها خطورة.
ففي العاشر من مارس الماضي, على سبيل المثال علمت المفوضية أن قارباٍ صغيراٍ يحمل “77” مهاجراٍ “31” صومالياٍ و”46″ أثيوبيا غرقت قبالة السواحل الجنوبية لمحافظة شبوة مما أسفر عن وفاة عدد ممن كانوا على متنها.
لجوء وتهريب
ويحصل الصوماليون على الاعتراف بصفة اللجوء منذ الوهلة الأولى لوصولهم اليمن والذي يمنحهم حرية نسبية في التنقل والحصول على الوثائق اللازمة فيما يكون مصير عشرات الآلاف من الأثيوبيين الوقوع فور وصولهم في أيدي شبكة المهربين التي تقوم بتهريب الواصلين الجدد براٍ إلى المملكة العربية السعودية ويصنفون ضمن المهاجرين الاقتصاديين وتفيد التقارير أن الواصلين الجدد يتعرضون للسرقة والابتزاز وسوء المعاملة على أيدي المهربين.
الاستقبال والنقل
وتنتشر على امتداد السواحل اليمنية ثلاثة مراكز انتقالية وثلاثة مراكز استقبال مهمتها استقبال الواصلين الجدد وتسجيلهم وتقديم الخدمات الاسعافية والمساعدة الأساسية وترتيب عملية نقلهم بشكل آمن إلى مخيم اللاجئين في منطقة خرز بمحافظة لحج حيث يعيش بداخله نحو “20” ألف لاجئ غير أن غالبية اللاجئين في اليمن يعيشون في المدن الرئيسية لا سيما في صنعاء وعدن.
محطة عبور
وتذكر المفوضية في تقرير لها عن الهجرة المختلطة أن أغلبية المهاجرين الذين يدخلون اليمن يسافرون إلى المملكة العربية السعودية إلا أن تبني الأخيرة سياسة ترحيل المهاجرين الأفارقة ترتب عليه عودة معظم الأثيوبيين مرة أخرى إلى اليمن ويعاني غالبيتهم من انعدام المال والطعام والماء ويصحبون عالقين في الحدود كما يقعون تحت رحم المهربين ويتعرض العديد منهم لخطر الإتجار بالبشر للمرة الثانية.
ضعف الامكانيات
ويشير الشرجبي إلى عدم القدرة على ارجاع اللاجئين حيث واليمن موقعة على معاهدة جنيف في عام 1951م لعدم ارجاع أي لاجئ ولكن قمنا مؤخرا بإرجاع حوالي ( 40000) لاجئ تحت بند انهم يشكلون الضرر لبلادنا إضافة الى اللاجئين الذين ارادوا الرجوع الى بلادهم طوعا .
ويضيف: إن ضعف الامكانيات من اهم الاشياء التي تعيق عملنا فرغم المندوبين المنتشرين في المناطق الأمنية والاقسام إلا أننا نواجه صعوبة التواصل بهم والاشراف على اعمالهم ولهذا اطالب الحكومة في أن توفر وسيلة مواصلات على الاقل لكي يتم العمل بالشكل المطلوب.
استغلال اللاجئين
يقوم المجرمون من تجار البشر باستغلال هؤلاء اللاجئين ويجعلونهم يقومون بالكثير من الاعمال وبدون مقابل إضافة الى استغلال الأطفال والنساء وتعذيبهم واستغلال أجسادهم للحصول على المال وبحسب الدكتورة سارة العراسي / مدير مركز دراسات الهجرة واللاجئين أن المهاجرين واللاجئين يمرون بأوضاع صعبة جدا جراء المعاملات اللاإنسانية من قبل المجرمين وتجار البشر الذين يستغلون هؤلاء اللاجئين أسوأ استغلال وتضيف: يجب النظر الى هؤلاء الناس بنضرة انسانية خاصة وهم من الفئة المظلومة التي هاجرت من الظلم والفقر بحثا عن الامن والطعام .
عالقون على الحدود
بلغ عدد اللاجئين العالقين بين الحدود السعودية واليمنية في عام 2013م الى(25,000) مهاجر على الأقل الكثير منهم أطفال أو قصر غير مصحوبين قدموا من منطقة القرن الأفريقي وأصبحوا بعد أن تقطعت بهم السبل لعدة أشهر في حرض يعيشون أوضاعاٍ يرثى لها وتعود الاسباب الى تضييق الخناق على المهاجرين غير الشرعيين في المملكة العربية السعودية وبحسب المنظمة قد تؤدي هذه التدابير الجديدة أيضا إلى تزايد في أعداد المهاجرين العالقين على الجانب اليمني من الحدود مع المملكة العربية السعودية.
وبحسب الدراسة التي قامت بها الدكتورة وجدان ماجد الدفاعي/ حول دراسة حالة لاجئي دول القرن الافريقي في اليمن وجدت أن من اهم اسباب تزايد حجم اللاجئين في اليمن تعود الى الموقع الجغرافي لليمن فبلادنا تعتبر حلقة وصل بين الدول الفقيرة من القرن الافريقي والدول الغنية من الخليج وهذا ما جعل اليمن منطقه عبور لسكان القرن الافريقي وبحسب قولها يساعد طول السواحل اليمنية البالغة (2500) كيلو متر والحدود البرية الى الصعوبة في السيطرة الكاملة على منع قدوم اللاجئين اضافه الى المعاهد التي وقعتها اليمن في جنيف لعام 1951م التي تنص على قبول اللاجئين واعطائهم حقهم في التعليم والصحة وايضا حمايتهم وعدم ارجاعهم الى ديارهم قسرا نظر الى مخاطر الطريق التي قد تؤدي الى موت .
صراعات لا تنتهي
وتشير الدكتورة الدفاعي الى أن الصراع الدائم وعدم استقرار دول القرن الافريقي يشكل سبباٍ جذريا لتحركات اللجوء والهجرة كما تلعب الاختلافات السياسية الى حدوث فوضى للوضع القبلي والذي يساعد في تأزم الوضع بين المجتمع الافريقي هو التنوع العرقي التي تشهده المنطقة من ما يسبب مزيدا من الانشقاقات والخلافات داخليا واقليميا.
فقر وتخلف
اضافة الى الفقر والتخلف فكثير من دول القرن الافريقي تعاني من تخلف في المجال الزراعي حيث لازالت تستخدم الطرق البدائية جدا رغم تمتع بعضها بثروة مائية كبيرة اضافه الى الكوارث الطبيعية حيث تعاني منطقة القرن الافريقي من الجفاف والتصحر والمجاعات وهي من الاسباب التي ساهمت في تشرد وهروب الاف من دول القرن الافريقي الى دول الجوار .

قد يعجبك ايضا