العدو الصهيوني يحول غزة إلى ركام ويدمر كل مقومات الحياة فيها
80% من سكان غزة ينزحون إلى جنوب القطاع ويعيشون ظروفاً مأساوية
الثورة / إسكندر المريسي
كثف العدو الصهيوني عقب إنهاء الهدنة الإنسانية من غاراته الجوية على قطاع غزة بشكل غير مسبوق لتدمير كل ما تبقى من مقومات الحياة .
حيث حولت آلة القتل الصهيونية القطاع إلى ركام غير صالح للحياة من خلال توسيع الاجتياح البري بالتزامن مع استمرار القصف الجوي الذي استهدف المراكز الطبية ومدارس الإيواء لكي تجبر سكان القطاع على مغادرته .
حيث قالت مؤسسة “أكشن أيد” الدولية إن 80 % من سكان قطاع غزة باتوا نازحين، حيث لا يوجد مكان آمن يأوون إليه في ظل اشتداد القصف على جميع أنحاء القطاع.
وقالت المؤسسة في بيان لها، أمس الأربعاء، إن الأشخاص الذين نزحوا إلى مدينة خان يونس، المنطقة المكتظة بالسكان، جنوب قطاع غزة، يواجهون القرار المستحيل المتمثل في الإخلاء مرة أخرى أو التعرض لخطر الموت أو الًإصابة بسبب البقاء في هذه المدينة التي تتعرض لقصف مكثف.
وتشير التقديرات، وفق “أكشن أيد”، إلى أن “حوالي 80% من سكان غزة، نحو 1.9 مليون شخص، هم نازحون داخليًا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث نزح معظمهم إلى جنوب القطاع بعد أن تلقوا أوامر بالإخلاء ومغادرة الشمال، وتم إبلاغهم بأن الجنوب سيكون آمنا، ولكن حتى قبل تكثيف الهجمات خلال نهاية الأسبوع الماضي، كانت المنطقة تتعرض لقصف منتظم خلال الأسابيع القليلة الماضية”.
وأوضحت المؤسسة الدولية أن جيش الاحتلال أصدر أوامر إخلاء لمنطقة تغطي 20 بالمئة من مدينة خان يونس، والتي كانت موطنًا لـ 117,000 شخص قبل الأزمة، وتستضيف الآن 50,000 نازح في 21 مركز إيواء، كما تم الطلب من الأشخاص الذين يعيشون في منطقة أخرى شرق المدينة، والتي تشكل 19% من غزة، المغادرة والتوجه جنوبًا إلى رفح أو مواقع أخرى، حيث لا يستطيع السكان مسح رمز الاستجابة السريعة (كيو آر كود) الموجودة على المنشورات التي أسقطتها طائرات الاحتلال والتي تشير إلى المناطق المسماة آمنة بسبب ضعف خدمات الإنترنت وتوقفها في معظم الأوقات، “أما الذين يختارون المغادرة، فإنهم يسلكون طريقاً محفوفاً بالمخاطر، مع انعدام ضمان تمتعهم بالحماية أثناء نزوحهم، والاحتمال الوحيد هو مواجهتهم لظروف أكثر اكتظاظا وغير صحية في وجهاتهم”.
وتابعت أن “الأشخاص الذين نزحوا إلى الجنوب يعيشون بالفعل في ظروفٍ صعبة للغاية في ظل نقص الماء والغذاء والملابس الدافئة، والبنية التحتية الحيوية تقف على حافة الانهيار. وإن تجميع المزيد من الناس في منطقة أصغر لن يسبب فقط زيادة بؤسهم، بل سوف يواجهون خطر الإصابة بالأمراض، ما يتسبب في كارثة إنسانية أكبر. كما لم تدخل إلى غزة سوى كمية محدودة للغاية من المساعدات منذ انتهاء الهدنة المؤقتة يوم الجمعة، لم تصل معظم المساعدات إلى المحتاجين بسبب شدة القصف، كما توقف توزيع المساعدات في مدينة خان يونس بشكل كبير يوم الأحد الماضي بسبب القصف العنيف”.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد -فلسطين رهام الجعفري “لقد ترك عشرات الآلاف من الأشخاص منازلهم في الشمال بالفعل ونزحوا عدة مرات، ويواجهون خطرًا شديدًا أثناء نزوحهم إلى جنوب غزة حيث يعتقدون أنهم سيكونون آمنين. ولكن لا يوجد مكان آمن في غزة. ويحاول الأشخاص الذين لجأوا إلى خان يونس وإلى مناطق أخرى في الجنوب مرة أخرى النجاة من القصف المتواصل على الرغم من أنهم يمرون بظروف صعبة، ومن المتوقع الآن أن ينزحوا مرة أخرى، فأين سيذهبون؟ هل سيصدقون بوجود مكان في غزة آمن؟ لن تكون هناك ممرات أو أماكن آمنة حقيقية في قطاع غزة، كما لن يتم إيقاف إسقاط القنابل ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. يعاني سكان غزة الكثير، وهم بحاجة ماسة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار الآن”.
وفي ذات السياق اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الأربعاء، “إسرائيل بأنها “تطلب من النازحين في قطاع غزة المزيد من النزوح لحشرهم وتحديد حركتهم باتجاه واحد، نحو معبر رفح الحدودي مع مصر”.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن “إسرائيل أخذت تدرك أن المدة الزمنية التي تتمتع بها في حربها الدموية بدعم عدد من الدول آخذة في النفاد وأصبحت محدودة نسبيا، وعليه فهي تسابق الزمن عبر تكثيف اعتداءاتها وارتكاب أفظع الجرائم وبشكل غير مسبوق لتدمير كل ما تبقى من شمال القطاع واستكمال تدمير جنوبه، وفي طريقها إلى ذلك تقتل كل من تبقى على قيد الحياة أو تواجد في تلك الأمكنة”.
وأضاف البيان أنه “بات واضحا أن إسرائيل تقوم بتحويل القطاع إلى ركام غير صالح للحياة، وتجبر مواطنيه بكل الوسائل على تركه، لتعلن فيما بعد وبهذا الأسلوب الوحشي أنها حققت أهدافها”.
وجددت الوزارة إدانة “المجازر المتواصلة التي قالت إن إسرائيل ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين بعد أن قامت بتوسيع اجتياحها البري لمناطق وسط وجنوب قطاع غزة”، مشيرةً إلى أن ذلك يتزامن مع استمرار القصف لكل شيء في شمال قطاع غزة، بما في ذلك إخراج جميع المراكز الصحية والمستشفيات عن الخدمة وحرمانها من تقديم خدماتها الإنسانية للمرضى والجرحى والنازحين.
وفي سياق متصل أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في “رعب مطلق ومتزايد”، داعيا إلى وقف إطلاق النار بصورة عاجلة.
وقال تورك، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، إنه بعد شهرين من بدء الحرب على غزة، ما زال المدنيون يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي”، مبديا خشيته من وقوع “فظاعات.