غزة تحترق أمام العالم.. قنابل أمريكية ووحشية صهيونية وضوء أخضر غربي

 

العدو الصهيوني يواصل جرائم الإبادة بحق أبناء فلسطين في غزة
أكثر من 16 ألف شهيد جلهم أطفال ونساء و43 ألف جريح منذ بدء العدوان الصهيوني
بعد شهرين من العدوان الصهيوني .. تحذيرات من “سيناريو أكثر رعبا” في غزة

الثورة / قاسم الشاوش
تتواصل الحرب الإجرامية على غزة منذ ستين يوما بوتيرة متصاعدة في الإجرام والمذابح، حيث تتعرض غزة لقصف ناري مروع يستهدف كل شيء.
الحرب على غزة تعد أبشع جريمة بحق الإنسانية في التاريخ الحديث، فأكثر من 100 ألف قنبلة وعشرات آلاف الصواريخ ذات القدرة التدميرية الهائلة، وأسلحة أمريكية وغربية محرمة دولياً، قصف بها كيان العدو الإسرائيلي على مدى 60 يوماً كل شبر في قطاع غزة المنكوب.
ففي السابع من تشرين أكتوبر، بدأ الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بحق 2.4 مليون فلسطيني في القطاع، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 16 ألف شهيد و7500 مفقود، و42 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، بينهم آلاف الإصابات بحروق شديدة وذوبان للجلد والأطراف يتعامل معها الأطباء لأول مرة، إضافة إلى دمار 60 بالمئة من منازل القطاع، وأكثر من 70 بالمئة من بنيته التحتية.
في اليوم الأول لعدوانه، ارتكب الاحتلال مجازر في مناطق متفرقة من قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 230 فلسطينياً، وإصابة نحو 2000 آخرين، تصاعدت المجازر خلال ستين يوما وما زالت تتصاعد بشكل يومي.
وتتواصل مجازر العدوان الصهيوأمريكي حتى اليوم ليتجاوز عددها الـ 1500 مجزرة، أكثرها وحشية مجزرة مستشفى المعمداني التي استشهد فيها حوالي 700 شهيد فلسطيني وأصيب المئات، بينما مسح كيان العدو الصهيوني عائلات بأكملها من السجل المدني، وأحياء سكنية من الوجود، وخاصة في مدينة غزة ومخيم جباليا شمال القطاع وفي الفالوجا وفي أحياء أخرى.
ولم يكتف العدو الصهيوني بهده المجازر والجرائم البشعة والدمار الكبير التي يرتكبها هذا العدو ضد ابناء فلسطين بقطاع غزة الذي تحول إلى مدينة أشباح بل لا يزال يمعن هذا العدو في مواصلة حرب الإبادة الجماعية وارتكابه أكبر قدر من المجازر بحق أبناء فلسطين بغزة في حرب لم يشهد لها العالم مثيلاً وفراغ سياسي عربي مخيف لا سابقة له في التاريخ وتواطؤ عالمي وعربي واضح وصريح دون خجل مع العدو الصهيوني
فالصمت العربي والدولي الفاضح شجعت المجرم الصهيوني باستئناف حرب إبادة غزة دون هوادة واستخدامه أحدث الأسلحة الأمريكية الأكثر فتكا وتدميرا ورغم هذا الصمت والدعم الأمريكي للكيان الصهيوني الذي لم يحقق حتى اللحظة أيّ نصر عسكري يذكر بل لا يزال يتلقى هزائم وخسائر موجعة في قواته وعتاده من قبل المقاومة الفلسطينية التي استطاعت هزيمة هذا العدو وبثت فيه الرعب والخوف وتؤكد المقاومة الفلسطينية بأن المعركة لن تنتهي إلا بزوال هذا الكيان الصهيوني المحتل وإنه لجهاد .. نصر أو استشهاد!
ومع تواصل المجازر الصهيونية ففي اليوم الـ59 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كثفت طائرات الاحتلال غاراتها على خان يونس جنوبي القطاع، إذ شكلت أحزمة نارية عديدة، مع بدء القوات البرية عملية توغل في المنطقة الجنوبية رغم شدة المقاومة التي لا تزال تلاقيها شمالاً.
وفي هذا السياق استشهد وأصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، فجر أمس، جراء استهداف العدو الصهيوني مبنى سكنيا لعائلة اليازجي جنوب حي الشيخ رضوان في غزة.
وأفادت وسائل الإعلام الفلسطينية أن قصفا صهيونيا استهدف، في وقت لاحق، منزلا في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
وأضافت أن مناطق مختلفة من شمال قطاع غزة وجنوبه شهدت قصفا ليليا عنيفا وأحزمة نارية طالت العديد من المنازل والمباني السكنية ومحيط المستشفيات.
وأطلق أطباء ومرضى بمستشفى دار السلام بخان يونس، مناشدات لإنقاذهم بعد قصف صهيوني كثيف في محيط المستشفى.
كما تجمَّعت أعداد كبيرة من النازحين داخل مستشفى كمال عدوان (شمالي قطاع غزة) بالتزامن مع تصعيد العدو قصف المنطقة.
وأعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية، عن انقطاع خدمات الاتصالات (الثابتة والخلوية والانترنت) في مدينة غزة وشمال القطاع للمرة الرابعة بشكل متعمد في ظل استمرار العدوان الصهيوأمريكي، على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي آخر إحصاء لضحايا العدوان الصهيوأمريكي على القطاع، أعلنت مصادر صحية فلسطينية، ارتفاع عدد الشهداء منذ بداية العدوان على قطاع غزة إلى 15.899 شهيدا، في حين بلغ عدد المصابين نحو 42 ألفا.
إلى ذلك أعلنت مصادر طبية فلسطينية، عن استشهاد 40 مواطنا فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات بجروح جراء غارات صهيونية استهدفت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأوضحت المصادر الطبية، وفق وكالة “وفا” الفلسطينية، أن 10 مواطنين آخرين استُشهدوا في قصف صهيوني استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأشارت إلى أن مدفعية العدو الصهيوني والمسيّرات قصفت محيط مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا.
ووفق المصادر، فإن 108 شهداء وعشرات المصابين وصلوا إلى مستشفى كمال عدوان، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى في ظل وجود أكثر من سبعة آلاف نازح داخله، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية من إجراء أي عملية جراحية في المستشفى.
وحذرت المصادر الطبية، من مجزرة قد يرتكبها العدو داخل مستشفى كمال عدوان كما حدث في مستشفى الشفاء والإندونيسي.
وبعد مرور قرابة شهرين على العدوان ضد قطاع غزة، برزت تحذيرات أممية من “سيناريو أكثر رعبا” في القطاع، قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه.
وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز من أنه منذ استئناف القتال بين حماس والعدو الصهيوني في الأول من ديسمبر بعد هدنة استمرت سبعة أيام “امتدت العمليات العسكرية الصهيونية إلى جنوب غزة”.
وأضافت في بيان أن هذا التوسع في العمليات البرية الصهيونية “أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطا متزايدا، وحيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الغذاء، والماء، والمأوى والأمان”.
وأوضح البيان أن “لا مكان آمنا في غزة ولم يبق مكان يمكن التوجه إليه”.
وتابعت المسؤولة الأممية في بيانها “إن ما نشهده اليوم يتجسد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحي منهار، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وغياب الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي في الأصل وصيغة نجدها في الكتب المدرسية للأوبئة ولكارثة صحية عامة”.
وأعربت هاستينغز في بيانها عن أسفها لأن “الظروف المطلوبة لإيصال المعونات إلى الناس في غزة لا تتوفر. وقالت: “إن سيناريو أكثر رعبا بشوط بعيد يوشك أن تتكشف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له، لو قدر له أن يتحقق”.
وأضافت أن “كميات الإمدادات الإغاثية والوقود التي سمح بإدخالها ليست كافية على الإطلاق”.
وأكدت أنه “لا يمكن تسيير العمليات الإنسانية بكميات ضئيلة من الوقود، فهو الأساس الذي ترتكز عليه الخدمات الاجتماعية وعملياتنا، بما يشمل المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومياه الشرب النظيفة والصرف الصحي.
وشددت على أن “الحيز المتاح للاستجابة الإنسانية التي يسمح بتقديمها داخل غزة آخذ بالتقلص المستمر”.
من جهة أخرى شنت قوات العدو الصهيوني، فجر أمس، حملة اعتقالات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة تخللتها مواجهات وإصابات.
وبحسب وكالة “معا” الفلسطينية للأنباء، اُصيب فجر اليوم أربعة مواطنين فلسطينيين بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع قوات العدو في مخيم الدهيشة ببيت لحم، واعتقلت 13 مواطنا.
ومن الخليل، اعتقلت قوات العدو 11 مواطنا من عدة بلدات بالمحافظة.
ومن القدس، اعتقلت قوات العدو الصهيوني مواطنين من بلدة بيت دقو شمال غرب القدس المحتلة، وعبدالله يوسف حسن مناصرة الذي استُشهد شقيقه محمد بعد تفجير باب منزله في مخيم قلنديا شمالا.
ومن نابلس، اعتقلت مواطنين من مخيم عسكر شرقا، وآخر من منطقة المساكن الشعبية شرقا.
ومن رام الله، اعتقلت قوات العدو أربعة مواطنين بينهم سيدتان من مخيم الجلزون شمالا، وقرية دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، وقرية بدرس غرب رام الله.
ومن جنين، اعتقلت قوات العدو مواطناً من مخيم جنين، وشاباً من بلدة السيلة الحارثية غربا.
كما اعتقلت قوات العدو، أمس، شابين من قرية تلفيت جنوب نابلس.
وقال رئيس مجلس قروي تلفيت، محمود أبو عيشة، إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وداهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت الشابين.
في حين قالت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إنه “من المستحيل” إنشاء ما يسمى بمناطق آمنة يفر إليها المدنيون داخل قطاع غزة وسط حملة القصف الصهيونية.
ونقلت وسائل الإعلام الفلسطينية عن الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، “إن ما يسمى بالمناطق الآمنة… غير منطقية وغير ممكنة، وأعتقد أن السلطات على علم بذلك”.
وذكر الناطق باسم منظمة اليونيسف ان الأطفال بقطاع غزة يصلون للمستشفيات بعظام مكسورة والشظايا تخترق أجسادهم ويعيشون دون طعام ولا ماء لأيام.
ولفت إلى أن الناس في غزة تحتاج المياه والطعام والدواء بشكل ضروري وعاجل.
واشار الى ان المستشفيات بغزة أصبحت ساحات حرب وميادين معارك.. مؤكدا ان هناك ظروفاً صعبة جدا في تقديم المساعدات داخل غزة والوضع الآن قاتم وقاتل.
وأكد أن كثافة القصف تعيق تقديم المساعدات الإنسانية داخل غزة، وهناك انعدام للمياه النظيفة والغذاء.
وأضاف “إذا استمر التدمير في غزة فسيزيد الاستقطاب حول العالم”.
من جهتها قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريتشارد بيبركورن، إن الوضع في قطاع غزة يزداد سوءا كل ساعة مع تكثيف الكيان الصهيوني القصف على الجنوب حول مدينتي خان يونس ورفح.
ونقلت وسائل الإعلام الفلسطينية عن بيبركورن قوله إن “الوضع يزداد سوءا كل ساعة”، وأن “القصف يشتد في كل مكان، بما يشمل المناطق الجنوبية في خانيونس وحتى رفح”.
وأكد أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة “قليلة للغاية”، وأن منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ إزاء ضعف النظام الصحي في القطاع المكتظ بالسكان مع تحرك المزيد من الناس جنوبا هربا من القصف.

قد يعجبك ايضا