إعلاميات وناشطات في حديث خاص لـ(الأسرة) في ذكرى الشهيد: شهداؤنا أحياء في قلوبنا.. وأحياء عند ربهم يرزقون
بدمائهم وبفضل تضحياتهم وشجاعتهم نهضنا من تحت ركام الأحزان التي باغتتنا على حين غرة بعد ان باتت ارضنا عرضة لحرب ودمار ومحاولة نزع سيادتها بقوة السلاح والقتل والحصار، من هنا هم عقدوا بيعتهم مع ربهم نصرة لدينه والمستضعفين من خلقه فما عند الله خير وأبقي وحياة لا موت فيها فهم أحياء فينا وأحياء عند ربهم يرزقون، وثمن تضحياتهم نعيشه نحن عزة وكرامة على أرضنا التي أنبتت عليها دماؤهم أشجار ثمارها النصر والعزة نفاخر بها العالمين!!
لذلك فواجبنا نحوهم كبير ولا نستطيع أن نوفي لهم ولأسرهم عظيم ما قدموه في سبيل تحريرنا من العبودية لقوى الشر!! علينا أن نكون مع أسرهم دعما لهم سواء ماديا أو معنويا فالمسؤولية هنا جماعية وليست على الدولة فقط، وبقدر ما نستطيع علينا استكمال ما بدأوه من جهاد المارقين على الدين والأرض وعلينا أن نتدارس سيرهم الحية وذاك الإيمان الكبير الذي ملأ قلوبهم وجعلهم يودعون الدنيا وزينتها ويشترون الآخرة وجنان الرحمن ونعاهدهم بأنا على دربهم سائرون..
وفي استطلاع أجراه المركز الإعلامي بالهيئة النسائية مكتب أمانة العاصمة للأسرة في ذكرى الشهداء الأحياء مع عدد من أسر الشهداء والإعلاميات والناشطات الثقافيات.. إليكم الحصيلة:الاسرة / خاص
البداية كانت مع هاجر الرميمة وهي ابنة شهيد وأخت شهيد تقول: الشهداء هم الأوفياء.. هم من عاهدوا الله ووثّقوا العهد بالدماء، هم من قدموا الأعضاء قرباً لله، تناثرت أشلاؤهم ودماؤهم في كل البقاع فانبتت الأرض عزة وكرامة وحرية، هم علمونا كل معاني الإخاء وهم من جاهدوا في الله في الشدة والرخاء وهم الرجال الذين بهم سندنا الظهر وكانوا لنا حماه الدار وكم من شهيد ينادي هلموا ايا أهلي فهنا جنان الرب خير قرار، وأضافت بقولها :لا تتعجبوا من عجزي عن التعبير فمنا قد اصطفى الله شهداء حيث ارتقى أبي وأخي وهم يذودون عن دينهم وأرضهم وعرضهم ففازوا و كانوا من الأخيار ونسال الله أن يتقبلهم منا، وأشارت الرميمة : إلى أن الشهداء هم من عقدوا تجارتهم مع الله حيث باعوه أنفسهم والثمن هو الجنة فصدقوا وفازوا بها حيث لا شيء يساوي رضى الله عنك ويختارك لتكون من صفوته، ولأجل ذلك تركوا أسرهم وأموالهم غير آبهين بهذه الدنيا الفانية فما عند الله خير وابقى فهناك الخلود الأبدي والحياة التي لأموت فيها، ونوهت هاجر الرميمة :إلى أن هناك بعض من المنافقين يقولون أن الشهداء تركوا أسرهم تعاني الفقر والفقد ومعاناة اليتم لكن نحن كاسر شهداء نقول لهم انهم مخطئون لقد ترك لنا الشهداء إرث عظيم وهو العزة والكرامة تركوا لنا الكثير من الأخلاق والقيم، زرعوا فينا الشموخ والشجاعة ولا زالوا معنا فهم إحياءنا هنا أتكلم من واقع التمسه بعد شهادة أبي واخي، حيث كان والدي رفيقي وكل شيء لي لم اكن أتخيل أنه سيتركني يوما ويرحل لكنني ما أن سمعت خبر استشهاده عشت اللحظة بكل صبر وقوة لم اعهدهما، وكان خبر شهادته بالنسبة لي وان كان مؤلما إلا إنني شعرت حينها بعزة وفخر تناطح الثريا!
وأكدت الرميمة على أن أثر الشهداء عظيم جدا في النفوس تجعل الإنسان يواجه كل التحديات بلا مبالاة بلا خوف وعلى الأرض أثرهم واضح وهو ما تعيشه اليمن اليوم من نصر وسيادة وعزة!
مسؤولية مجتمعية.
وتتابع الرميمة: إن أسر الشهداء تحظى باهتمام كبير من قبل الجميع وقالت وهنا لابد أن نشكر السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله وأيده فهو لنا كالأب الحنون فيكفينا منه انه لا ينسانا ودائما يوصي بنا وهذا دافع كبير لنا وشرف أيضا،
وأضافت :أرجو من المسؤولين عن أسر الشهداء أن يطبقوا ما يأمر به السيد من الاهتمام بالجميع حتى لا تبقى أسرة تعاني أو تشتكي من الإهمال ولا ننكر جهود هيئة الشهداء فهم دائما يحاولون أن يكونوا سنداً لأسر الشهداء، ومع ذلك لابد من تطوير الآليات لإتمام العمل بشكل منسق وخاصة أن العبء أصبح كبيراً عليهم لكثرة الشهداء وأسرهم، وأوضحت الرميمة: إن هذا الواجب لا يقتصر عليهم كهيئة شهداء بل هي مسؤولية مجتمعية، وعلينا جميعا أن نقف مع بعضنا البعض وخاصة انه لا يكاد بيت في اليمن يخلو من شهيد أو أكثر فالمسؤولية لا تقتصر على جهة معينة فهي مسؤولية جماعية علينا أن نعي أهميتها وهو عمل عظيم يجعل الإنسان قريباً من منزلة الشهداء العظماء الذين بذلوا الروح رخيصة في سبيل الله ورفع الظلم عن الناس وتحرير الوطن وحمايته وحماية سيادتنا الإنسانية والوطنية.
رجال صدقوا..
بدورها الناشطة الإعلامية هنادي محمد/ تذكر في بداية حديثها بقوله تعالى(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدولوا تبديلا) وأوضحت أن الآية الكريمة تتحدث عن فئة مميزة من المؤمنين وهم الشهداء ”عليهم السلام “، حيث ذكرت الصفة الخاصة التي ميزتهم دون غيرهم ممن ينتمي لمسيرة الإيمان وهي “الصدق”؛ الصدق كمبدأ مهم يميز الله على أساسه الخبيث من الطيب.
وتواصل حديثها: ولأنهم رجالٌ صادقون العهد والميثاق، مستجيبين لله ولتوجيهاته العظيمة والهامة التي تصلح الحياة بها، منها وفي مقدمتها: الجهاد في سبيل الله _جلّ شأنه وهو الفرض الذي اعتبره الله تجارة، لا كأي تجارة أو ما شابهها، إنها تجارة رابحة لا خسارة فيها ولا أما عن ثمن هذه التجارة فلا يمكن تقدير بقيمة معدودة يمكن إحصاؤها وحصرها، الله عزّ وجل هو من ثمّن المقابل الذي سيحصل عليه من دخلوا في تجارته، بقوله: (يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنَّٰتٖ تَجرِي مِن تَحتِهَا ٱلأَنهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَة فِي جَنَّٰتِ عَدنٖ ذَٰلِكَ ٱلفَوزُ ٱلعَظِيمُ وَأُخرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصر مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتح قَرِيب وَبَشِّرِ ٱلمُؤمِنِين) وأشارت هنادي محمد إلى أهمية الجهاد في سبيل الله قائلة: حريٌّ بكل قارئٍ أن يتأمل في هذه الآيات وسيعرف جيّدًا أهمية الجهاد في سبيل الله، وسيدرك أن ثمنه يستحق منا تقديم التضحيات الجسام للظفر بكل تلك المكاسب الإلهية المذكورة.
وحول الأثر الذي يتركه الشهداء قالت هنادي: لن نحتاج للخوض في كثير من الحديث لنشرح أثر الشهداء والشهادة، لأن الواقع تكفل وكما يقال: ”وفّى وكفّى“، أثر ثقافة الشهادة هو ما تجلّى اليوم في واقع شعبنا اليمني المجاهد من عزة وكرامة واستقلال وحرية، وأثر دماء شهدائنا الأطهار لم يقتصر على رقعة التربة التي سال فيها، بل بات طوفانًا عصف بكيان العدو الصهيوني وكسر جبروته وتكبّره وأصبحت البنان تُشار إلى شعب اليمن وقيادته وثقافتهم القرآنية، وتتساءل عن السر الذي يمتلكونه حتى استطاعوا الوقوف بشجاعة بالغة أمام العدو الرئيسي للأمة الإسلامية.
ونوهت إلى المسؤولية تجاه الشهداء وأسرهم حيث قالت: أمام تضحيات الشهداء التي بلغت ذروتها، تضحية بالنفس وبذلها لله وفي سبيله، يفترض أن نقابل وفاءهم لأمتهم بالوفاء لأرواحهم وذلك من خلال رعاية أسرهم والاهتمام بهم وتلمّس احتياجاتهم بحسب القدرة والاستطاعة، ولا يعني ذلك العطاء المادي فقط، فالدعم المعنوي مطلوب أيضًا ومهم، وهذه المسؤولية قطعًا ليست محصورة على الدولة أو الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء، حيث أن الأخيرة تبذل قصارى جهدها في تحسين الوضع المعيشي لهذه الفئة المضحية، المسؤولية ملقاة على عاتق كل من يرى أنه ينتمي لمسيرة الإيمان والجهاد، لأن تنصّلك كفرد عن هذه المسؤولية يعني عدم تقديرك لتضحية الشهيد بالشكل المطلوب.
عظمة الشهداء
وتقول الناشطة الإعلامية نوال أحمد: من نحنُ كي نكتُبَ بأقلامنا العاجزة وتعابيرنا القاصرة عن شهدائنا الكرام العظماء، ماذا نكتب عنهم وقد احتارت عقولنا أمام جهادهم وصدقهم وإخلاصهم وإحسانهم وعظيم تضحياتهم، وهم الذين عجزنا عن وصفهم، فحينما أردنا الكتابة عنهم بحثنا عن كُـلّ المفردات فسجدت أمام قداستهم كُـلّ المعاني، فإن قلنا عنهم شهداء فَـإنَّهم الأحياء من كتبوا لنا الحياة، وإن قلنا عنهم عظماء فَـإنَّ العظمة تنحني أمام هاماتهم، وإن قلنا أوفياء فَـإنَّ الوفاء يذوب بين أكف بذلهم وعطاءهم، وتابعت : الشهداء -سلام الله عليهم- هم من تخلقوا بأخلاق القرآن، هم من جسّدوا بجهادهم وتضحياتهم العظيمة كُـلّ معاني الكرم والعطاء والإحسان والإيثار والوفاء، هم من ضحوا بأرواحهم في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ونصرة الدين والأمة.
وأشارت إلى أن الشهادة هي اتخاذ واصطفاء واختيار إلهي ونعمة ربانية لا تؤتى بالمجان.
فالشهادة في سبيل الله هي تضحية بتوفيق من الله سبحانه وتعالى في موقف الحق وفي إطار قضية عادلة وفق توجيهات الله سبحانه وتعالى وتعليماته، وعنوانها المهم هو ــ في سبيل الله ــ بمفهومه الإسلامي القرآني العظيم والمقدس، والتحرك في سبيل الله هو الطريق المستقيم التي رسمها الله سبحانه وتعالى طريق عزة وكرامة، طريق تحرر من كل قيود الذل والاستعباد تحرر من العبودية لطواغيت الأرض، طريق لا عبودية فيها إلا لله ونحن أعزاء كرماء.
وتابعت: الشهادة في سبيل الله بما تمثله من قيمة معنوية مهمة و تضحية وعطاء في مستوى القيمة العظيمة للإنسان المؤمن المجاهد، فحمل هذه الثقافة العظيمة وحمل هذه الروحية الإيمانية لها أهمية كبرى لما تتركه من أثر كبير في واقع الناس على المستوى النفسي والمعنوي، فهي تحررهم من أغلال الخوف ومن قيود المذلة وتجعلهم يتحركون في الميدان لمواجهة أعدائهم والتصدي لقوى الشر والإجرام وقوى الاستكبار والطغيان، ويقفون بكل عزة وشجاعة بدون تردد أو خوف من الموت، لأنهم يحملون الوعي والبصيرة ويعرفون عظمة الشهادة في سبيل الله، ويدركون قيمة هذه الشهادة وفيما أعده الله للشهداء من كرامة وفضل ومنزلة رفيعة عنده تعالى، وما كتبه الله للأمة التي قدمت شهداء حيث أن هذه التضحيات تثمر عزة وكرامة ونصراً وافتخاراً.
ووصفت عطاء الشهداء بأنه أسمى عطاء وهم يضحون بحياتهم وبأرواحهم، ويجودون بحياتهم في سبيل الله “سبحانه وتعالى”، نصرةً لأمتهم، نصرةً لشعوبهم، نصرةً للمستضعفين من عباد الله، والمظلومين من عباد الله، ولذلك فإن الله “سبحانه وتعالى”، وهو الكريم العظيم الرحيم، قابل عطاءهم بكرمه الواسع، فهم لما وهبوا حياتهم، الله “سبحانه وتعالى” قدم لهم وعجل لهم بحياة واستضافة كريمة، واستضافة مميزة يستضيفهم الله “سبحانه وتعالى” عنده يرزقهم ويكرمهم وينعمهم إلى يوم القيامة وإلى أن يبعث الله الخلق والخلائق.
وأكدت على أن هذا هو شأن أولياء الله الذين آمنوا، تصديق بثقة بأن لهم الجنة، ويؤكّـد الوعد: (وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن) أنني سأمنحهم الجنة فصدقوا وانطلقوا: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ). من الذي يمنعه من أن يفي بعهده؟ ومن الذي يمكن أن يحول بينه وبين أن يفي بعهده؟، ومن هو ذلك الطرف الذي يملك ما يملك الله؟ حتى يمكن أن يكون مثله بالوفاء بعهده، من هو ذلك الطرف الذي يمكن أن يكون أوفى من الله بعهده؟ لا أحد غير الله تعالى، (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ) هذا ليس خسارة، بل هو بشارة (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
ونوهت نوال في حديثها إلى التجارة الرابحة مع الله بالقول: ولنأتِ لنتفكر في قوله تعالى في الآية الكريمة: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) ومن هنا يتضح وجود الصفقة التجارية التي تعقد بين الله وبين المؤمنين من عباده، فالمشتري هو (الله) سبحانه وتعالى والبضاعة (أموال وأنفس) والبائع (المؤمنون) والثمن (الجنة)، وبطبيعة الحال أن المشتري يلجأ لشراء ما لا يملكه إلَّا أن الله سبحانه وتعالى المالك لكل عالم الوجود، ويخضع له الوجود برمته لذا لا يحتاج إلى صفقة تجارية ليسترد ذلك، إلَّا أن في هذه الآية دليل واضح على أهميّة الدخول في تلك التجارة.
تجارة مع الله سبحانه وَتعالى خصص لها جنة عرضها السماوات والأرض تسودها السعادة الأبدية مقابل بضاعة متزلزلة يمكن أن تفنى في أية لحظة، (سواءٌ أكان على فراش المرض أَو ساحة القتال)، فالله سبحانه وتعالى قد وعد وهو الصادق وتعهد أمام عباده بأنه وعدٌ عليه حق لا شك فيه جزاء المجاهدين الجنة، جعل السعادة في جنة الخلد مقابل الجهاد في سبيله وبذل المال والنفس في سبيل إعلاء كلمته والحرص على عدم التقاعس والتخاذل، وقد كان الفوز بالنعيم المقيم والحياة السعيدة والدائمة هي للشهداء الذين نستحضر مواقفهم المشرفة وملاحمهم الخالدة التي سطروها في ميادين البطولة والكرامة والشرف، والتي ما يزال التاريخ يسجلها كي تروى للأجيال القادمة بكل فخر عن شهدائهم وعن ما قدموه من بذل وعطاء وصمود وإباء، وهَـا هو ذا التاريخ يخلد بطولات الشهداء ليزين صفحاته بأمجادهم وبما حوته من تعاليم وَقيم.
وترى نوال أننالن نستطيع أن نفي بحقهم مهما كتبنا ومهما عبرنا عن حبنا لهم هم فخرنا هم عزنا هم كرامتنا التي ننعم بها اليوم والى أن نلحقهم بإذن الله على نفس الدرب والنهج والروحية التي ارتقت بهم إلى ما هم فيه اليوم من نعيم وكرامات في رحاب الخالدين ، نعم هم الشهداء الذين فازوا فوزاً عظيماً وأي فوز دون هذا مهما كان مقامه لن يكون سوى غبار متطاير أمام هذا الفوز العظيم بالحياة والنعيم الأبدي الذي إلى مالا نهاية.
وتابعت نوال: إن لهؤلاء الشهداء العظماء فضلاً كبيراً على أمتهم وشعبهم، فلولاهم بعد الله لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولما تحقّق في واقعنا ما قد تحقّق، لولا جهادهم وتضحياتهم وعطاءاتهم لما تحصن هذا البلد، وَلما كان هناك سدٌّ منيعٌ بوجوه الغزاة والمحتلّين، فإنجازاتهم كثيرة وفي جوانبٍ عديدة وهي عظيمة في سبيل الله والتي نلمس آثارها في واقعنا، فالأمن والأمان وهذه الحياة الكريمة التي ننعم بها اليوم إنما هو نتاج تضحيات الشهداء وعطائهم العظيم الذي قابله الله تعالى بعطاءٍ أكبر وأعظم.
محطة مهمة
من جانبها ذكرت الناشطة الثقافية هناء أبو نجوم المحاقري قائلة: إننا في الذكرى السنوية للشهيد هذه المحطة المهمة التي نستذكر فيها الشهداء ونستذكر مآثرهم ما يزيد في عزمنا وثباتنا وفي صمودنا لنكون بمستوى مواجهة الأخطار والتحديات الكبيرة.
وأوضحت المحاقري : انه عندما نتحدث عن الشهداء فنحن نتحدث عن ما قاله الله في كتابة الكريم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) وذكرت انه من خلال هذه الآيه العظيمة يتبين لنا أن الشهداء تحركوا من واقعهم كمؤمنين ،لأن الإيمان يخلق في نفس الإنسان حالة من الاستعداد وحالة من البذل والعطاء ترقى إلى استعداده أن يبذل نفسه لله وفي سبيل الله لينال رضا الله ، وهذه تبين لنا أن من أهم علامات الإيمان: أن تكون في إيمانك محبا لله مطيعا له مستجيبا لأوامره فباع نفسه لله وربح الربح العظيم ونال الوسام الكبير من الله ونال الحياة الأبدية لأنه تحرك بصدق مع الله تحرك بروحية المسؤولية وكان ثابتا على الحق ثابتا على عطائه وبذله ولقي الله ثابتا صادقا بمواقف إيمانية لإقامة دين الله ومواجه لإعداء الله، يعمل على الحفاظ قيم الدين وأخلاق الدين وبهذه الروحية نال الوسام والشرف العظيم من الله.
وأكدت المحاقري على أن الشهداء قد وفقهم الله وتقبلهم عنده وجعل تضحياتهم سببا للنصر والعزة والقوة لانهم نذروا أنفسهم وحياتهم وموتهم لله لكي يحظى بالغاية المهمة وهي رضا الله الشهداء عندما تحركوا مع الله تحركوا من منطلق انهم تاجروا مع الله والله بين في القرآن الكريم ( يأيها الذين ءامنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)
وأشارت المحاقري في سياق حديثها إلى أن الشهداء تاجروا مع الله وربحوا التجارة ويا لها من تجارة ويا له من ربح، مغفرة ورضوان من الله ونصر من الله وفتح قريب.
وعن أثر الشهداء قالت المحاقري: فمن خلال ارتباطهم بالله هناك أثر عظيم للشهداء فهم صناع النصر في كل عصر واستلهام الدروس من مدرسة الشهداء لأنهم مدرسة عظيمة تجسدت فيها القيم والأخلاق والمبادئ، تحرك الشهداء من خلال القرآن الكريم وكانت حركتهم على درجة عالية من الوعي وكان تحركهم من أجل عزتهم وكرامتهم فمثلهم لا يقبلون بالهوان والذل والقهر والظلم ،فقد امتلأت جوارحهم بالحب لله والتحرك في سبيله من أجل أن ينالوا العزة والكرامة في الدنيا والآخرة.
وأكدت على أن الشهيد وقف موقف الحق والشهيد يحب الله فوق كل شيء ويخاف من الله فوق كل شيء.
ونوهت المحاقري إلى المسؤولية تجاه الشهداء وأسرهم حيث قالت:
مسؤوليتنا تجاه الشهداء أن نكون أوفياء مع المبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها فهم قدموا أنفسهم لكي يزول الظلم وينعم الناس بالعدل .