جريمة الحياد

يحيى صلاح الدين

 

 

جميع علماء المسلمين كافة الأزهر وغير الأزهر علماء السنة أو الشيعة ماعدا فقهاء الوهابية خوارج العصر كلهم مجمعون على انه لا يجوز للمسلمين الحياد عندما تكون هناك جماعة مسلمة مستضعفة وهي في حرب مع جماعة كافرة وتتلقى الدعم والإسناد من قوى الكفر والشر ففي هذه الحالة يجب على المسلمين أن ينصروا هذه الجماعة المسلمة و يقع على عاتق المسلمين مسؤولية عظيمة وذنب كبير إن هي خذلت تلك الجماعة وعليهم أن ينتظروا وعيد وعذاب الله في الدنيا والآخرة وذلك بناء على الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة .
قال الله تعالى (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)
نلاحظ في حالة ما يتعرض له الفلسطينيون هذه الأيام في غزة فقط هم فقهاء نجد الوهابية فقط أمرهم عجيب اثبتوا انهم الخوارج حقا ووقفوا عكس الدين وخالفوا إجماع علماء الأمة حتى انهم حرموا مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية وانكروا على من يفعل ذلك ومنعوا حتى الدعاء لحماس وفصائل المقاومة في فلسطين .
وعلى من يقف متفرجا من داخل الدول المحيطة بغزة أن تتأمل في هذا الحديث جيدا قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن يُنتقص فيه من عرضه , وينتهك فيه من حرمته , إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه , وينتهك فيه من حرمته , إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته )
بدأت الآية بأسلوب بليغ بالاستفهام والاستنكار عليهم في عدم الجهاد في سبيل الله وترك نصرة المستضعفين فقال: وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ.
لماذا لا تقاتلون عدوكم أي شيء جعلكم غير مقاتلين؟ إن عدم قتالكم لأعدائكم يتنافى مع إيمانكم، أما الذي يتناسب مع إيمانكم وطاعتكم لله فهو أن تقاتلوا من أجل إعلاء كلمة الله، ومن أجل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان فالآية الكريمة تحرض على الجهاد بأبلغ وجه ونفى للاعتذار عنه.
الجميع يحفظ حديث رسول الله صل الله عليه وآله وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) .
هل هذه الصفة موجودة في فقهاء الوهابية هل المسلمون في كثير من الدول وخاصة المجاورة لفلسطين وغزة عليهم وبسرعة أن يراجعوا أنفسهم في هذا الجانب فقد وقع منهم تفريط كبير بحق أهلنا في غزة وتركهم وحيدين محاصرين أمام جرائم وحشية يرتكبها بحقهم أعداء الله اليهود لعنهم الله ونرى في نفس الوقت للأسف الشديد نجد تكالب الغرب الكافر ودعمه ومساندته لليهود في جرائمهم .
نحن في اليمن نحمد الله تعالى ان لدينا قيادة قرآنية حكيمة حفظت ماء وجهنا وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل وضوح وقوة بالمال والسلاح وبكل ما نملك فصواريخنا البالستية والطائرات المسيرة تضرب عدو الله الكيان الصهيوني صباحا ومساء وهذا فضل ونعمة من الله ولولا البعد الجغرافي لشارك اليمنيون بمئات الآلاف من المقاتلين جنبا إلى جنب مع اخوانهم في فلسطين حسب ما صرح بذلك علنا وأمام العالم اجمع قائد الثورة القائد الشجاع السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه وهذا الموقف اثر كثيرا في معنويات ونفسية الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.
كما انه شكل هاجس رعب وقلق لدى من لعنهم الله اليهود والغرب الكافر لعنهم الله ونصرنا عليهم نصرا مؤزرا .

قد يعجبك ايضا