اصطياد أول سفينة تجارية إسرائيلية في البحرالأحمر
عقب تهديد اليمن باستهداف وملاحقة سفن الكيان الصهيوني المجرم
شركات تجارية عالمية تلغي معاملاتها مع إسرائيل، خوفاً من قصف سفنها في البحر الأحمر
شركات تجارية عالمية تلغي معاملاتها مع إسرائيل، خوفاً من قصف سفنها في البحر الأحمر
شركات تأمينية تضاعف أسعار التأمين ١٠ أضعاف على نقل البضائع من وإلى إسرائيل
12% من صادرات إسرائيل ووارداتها تمرُّ عبر باب المندب وبقيمة تقدر بـ 15 مليار دولار سنويّاً
أم الرشراش ” إيلات” أحد أسرار الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر بالنسبة لإسرائيل
إعطاء الأولوية للطرق البديلة لتجنب المياه اليمنية، واختيار العبور الليلي لتقليل مخاطر التعرف البصري
.. بعد إعلان اليمن بدء مرحلة جديدة من توسيع الاستهداف للكيان الصهيوني والمتمثلة بقصف أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر حتى توقف حربها وجرائمها النكراء على الأبرياء في غزة وفلسطين ، وكاستجابة عملية لقرار قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، باستهداف ومنع عبور السفن الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر ،وبالتزامن مع الإعلان عن تنفيذ ضربات نوعية في عمق الكيان ، أكدت تقارير اقتصادية أن شركات تجارية عالمية ألغت معاملاتها مع إسرائيل ، خوفاً من قصف سفنها في البحر الأحمر، وأن شركات تأمينية ضاعفت أسعار التأمين على نقل البضائع من وإلى إسرائيل إلى عشرة أضعاف بعد التهديد اليمني ، وكان العميد يحيى سريع، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أكد الأسبوع الماضي بدء اتخاذ الإجراءات العملية للتعامل مع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر بعد الإعلان عن دخول اليمن في معركة طوفان الأقصى بشكل رسمي وتنفيذ عدة هجمات في مواقع حساسة بإيلات أم الرشراش وداخل الأراضي المحتلة ، فيما أكد مصدر عسكري يمني هذا الأسبوع أن الاستهداف العسكري سيمتد ويلاحق السفن الصهيونية أينما وجدت.. وأعلنت القوات المسلحة الأحد السيطرة على سفينة إسرائيلية تعود ملكيتها إلى رجل الأعمال الإسرائيلي (رامي أونجار)، نصرة لغزة وتنفيذاً لتهديدات الجيش باستهداف السفن الإسرائيلية فإلى التفاصيل:-
الثورة / أحمد المالكي
تنبع أهميّة مضيق باب المندب من موقعه المتوسط بين الشرق والغرب، إذ يعتبر طريقاً تجاريّاً رئيسيّاً في العالم، ففي عام 2018م مثلاً عبرته أكثر من 21 ألف قطعة بحريّة ، أي ما يُشكّل 7 % من حركة الملاحة البحريّة العالميّة. أمّا بالنسبة للكيان الصهيوني ، فإنّ أهميته تكمن في كونه الممرّ المائيّ الوحيد الذي يربط دولة الاحتلال مع خطوط التجارة في آسيا وأفريقيا ، إذ تمرُّ 12 % من صادراتها ووارداتها عبر المضيق ، أي ما تقدّر قيمته بـ 15 مليار دولار سنويّاً.
ومنذ تأسيسها، تولي دولة الاحتلال اهتماماً مركزيّاً بأمنها البحري ، وبعد أن احتلت أمّ الرشراش، أقصى جنوب فلسطين، عام 1949، بنت فيها ميناء “إيلات” ليكون لها منفذاً نحو البحر الأحمر لاحقاً، وباتت “إسرائيل” تولي أهميةً مضاعفةً لأمر المضائق والممرّات البحريّة في المنطقة ، تحديداً بعد حرب أكتوبر عام 1973، عندما أغلق العربُ مضيقَ باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيليّة، إذ انتبهت أنّ بإمكان العرب حصارها بحريّاً في أي معركة قادمة، وقطع الإمدادات النفطيّة وخطوط التجارة عنها، ما يكبدها خسائر كبيرة.
وشكّلت اتفاقية التطبيع مع الإمارات منفذاً مهماً لـ “إسرائيل” لتأمين موقعٍ استراتيجي في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ، والذي أثمر بتوقيع شركة موانئ “دبي العالمية”1 عام 2020 ثلاث مذكرات تفاهم مع شركة “دوفر تاور” الإسرائيلية، تضمن إحداها الحديث عن إنشاء خطٍّ ملاحيّ مباشرٍ بين ميناء “إيلات” وميناء جبل علي على ساحل الخليج العربي ، الأمر الذي يمنح “إسرائيل” تواجداً أكبر في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن.
استراتيجية إسرائيلية
ووفق خبراء اقتصاد وجيوساسيين فقد بدأت الاستراتيجية الإسرائيلية حيال البحر الأحمر عام 1949م بعد تأسيس الوجود الإسرائيلي في خليج العقبة وبهدف الاتصال مع العالم الخارجي عن طريقه، ولتحقيق ذلك الهدف بدأ الكيان الصهيوني المحتل بتأسيس وجوده على البحر الأحمر بغية استخدامه لتحقيق مصالحه العسكرية والسياسية والاقتصادية.
ووفقا لخبراء جيوسياسيين واقتصاديين فإن منطقة القرن الأفريقي بالنسبة للكيان الغاصب تمثل خصائص اقتصادية وأمنية وعسكرية، فالاحتلال الإسرائيلي يطل على كل من البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ويسمح له بحُريّة الحركة غرباً في اتجاه الدول الأوروبية إلا أن البحر الذي يقع عليه ميناء إيلات “أم الرشراش” يعتبر المنفذ الرئيسي للكيان الغاصب جنوباً في اتجاه أفريقيا وآسيا وأستراليا، وهذا هو أحد أسرار الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر بالنسبة لإسرائيل، وكان من أهم خطوات الرؤية الاستراتيجية لفك عزلة الكيان الغاصب اختراق الوطن العربي من خلال السيطرة على البحر الأحمر ، حيث سعت إسرائيل خلال الفترة الماضية إلى تشكيل أوضاع جديدة في منطقة الشرق الأوسط بما يتلاءم مع مصالحها ، وينعكس بالضرورة على أمن البحر الأحمر حيث ترى إسرائيل في مشروع الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن أنها ستفتح الباب بكامله أمام التطبيع معها وإقامة شراكة عربية إسرائيلية وأفريقية.
أهمية حيوية
ويشكل البحر الأحمر -وفق خبراء اقتصاد- أهمية اقتصادية حيوية من خلال إسهامه بشكل كبير في دعم اقتصاديات الدول المتشاطئة عليه، كما لعب دوراً هاماً في حركة التجارة العالمية وخاصة النفط والغاز، وتزداد هذه الأهمية مع ظهور مفهوم الاقتصاد الأزرق الذي يمكن تعريفه على أنه الاستخدام المستدام للموارد المائية وحماية البحار والمحيطات والنمو الاقتصادي وتحسين سبل المعيشة والوظائف وصحة النظام البيئي وفق الخبراء ، كما يعد البحر الأحمر من الناحية الاستراتيجية ممراً مهماً لأي تحركات عسكرية قادمة من أوروبا أو الولايات المتحدة في اتجاه منطقة الخليج العربي.
خاصرة استراتيجية
وتتخطى أهمية البحر الأحمر لدى إسرائيل البعد الأمني، واعتباره خاصرة استراتيجية لأمنها القومي، بل تقفز أهمية البحر باعتباره إقليما قد يشهد تطور العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول الخليجية الطامحة لاستقطاب كبرى الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا الفائقة- وفق خبراء اقتصاد .
ارتفاع التأمين
وتؤكد تقارير اقتصادية ارتفاع تأمين الشحن البحري من وإلى إسرائيل إلى 10 أضعاف، بعد إعلان صنعاء المضي في استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر .
وقال خبراء لموقع Commercial Risk أن الشركات بحاجة إلى مضاعفة المخاطر السياسية في سلاسل التوريد الخاصة بها، حيث يهدد الصراع في الشرق الأوسط بتعطيل التجارة والشحن، وذلك بعد إعلان صنعاء إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية.
وبحسب الموقع يعد كيان العدو الإسرائيلي موردًا مهمًا للسلع والخدمات المتخصصة للشركات الغربية في مجال المواد الكيميائية والأدوية والطاقة والتكنولوجيا، وفقًا لجيم ويتيكامب، الرئيس التنفيذي لشركة ريسكونكت، وهي شركة تقدم حلولاً متكاملة لإدارة المخاطر. وقال إن انقطاع إمدادات هذه المنتجات والخدمات المتخصصة يمكن أن يكون له “تأثير مفاجئ” على سلاسل التوريد.
وفي حديثه لموقع Commercial Risk ، قال ويتيكامب إن عدم اليقين بشأن صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط قد يمثل مشكلة أكبر من التأثير المحلي الحالي للحرب .
وأضاف: “هناك فرق بين واقع تأثير الصراع على سلسلة التوريد واحتمال توسع المخاطر، وهنا يصبح الأمر صعبا.
وبحسب ويتيكامب فـإن “المخاطر الجيوسياسية تشغل أذهان الرؤساء التنفيذيين في الشركات الصناعية الكبرى ، وهم يحاولون الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة التقلبات الجيوسياسية ، وأن الكثير من المؤسسات تعمل على زيادة استثماراتها في جميع المجالات لتحديد هذه المخاطر وتأثيرها بشكل أفضل، ووضع هذه التقييمات في عملية صنع القرار الاستراتيجي.
إنسداد
كما أنَّ تأثيرات المخاطر الجيوسياسية على سلاسل التوريد مباشرة، تتمثل في انسداد طرق التوريد ، والأضرار التي تلحق بمرافق الموردين ، والهجمات البحرية وفقًا لأوليفيا كولمان ، المستشار الرئيسي في شركة Verisk Maplecroft. لكن مخاطر سلسلة التوريد قد “تظهر أيضًا بشكل غير مباشر” مثل العقوبات التجارية أو زيادة التدقيق التنظيمي، مما قد يزيد العبء على شركات التوريد. وقال كولمان لموقع Commercial Risk «: بالنظر إلى الصراعات الأخيرة، فإن فهم تعرض سلاسل التوريد للمخاطر الجيوسياسية، بدءًا من الصراع والتوترات بين الدول إلى عدم استقرار النظام، يعد جزءًا لا يتجزأ من تطوير استراتيجيات التوريد المرنة” .
أكثر حدة
وفقًا لتوربيورن سولتفيدت، المحلل الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة فيريسك مابلكروفت، الذي قال إن التهديد الذي يتعرض له الشحن الدولي سيكون أكثر حدة في خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، وذلك لأن “الحوثيين “ حسب وصفه في اليمن لديهم القدرة على استهداف السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة في هذه المناطق.
وأوضح سولتفيدت أنه باعتباره رابطًا حيويًا بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، فإن تعطيل الشحن عبر مضيق باب المندب لا يمثل مجرد مصدر قلق لأسواق النفط بل أبعد من ذلك، إذ يعد المضيق نقطة تفتيش محتملة لسلاسل التوريد الزراعية، حيث يمر عبره أكثر من 50 مليون طن من المنتجات الزراعية كل عام.
تغيير المسار
وقال إن الشحن على نطاق أوسع يواجه أيضًا خطر ارتفاع التكاليف إذا أجبرت المخاوف الأمنية المتزايدة شركات الشحن على تغيير مسارها.
ويواجه الشحن من وإلى كيان العدو الإسرائيلي قفزة بمقدار عشرة أضعاف في أقساط مخاطر الحرب منذ اندلاعها وفقًا لرويترز، حيث تم إدراج إسرائيل في قائمة المناطق عالية الخطورة التي حددتها لجنة الحرب المشتركة في سوق لندن فيما يتعلق بحرب السفن والقرصنة والإرهاب والمخاطر ذات الصلة، ويجب على السفن التي تدخل المنطقة إبلاغ شركات التأمين وتخضع لعلاوة مخاطر الحرب الإضافية.
وقال كينير: “لقد ارتفعت أقساط التأمين على السفن التي ترسو في الموانئ الإسرائيلية منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وستظل مرتفعة طالما استمرت الأعمال العدائية في قطاع غزة” حسب قوله.
رسالة مشتركة
وعلى نفس الصعيد أصدرت منظمة بناء الأمن البحري الدولي (IMSC) وفرقة عمل التحالف سنتينل (CTF Sentinel) رسالة مشتركة تُعرب عن قلقهما المستمر بشأن زيادة مستوى التهديد على الشحن التجاري الدولي في البحر الأحمر بالقرب من اليمن.
وأكدت الرسالة “في تذكير صارخ” أن التحديات المحدقة المتزايدة في المنطقة تتطلب تحركاً جاداً للحفاظ على مصالح الشحن، وتأتي الرسالة وسط تهديدات قوات صنعاء باستهداف السفن الإسرائيلية والداعمة لإسرائيل في البحر، على خلفية الحرب الراهنة.
وفي الرسالة ، قدمت لجنة الملاحة البحرية الدولية توصيات بشأن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.
وشملت التوصيات إعطاء الأولوية للطرق البديلة لتجنب المياه اليمنية، واختيار العبور الليلي لتقليل مخاطر التعرف البصري، والإبلاغ بالتحركات مسبقاً، واستخدام الخطوط الساخنة المخصصة للإبلاغ عن الموقع ومكالمات الطوارئ، والحفاظ على مسار قابل للمناورة في مواجهة أي تهديد محدق.