الرياضة والرياضيون .. في مواجهة الظواهر السلبية


تتعدد الظواهر السلبية في مجتمعنا وتختلف من محافظة إلى أخرى .. ومع مرور الزمن تتفاقم هذه الظواهر السلبية.. وتبدأ هذه الظواهر من مضغ القات الذي يكاد أن يصبح عادة من عادات في وطننا.. مرورا بالهروب من المدارس والتدخين والمعاكسات وغيرها من الأشياء السلبية التي تقف عائقا أمام تطور الشباب وتقضي على مستقبلهم.
وإذا ما نظرنا إلى أبرز الظواهر السلبية وأخطرها نجد أن حمل السلاح والإرهاب هما الأخطر والأبرز في الوقت الراهن بسبب الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد حيث انتشر القتل العمد وغير العمد بسبب حمل السلاح في كل مكان وأبرزها الأماكن الرئيسية حيثما يكثر المواطنون بغية التفاخر وتأكيد الجاه بين الناس.
ولا ننسى أيضا الإرهاب الذي استقطب عدداٍ كبيراٍ من الشباب بسبب الفراغ الذين يمرون به وكذلك بسبب (الأمية) التي تستحوذ على نسبة كبيرة.. فالشباب غير المتعلمين يسهل (غسل) فكرهم وتوجيههم التوجيه الخاطئ باسم الدين الإسلامي والجهاد والإسلام براء مما يرتكبونه.
وإذا ما نظرنا إلى أبرز الحلول التي تساعد في انتشال الشباب من المظاهر السلبية إلى جانب التوعية الدينية والتثقيف بالمخاطر الإنسانية التي تنتج بسبب الانضمام للجماعات الإرهابية .. والأضرار الصحية التي تنتج عن التدخين والقات والشمة والتبمل وغيرها من الأشياء والتي تؤدي إلى أمراض مزمنة تقود بعضها إلى الوفاة .. فإن الرياضة تعتبر هي الداء الرئيسي للتخلص من تلك الظواهر عن طريق استقطاب الشباب لممارسة الرياضة بمختلف ألعابها بغية التحول الإيجابي في الطريق السليم الذي يخدم الشباب أنفسهم ويخدم مستقبلهم ومستقبل الوطن.
رياضة الثورة استضافت عدداٍ من نجوم اليمن في مختلف الألعاب واستطلعت آراءهم عن أبرز المظاهر السلبية في بلادنا وما هو دورهم كرياضيين في محاربتها.
في البداية تحدث الحارس المتألق معاذ عبدالخاق نجم المنتخب الوطني وأهلي صنعاء سابقا قائلا: للأسف الشديد هناك العديد من الظواهر السلبية التي تقف أمام دوران عجلة التنمية والتطور .. وأبرز هذه الظواهر تواجه الشباب بشكل مباشر وتدفعهم للسير في الطريق الخاطئ وعدم التفكير الإيجابي بالمستقبل وكيفية الاستفادة من الوقت ليكونوا ذو قيمة فعالة في خدمة الوطن مشيراٍ إلى أن ظاهرتي القات والتدخين أبرز ما يواجه الشباب في الوقت الراهن وتأخذ معظم أوقاتهم في حياتهم اليومية وأضاف قائلا: دورنا كرياضيين هو توعية الشباب والمجتمع بشكل عام من مخاطر القات والتدخين والأضرار التي تخلفها على الجسم والمال من أجل الإقلاع عنها لأنها تضر بالإنسان بشكل عام.
وأكد لاعب المنتخب الوطني لكرة الطاولة وأهلي صنعاء سابقا الكابتن محمد الحاشدي ضرورة أن يكون الرياضيون قدوة للشباب وأن يكونوا بعيدين كل البعد عن الظواهر السلبية مشيرا إلى ضرورة تفعيل دور الأندية الرياضية في استقطاب شباب الأحياء والهواة لممارسة الرياضة بمختلف أنواعها وعدم جعلها حكرا على اللاعبين الذين يجيدون اللعب والذين يلعبون في الأندية فقط .
وأضاف قائلا: للأسف تجد القات منتشراٍ بشكل كبير بين أوساط الشباب خصوصا صغار السن .. ومع مرور السنوات يزداد إدمان الشباب للقات حيث أصبح البعض يمضغ القات على فترتين وليس فترة واحدة فقط كما كان سابقا.. والحال نفسه بالنسبة لظاهرة حمل السلاح.. فاعتقد أنه في فترة سابق كان لا يوجد سلاح إلا بشكل بسيط وكادت أن تنتهي هذه الظاهرة لكن الآن زاد انتشارها في الشوارع وأصبح أكثر الناس يحملون السلاح للتباهي والتفاخر وهذه من أبرز السلبيات في بلادنا.
نجم المنتخب الوطني لكرة القدم سابقا وشعب إب الدكتور إيهاب النزيلي أوضح أن أبرز المظاهر السلبية المنتشرة في أوساط الشباب هي القات حيث أنه منتشر أيضا على مستوى الرياضيين بشكل كبير بسبب أنه أصبح جزءاٍ من العادات والتقاليد اليمنية مشيرا إلى أن هذه الظاهر تكثر بين اللاعبين خصوصا قبل وبعد التمارين وكذلك أثناء المعسكرات للمنتخبات الوطنية وبالتحديد المنتخب الأول.
منوها بضرورة إقامة دورات توعوية بأضرار القات على مستوى الأندية والاتحادات الرياضية واتخاذ عقوبات صارمة في حالة المخالفة والتجاوزات من قبل اللاعبين أولا .. ومن ثم توعية شريحة الشباب البعيدين عن الرياضة.
وأضاف قائلا: يكمن دور الرياضة والرياضيين في محاربة الظواهر السلبية من خلال خلق بدائل من خلال دعم الأندية بالمعدات الرياضية بكافة أشكالها وأنواعها كذلك لابد للتوعية الصحية أن تلعب دورا بارزا في تغيير بعض المفاهيم الراسخة لدى الأغلبية بالقات وأضراره والتطرق لسلبياته من كافة النواحي المادية والاجتماعية والاقتصادية.
لاعب المنتخب الوطني لألعاب القوى العداء نبيل الجربي قال: كثيرة هي الظواهر السلبية التي نعاني منها في بلادنا وأبرزها ظاهرة السلاح وانتشاره في الفترة الماضية منذ الأحداث التي مرت بها بلادنا .. حيث أصبح السلاح منتشراٍ في كل مكان ونادرا ما تمر في مكان ولا تجد أشخاصاٍ يحملون السلاح بعكس الماضي الذي كان في النادر نقابل أشخاصاٍ يحملون السلاح.
وأضاف قائلا: عن نفسي لا أملك إلا تقديم النصح لهؤلاء الأشخاص بمخاطر السلاح وأضراره التي تؤدي في كثير من الأوقات إلى القتل غير العمد نتيجة للتهور والتسرع أو المفاخرة ولا أنسى أيضا القات الذي يسيطر علينا كشعب ويوجد في كل بيت داعيا الجهات المختصة في وزارة الشباب والرياضة لإقامة يوم رياضي للم الشباب وإبعادهم عن القات الذي يقتل الوقت والجهد للمواطنين ولا توجد أي فائدة منه بالإضافة إلى حمل السلاح وغيرها من العادات السلبية التي تبرز على الساحة الوطنية.
من جانبه يرى أدهم بدر مسعود لاعب المنتخب الوطني لرفع الأثقال أن أبرز الظواهر السلبية المنتشرة حاليا هي ظاهرة حمل السلاح والسبب الرئيسي في ذلك هي الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد من فوضى زائدة سببت عدم الاستقرار مشيرا إلى أن حمل السلاح بشكل مفرط من قبل المواطنين أضاع هيبة الدولة وخصوصا رجال الأمن وحماة الوطن.
وأضاف قائلا: هناك العديد من الظواهر السلبية المنتشرة في بلادنا مثل المخدرات والحشيش .. حيث زاد انتشارهما بين أوساط الشباب خصوصا العاطلين عن العمل والذين تركوا الدراسة بحثا عن أي مهنة لإعالة أسرهم.
وأشار أدهم إلى أن دور الرياضة والرياضيين في محاربة الظواهر السلبية يكمن في توعية الشباب بالمخاطر التي تنتج بسبب سيرهم في الاتجاه الخطأ.. وأيضا إشغالهم بالرياضة خصوصا في أوقات الفراغ وتناول القات والتي تكون عادة من بعد الظهر حتى المغرب عن طريق إنشاء مراكز للتدريب في مختلف الألعاب الرياضية وخصوصا الكاراتية والكونغ فو وبناء الأجسام لأنها رياضات يهواها الشباب كثيرا بالإضافة إلى لعبة كرة القدم وغيرها من الألعاب.
متمنيا في ختام حديثه أن تقف الدولة بقوة لمحاربة مختلف الظواهر السلبية وأن توجد فرص عمل للشباب .. وأنهم كرياضيين سيقفون مع الدولة لإنقاذ الشباب من الضياع.
الفارس الحاصل على الميدالية الذهبية في بطولة العالم لمنافسات زوجي التقاط الأوتاد بلال الصبري قال: دائما ما يكون الرياضي محل أنظار الآخرين من خلال سلوكياته وأسلوب الحياة الذي يتبعه ويعتبر قدوة في تصرفاته .. وبالتالي فإنه يجب عليه أن يكون معلما للآخرين وموجها لهم وموعيا بمخاطر الظواهر السلبية التي تكثر في بلادنا حتى يحسنوا التصرف خصوصا تجاه الظواهر التي تنتشر في بلادنا وفي مقدمتها التدخين والقات وحمل السلاح .. مشيرا في سياق حديثه إلى أنه يجب على بعض الرياضيين أن يتركوا العادات السيئة مثل تعاطي القات والتدخين حتى يكونوا قدوة حقيقية لمن حولهم .. فإن أكبر جريمة أن يكون الرياضي منغمسا في التصرفات السلبية والممارسات الخاطئة وهو قدوة في السلوك والتصرف للمواطن العادي.
لاعب المنتخب الاولمبي وفريق شعب صنعاء لكرة القدم محمد العنبري قال: للأسف الظواهر السليبة أصبحت متواجدة بكثرة وعلى رأسها القات والسيجارة وحمل السلاح والإرهاب وهذه ظواهر سلبية رئيسية تقود الشباب إلى الضياع.
مشيرا إلى أن دور الرياضيين هو توعية الناس بالابتعاد عن تلك الظواهر شريطة وجود قناعة عندهم بضرورة الابتعاد عن الأشياء السلبية وإلا فلن تجدي التوعية مهما كانت.
وأضاف: يستطيع متعاطو القات أن يضعوا برنامجاٍ رياضياٍ بشكل يومي في وقت العصر بدلا من تعاطي القات .. ولكن يجب عليهم أولا أن يبحثوا عن أصدقاء لا يمارسون مثل هذه الظاهرة السلبية.
لافتا في ختام حديثه إلى أن أبناء الوطن لم يقتدوا الاقتداء السليم بالأسلاف حيث اقتدوا بحمل السلاح فقط ولم يقتدوا بالعقل الراجح والحكمة في القول والفعل.

قد يعجبك ايضا