حاخامات يهود أصدروا فتاوى بقصف المستشفيات استناداً لنصوص يهودية.. وأطباء الكيان طالبوا بالقصف
العالم يسقط في امتحان الأخلاق.. العدوان الصهيوأمريكي يقصف مستشفيات غزة ويقتل المرضى أمام مرأى ومسمع العالم
الثورة / تقرير / عبدالرحمن عبدالله
منذ بدأت حرب العدو الصهيوأمريكي على غزة، أباحت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبقية الدول الغربية، للكيان الصهيوني كل شيء في غزة، وعلى ذلك وضع الأطفال والرضع والجرحى والمستشفيات والمرضى والنازحين والمدنيين وكل مقومات الحياة أهدافا للحرب يقصفها دون هوادة، وفيما تدخل هذه الحرب يومها الخامس والثلاثين يقف العالم إما داعما لها ومصفقا لمذابحها البشعة، أو متواطئا أو صامتا موافقا لما يحدث، فيما حمام الدم مستمر في النزف من أطفال ونساء وشيوخ وكل السكان في غزة، لا المذابح ولا الدماء ولا أشلاء الأطفال الممزقة ولا أجساد الرضع المقطعة حركت ضمير العالم، ولعل تعبير رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر كان دقيقا في التوصيف حين قالت رئيسة اللجنة ميريانا سبولياريتش: «مشاهد المعاناة والأطفال القتلى والجرحى ستطاردنا جميعًا، إنه إخفاق أخلاقي».
إنه إخفاق أخلاقي مروع، العدو الصهيوأمريكي يقصف المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية، وسيارات الإسعاف والأطفال، الذين تتفحم جلودهم وتتمزق أجسادهم، فيما يستمر التجويع الخانق دون أي تحرك عالمي ولا حتى إدانات توقف هذه المذبحة، لا خدمات أساسية ولا مستشفيات ولا رعاية صحية ولا ماء ولا كهرباء ولا أساسيات الحياة، ولا حرمة لشيء فالقصف الصهيوأمريكي يقتل البشر جميعا، ويدمر البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء غزة.
وضمن إرهابه المستمر والمتواصل بضوء أخضر من أمريكا، استهدف الطيران الحربي الصهيوني عددًا من المستشفيات من بينها مجمع الشفاء الطبي ومستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال يوم أمس، وقصف المستشفى الأندونيسي وحاصر مستشفى الرنتيسي بالدبابات، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أنّ «جيش العدو يقصف ويدمر المستشفيات دون الاكتراث بحياة آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء أكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى.
وأضاف أنّ «على العالم أن يخجل على نفسه أمام ما يرتكب من مجازر و استهداف ومحاصرة للمستشفيات دون أن يحرك ساكناُ»، بدوره، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال «الإسرائيلي» والمجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، المسؤولية الكاملة عن الجرائم المنظّمة ضد المستشفيات وعن حياة آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين فيها.
وشدّد المكتب الإعلامي على أنّ الولايات المتحدة الأميركية «أعطت الضوء الأخضر لاستهداف وقصف المستشفيات بالنار وبشكل سريع ومميت، ومنعت وصول الوقود إلى المستشفيات منذ بدء العدوان»، وخلال الساعات الماضية، خرج مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفيات الطب النفسي ومستشفى النصر للأطفال عن الخدمة، ممّا ألحق الضرر المباشر بمئات آلاف المواطنين وبينهم عشرات آلاف الأطفال، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، الذي أكّد أنّ أكثر من 3000 طفل سيُحرمون من الخدمات العلاجية للأورام وغسيل كلى.
واستهدف العدو الصهيوني مستشفيات غزة بشكل مباشر، طوال ساعات الليل، من بينهم مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، بقذائف مدفعية، مما أدى إلى استشهاد شخصٍ وإصابة طفل، كما نفّذ العدو الصهيوأمريكي حزاماً نارياً في محيط مستشفى العودة، الواقع في تل الزعتر شمالي قطاع غزة. وطال القصف محيط المشفى مسفراً عن دمار هائل في بنية المشفى ومركبات الإسعاف.
وأيضاً، وقع عشرات الشهداء والجرحى في صفوف النازحين والجرحى في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، بعد تعرض محيطه لقصف بـ11 صاروخاً إسرائيلياً، في هذا السياق، قال مدير جمعية العودة الصحية، رأفت المجدلاوي، إنّ جرائم العدو الصهيوأمريكي مستمرة في اتجاه المؤسسات الصحية التي من المفترض أن تكون محمية بموجب القانون الدولي والإنساني، مشدداً على أنّ «إسرائيل تتعمد تعطيل النظام الصحي الفلسطيني بشكل مباشر».
وقصفت طائرات العدوان الصهيوأمريكي محيط مجمع الشفاء الطبي، فجر وليلة الخميس وصباح الجمعة، مستهدفة الخيام المنصوبة للنازحين، إلى جانب خيمة للصحافيين، ما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين، وعاود العدو الصهيوني قصف مستشفى الشفاء صباح أمس الجمعة وارتقى عدد من الشهداء والجرحى جراء قصف العدو مستشفى الولادة ومبنى العيادات في مستشفى الشفاء، إضافةً إلى استهداف شقةٍ في محيطه.
ويضمّ مستشفى الشفاء نحو 50 ألف نازح لجأوا إليه من جرّاء القصف الصهيوني المتواصل على كل مناطق غزة، كما قصفت طائرات العدو مستشفى الرنتيسي للأطفال، في غرب مدينة غزة، ما أدى إلى اندلاع حريق في مرافقه. وطال القصف الطابق السفلي وموقف السيارات الخاص بالمستشفى، وقد تسبب هذا القصف بحريق هائل في عدد من السيارات الخاصة بالمستشفى، وفي وقت سابق، استهدف العدو المجرم بالقصف بوابة مستشفى النصر للأطفال، المجاور لمستشفى الرنتيسي، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين، هذا؛ وحاصرت دبابات العدو مستشفيات الرنتيسي والنصر والعيون، فتعالت مناشدات للمؤسسات الدولية للتدخل لحماية المرضى والأطفال والنازحين.
وأشار رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، في غزة، إلى أنَّ: «العدو الصهيوني يتواجد في محيط مربع المستشفيات وسط القطاع ويطالب بإخلائها»، مبينًا أنَّ العدو الصهيوني يقوم بجرائمه أمام المجتمع الدولي الذي يظل عاجزًا عن إيصال المساعدات لسكان غزة.
وشنّت طائرات العدو سلسلة غارات عنيفة في محيط المستشفى الإندونيسي، شمال قطاع غزة، الذي يؤوي عشرات آلاف الجرحى والمرضى والنازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح آخرين، وتسبّب القصف بإحداث أضرار جسيمة في بعض مرافق المستشفى وكذلك حالات هلع بين المواطنين الذين هرعوا إليه، في محاولة للاحتماء من القصف.
كما نفّذ العدو حزامًا ناريًا في محيط مستشفى العودة، الواقع في تل الزعتر شمالي قطاع غزة، وطال القصف محيط المشفى مسفرًا عن دمار هائل في بنية المشفى ومركبات الإسعاف.
المستشفيات في قطاع غزة تتعرض منذ اليوم الأول لحرب الإبادة الصهيوأمريكية للقصف المتعمد من قبل هذا العدو المارق، وسبق للعدو الإسرائيلي أن ارتكب مجزرة مروعة بقصفه مستشفى المعمداني في غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 500 شخص وجرح آخرين.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 10818 شهيداً من بينهم 4412 طفلاً و2918 امرأة و667 مسناً وإصابة 26905 مواطنين، منذ 7 أكتوبر الماضي.
هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفاع عدد الشهداء في العدوان الصهيوأمريكي المستمر إلى ما يزيد عن 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال وقرابة 3027 امرأة و668 مسنا، فيما أصيب أكثر من 27 ألف آخرين.
وبشأن خسائر القطاع الطبي، تضرر 16 مستشفى، و32 مركز رعاية أولية، و27 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى 105 مؤسسات طبية، محذّراً من نية الاحتلال المبيّتة بشأن استهداف مزيد من المستشفيات، ومطالباً بالتدخل الفوري لإدخال الوقود للمستشفيات من أجل إنقاذ الأرواح.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزّة، أشرف القدرة، إنّ العدو الإسرائيلي «ارتكب 10 مجازر كبرى خلال الساعات الماضية». وأوضح أنّه راح ضحية هذه المجازر 231 شهيداً، ومشيراً إلى ارتفاع عدد المجازر، التي تعمّد العدو الإسرائيلي ارتكابها بحق عائلات القطاع، إلى 1006 مجازر، وأوضح القدرة أنّ 70 % من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء والمسنين، لافتاً إلى أنه تمّ تلقّي 2000 بلاغ عن مفقودين، منهم 1250 طفلاً، ما زالوا تحت الأنقاض.
قصف المستشفيات بضوء أخضر من أمريكا
وكانت طائرات العدو قد استهدفت فجر أمس عدداً من المستشفيات في قطاع غزة، في وقت حذرت فيه وزارة الصحة في القطاع من كارثة كبرى جراء استهداف المستشفيات، في السياق، أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، أنّ «جيش العدو يقصف المشافي دون اكتراث بحياة آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين»، وأضاف أنّ «على العالم أن يخجل على نفسه أمام ما يرتكب من مجازر و استهداف ومحاصرة للمستشفيات دون أن يحرك ساكناُ».
وجدد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحميل أمريكا المسؤولية الكاملة عن الجرائم المنظّمة ضد المستشفيات وعن حياة آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين فيها، وأكد المكتب الإعلامي على أنّ الولايات المتحدة الأميركية «أعطت الضوء الأخضر لاستهداف وقصف المستشفيات بالنار وبشكل سريع ومميت، ومنعت وصول الوقود إلى المستشفيات منذ بدء العدوان».
حاخامات يهود يُبيحون قصف مستشفيات غزة
أكّد عشرات الحاخامات بإسرائيل في رسالة إلى بنيامين نتنياهو وكبار قادة العصابات الصهيونية، أن الشريعة اليهودية لا تحظر قصف المستشفيات إذا كان «الأعداء» يستخدمونها في جهودهم العسكرية أو يستخدمون المدنيين فيها «دروعاً بشرية»، ووقع عشرات الحاخامات اليهود على رسالة موجهة إلى بنيامين نتنياهو وكبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين، أكّدوا فيها أن الشريعة اليهودية لا تحظر قصف المستشفيات إذا كان «الأعداء» يستخدمونها في جهودهم العسكرية أو يستخدمون المدنيين فيها «دروعاً بشرية»، وورد في الرسالة التي نقلتها القناة 14 الإسرائيلية: «نشدّ بإخلاص على أيادي الجنود والقادة ليخوضوا بشجاعة وحكمة معركة الرب وينتصروا».
وكتب الحاخامات: «من الانكسار والألم الرهيب، سننهض أقوى بعون الرب، سينهض شعب إسرائيل بشجاعة ليضرب أعداءه»، وشارك ناشط يهودي في التواصل الاجتماعي «نسخة من الرسالة على حسابه تليغرام، ويظهر في نصها التحريض على قصف المستشفيات ما يكشف الإجرام اليهودي المتأصل».
تاريخ طويل من التحريض اليهودي والإجرام المتأصل
ضمّت قائمة الموقعين على الرسالة عدداً من الحاخامات ممن يقودون ما يُعرف بحركة «الصهيونية الدينية»، وسبق أن أصدروا حكماً دينياً يسمح بتدمير القطاع بأكمله، ويُعفي الصهاينة من ضرورة التمييز بين المقاتلين والمدنيين، وصرّح بأنه «لا بأس بقتل المدنيين الأبرياء وتدمير غزة».
كان الحاخام تسفي يسرائيل تاو البالغ 86 عاماً، من الموقعين أيضاً، وقد أثار الرجل العام الماضي جدلاً بعدما زعمت عدة نساء أنه اعتدى عليهن جنسيّاً، وفقاً لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، وشملت قائمة الموقّعين كذلك الحاخامين يتسحاق جينسبيرغ (المولود بالولايات المتحدة) ومئير مازوز (المولود بتونس)، ولكليهما تاريخ طويل من معاداة العرب والتحريض عليهم وتبنّي أفكار متشددة.
أطباء إسرائيليون يوقّعون وثيقة تطالب بقصف مستشفى الشفاء في غزة
إلى ذلك نشر إعلاميون فلسطينيون وثيقةً وقعها نحو مئة طبيب إسرائيلي، تطالب بقصف مستشفى الشفاء الواقع في مدينة غزة، ونشر الصحافيون الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة بياناً منقولاً عن أطباء الكيان اليهود، وقّعه نحو مئة طبيب يهودي في مستشفيات كيان العدو الصهيوني، يدعون فيه إلى قصف مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة.
وتبنّى بيان الأطباء اليهود رواية الكيان نفسه لتبرير قصف المستشفيات، وأكمل البيان عبارته باستخدام مصطلحٍ توراتي، بصورة واضحة، ضمن عبارة: «لا يمكن التمسك بقرون مذبح المستشفيات، تخلق الإرهاب وتحصل على الحماية»، وجاء بيان الأطباء اليهود تزامنا مع تركيز العدو الصهيوني على قصف المستشفيات وقوافل الجرحى، الذين تمّ نقلهم في سيارات الإسعاف، والتي كانت ستنطلق من مستشفى الشفاء غربي غزة، متجهةً نحو الجنوب في اتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر، تمهيداً لسفرهم إلى خارج القطاع من أجل تلقي العلاج، ثم واصل العدو قصف المستشفيات دون هوادة.