حماس تنتصر ومتمسكة بتصفير السجون .. الهدنة بلا شرط .. خسائر كبيرة وحرب نفسية تُواجه بالثبات والتنكيل بالعدو
العدو أمام مستقبل مجهول (الرسم على الماء)
الثورة / متابعة / محمد الجبلي
مذبحة القرن وحجم الكارثة
ما بين الحدث عن وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية يضاعف العدو من هجماته المتوحشة على غزة ويدمر ما بقي من وسيلة ضرورية لاستمرار الحياة هناك.
شهر ولم يتمكن العدو من تحقيق أي انتصار إلا في قتل أكبر عدد من النساء والأطفال وتدمير المحظور وفقاً للقانون الدولي.
انتصارات العدو هزيمة لضمير العالم ودعاة حقوق الإنسان
باسم نعيم القيادي في حركة حماس أكد أن 2% من سكان غزة أصبحوا إما شهداء أو جرحى أو مفقودين، وزارة الصحة في غزة وفي آخر تحديث لحصيلة الضحايا تفيد بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 10569 شهيداً، خلال 1098 مجزرة، والعدد الإجمالي للشهداء والجرحى تجاوز 37 ألف فلسطيني، 70 % من الأطفال والنساء، وقال أشرف القدرة لقناة المسيرة إن العدو قام باستخدام أسلحة غير تقليدية في هذه الحرب.
وكشف الإعلام الحكومي في غزة أن 46% من الشهداء هم من المناطق الجنوبية التي قال العدو الإسرائيلي أنها آمنة ودعا السكان للذهاب إليها.
القطاع الصحي في غزة وصل إلى نقطة الانهيار في ظل القصف المستمر والدمار الهائل.
على المستوى الغذائي تفيد التقارير من قطاع غزة بأن العدو استهدف خزانات المياه وبات نصيب الفرد الواحد من المياه أقل من حاجته الطبيعية في اليوم الواحد.
رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة أكد أن نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز 5 ليترات من مياه غير صالحة للشرب، مؤكداً أن الحرب على غزة هي حرب تجويع وإبادة وتطهير عرقي ولا يوجد أي مخبز يعمل الآن بعد استهداف 12 مخبزا.
رئيس سلطة الطاقة في غزة، ذكر أن 70 % من شبكات نقل وتوزيع الكهرباء قد دمّرت بخسائر تقدر بنحو 80 مليون دولار نتيجة العدوان على غزة.
ورغم هذه المذبحة، غزة واقفة ولم تستسلم، يؤكد القيادي في حماس أسامة حمدان بالقول نحن أمام تحول استراتيجي على صعيد القضية الفلسطينية وسنخرج من هذه المعركة وقد وضعنا أقدامنا على طريق التحرير، وأن معنويات المقاومين عالية وهم من يتحكم بمسار المعركة.
رسم على الماء
الحديث الذي بدأ يتداول حول مصير غزة بعد الحرب وعن إدارتها بعد القضاء على حماس – كما يحلمون – هو مثل الرسم على الماء.
فحماس وشعب غزة في الأرض والمقاومة ماسكة إدارة المعركة واستطاعت إدخال العدو إلى مستنقع يصعب الخروج عنه.
المقاومة تتمتع بقوة تمكنها من المواجهة لسنوات، وبالتالي فالحديث المبكر عن مستقبل غزة بدون حماس مجرد أوهام وحرب نفسية ومحاولة لإقناع الداخل الصهيوني بالتريث وتخفيف الضغط على قادة الحرب.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كانت رسالته واضحة يجب أن تنتصر حماس بالتحديد.. فمحور المقاومة يتجه نحو هذا الواقع.
لا يدرك العدو الإسرائيلي ماذا يعني القضاء على حماس، بالنسبة لجمهور محور المقاومة فإن القضاء على حماس هو القضاء على إسرائيل، وقد رسم نصر الله هذه المعادلة.
وتعليقا حول هذا الحديث قال الناطق باسم حركة حماس «أي مشاركة في محادثات أمريكية صهيونية لفرض واقع جديد في غزة مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية».
القيادي في حماس أسامة حمدان دعا الأمريكيين إلى التوقف عن وهم التخطيط لحكم غزة بعد العدوان فالغلبة للمقاومة مؤكداً ألا قوة على الأرض يمكن أن تفرض الوصاية على فلسطين كما حمّل الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن المجازر اليومية في غزة.
حمدان خاطب نتنياهو المجرم وتوعده بدفع الثمن مقابل الإفراج عن جنوده، قائلاً «أنت تعرف ما هو الثمن المطلوب».
تداعيات الكارثة على العدو
برغم الخسائر الفادحة التي يتكبدها العدو يومياً على الجبهتين الجنوبية والشمالية إلا أنه ما زال متمسكاً بسقف الأهداف التي باتت نهايتها مجهولة.
يقول نتنياهو: نحقق نجاحات كبيرة ولا ننوي التوقف ومستمرون حتى النهاية.
مجلس الحرب الدموي بارتزاحه على دعم الغرب يهدد ولا يجد أي وسيلة لتهدئة جمهوره سوى التخبط والتمويه.
يقول غالانت: لا يوجد لدينا أي نية لخوض حرب مع حزب الله وإذا أقدم نصر الله على ارتكاب خطأ فسيقضي على لبنان.
نفس التهديد السابق سنقضي على حماس وها هو الشهر الثاني ولم يستطع – برغم حجم الدعم والتحشيد – أن يوقف إطلاق الصواريخ فقط.
حالة الهزيمة النفسية ربما أقل من الهزيمة الميدانية، مكابرة العدو لن تقوده إلا إلى الانهيار، وفي حديث نتنياهو مع سفراء الدول الغربية اشترط وقف المذابح الجماعية وحرب الإبادة التي تشنها قواته بالإفراج عن الأسرى من طرف واحد، وهذا طبعاً من المستحيل إلا بتصفير المعادلة.
يحاول نتنياهو المجرم استفزاز الغرب ويقدم نفسه بمذابحه وجرائمه على أنه يقود معركة الغرب بالكامل محاولا بذلك تبديد الضغوطات التي تزداد وتيرتها مع ارتفاع المجازر بحق أطفال غزه.
يتخبط في كل مكان، يقوم بتعويض خسائره في ارتكاب المذابح بحق المدنيين واقتحام مخيمات اللاجئين واختطاف العزل في القدس المحتلة وسائر فلسطين.
تفيد الجهات الرسمية في فلسطين بأن العدو الإسرائيلي أعتقل قرابة 5 آلاف فلسطيني في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر.
الخسائر المعلنة
الناطق العسكري الإسرائيلي أعلن عن مقتل 348 جنديا وضابطا و59 شرطيا و10 من عناصر المخابرات منذ بداية الحرب.
وهذا بالطبع ليس الرقم الحقيقي وفقاً لمجريات المعركة.
الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، أعلن عن تدمير 136 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً وإخراجها عن الخدمة.
وقال إن قوات النخبة في المقاومة تناور وتلتف على العدو وتنصب له الكمائن ويدمرون الآليات من نقطة الصفر..
وقال ناطق القسام إن المسار الوحيد لقضية الأسرى هو صفقة تبادل.
ونقلت أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، التقديرات تشير إلى احتجاز حماس نحو 180 أسيراً وحركة والجهاد 40 أسيراً، بينما يحتفظ آخرون نحو 20 أسيراً صهيونيا.
ويزداد الضغط الدولي مع تصاعد وحشية العدو الإسرائيلي المجرم، حتى أن المواقف التي كانت في البداية مؤيدة بدأت تنسحب بفضل صمود واستبسال المقاومة في غزة ولبنان.
تتراكم الخسائر ويتضاعف الضغط
فبحسب تقرير خبراء مطلعين جاء فيه « نشرت إسرائيل إحصائيات رسمية حول أداء نظام القبة الحديدية ومقلاع داود للدفاع الصاروخي صباح الأحد، تقول إن نسبة نجاح الاعتراض تزيد عن 88 %، وتم تنفيذ حوالي 9600 عملية إطلاق دفاع صاروخي من أربع مناطق للدفاع الصاروخي.
وبناء على هذه المعطيات فإن كل صاروخ من صواريخ القبة الحديدية يكلف الآن 150 ألف دولار. وتبين أن إسرائيل أنفقت خلال شهر الحرب نحو 1.5 مليار دولار على الدفاع الجوي وحده. لكن الشيء الرئيسي ليس المال، بل حقيقة أن مثل هذا الاستهلاك للصواريخ يستنزف الترسانات الإسرائيلية وفي حالة نشوب حرب إقليمية ستبقى إسرائيل بلا حماية.
الولايات المتحدة أكدت منذ البداية أن معركة إسرائيل هي معركتها، وفتحت جسراً جوياً لإرسال السلاح والمقاتلين المرتزقة وأكبر جنرالات الحرب.
هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة شراء 200 مسيرة انتحارية من طراز سويتش بليد 600، هذه المسيرات عادةً ما تكون محمولة على الكتف وتدار بشاشة توجيه.
أما صحيفة «وول ستريت جورنال» فكشفت أن «إسرائيل» تستأجر منظومات قبة حديدية من الولايات المتحدة،
وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي أسقطوا المقترح الجمهوري لحزمة مساعدات أمريكية لـ«إسرائيل» بقيمة 14.4 مليار دولار، ولم تذكر الأسباب، إلا أن الجمهوريون كعادتهم يهمهم الخسارة وأيضاً نكاية بالرئيس الحالي بايدن الذي لاقى ترحيبا كبيرا أكثر من سلفه ترامب حينما زار إسرائيل.