مخرجات الحوار تؤسس لعقد اجتماعي جديد


لم يكن الرئيس عبدربه منصور هادي شغوفاٍ بنهم سلطة أو تسلط على أنقاض خراب ودماء ومتاريس وسلاح ولكن الرجال هم من يصنعون من اللحظات التاريخية الوطنية لأوطانهم مجداٍ ولشعوبهم الخير والنماء وللأزمات حلاٍ ومخرجاٍ ولا شك بأن الرئيس هادي حين تحمل حكم اليمن في ظرف استثنائي كان يملك ناحية من الصواب والحكمة للخروج من النفق عبر لغة الحوار والاتفاق لتجنيب اليمن الانزلاق في الفوضى الثورة استطلعت آراء العديد من السياسيين حول دور الرئيس هادي في تخطي المرحلة الحرجة ونجاح مؤتمر الحوار وغيرها من القضايا نتابعها في هذه اللقاءات:
يقول الدكتور حميد العواضي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية: إن الرئيس عبدربه منصور هادي يعتبر المهندس الأول لتحقيق وتكوين وتنفيذ مؤتمر الحوار الوطني فقد رأى الرئيس هادي حين تولى مقاليد الحكم إبان أزمة ساحقة من الاستقطابات والنزوعات الانفصالية والمطالب المفرطة والمفرطة فرأى أن يجمع كل أطراف العمل السياسي في اليمن في لقاء مفتوح يتحدثون فيه عن مستقبل بلادهم في إطار الحفاظ على مكون ثلاثي هام وهو: استقرار ووحدة وأمن اليمن فكانت هذه الألفاظ الثلاثة هي فقط السقف الذي يمكن أن تقف عليه مخرجات الحوار الوطني وما عدا ذلك فمتاح للمشاركين أن يعبروا عن تطلعاتهم وتطلعات الاتجاهات التي يمثلونها بحرية وبمسؤولية في آن معاٍ واستطاع هؤلاء جميعاٍ في إطار ما رسم لهذا المؤتمر من آلية من العمل سمحت للجميع طرح رؤاهم وتصوراتهم وتبادل ذلك مع أطراف أخرى لها رؤاها وتصوراتها المقاربة أو المختلفة أو المتضاربة أحياناٍ .. وقد اتسمت إدارة الرئيس هادي لهذا المؤتمر بالصبر والتأني والحكمة مما أفضى إلى التوصل إلى مخرجات صار يمثل بالنسبة لها ضامنا للتنفيذ وساهراٍ على أعمالها في الواقع.

عقد اجتماعي
وجاءت بعد انعقاد هذا المؤتمر جملة القرارات التي اتخذها الرئيس عبدربه منصور هادي تنفيذا لبعض بنود مخرجات مؤتمر الحوار الوطني مثل تشكيل لجنة صياغة عقد اجتماعي جديد «الدستور» وأهم ما يحتويه هو تغيير شكل الدولة إلى دولة اتحادية بأقاليم ستة تتساوى فيها المسؤولية وتتوزع عليها الثروة والسلطة بالعدل والإنصاف وبذلك استطاع الرئيس هادي أن يفوت على دعاة التشرذم والانفصال حججهم وأعذارهم وأن يعمل لمصحة الشعب وحافظ على الإطار العام الذي ذكرته سابقاٍ المتمثل بالوحدة فضلا عن البدء بتنفيذ مخرجات الحوار والمتمثلة ابتداء بتشكيل لجنة صياغة الدستور الذي سيقود إلى حل الإشكال الأمني.

الاستقرار
القائم بسبب المركزية الشديدة وصعوبة انسياق اتخاذ القرار وتنفيذه بالشكل الجديد للدولة سيسمح بتقارب سلطة الضبط الأمني إلى مفاصل أدنى في سْلم الإدارة الحكومية مما يسمح بقدرة أكبر على ضبط الوضع الأمني في المجتمع اليمني وإذا ما اجتمع الحفاظ على الوحدة والحفاظ على الأمن في نطاقها فإن المصطلح الثالث وهو الاستقرار سيشكل نتيجة طبيعية لهذا الثالوث العام الوحدة والأمن والاستقرار والمنصف سيجد أن الرئيس هادي تحرك في إطار هذه المفاهيم الثلاثة التي تلخص تطلعات الكثير من أبناء اليمن.
أما الأخ فهد كفاين وكيل محافظة أرخبيل سقطرى فيقول: إن مخرجات الحوار الوطني تمثل عقداٍ اجتماعياٍ جديداٍ لليمن واستطاع اليمنيون من خلاله تجاوز مربع الصراعات والحروب إلى مربع الوفاق والاتفاق والبناء والتنمية واعتقد أن نجاح مؤتمر الحوار يعد حدث القرن بالنسبة لليمنيين ومدرسة استلهام للكثير من الشعوب التي بدأت تفكر باستلهام التجربة اليمنية لحل نزاعاتها واليمنيون في هذه الفترة معنيون بالتكاتف لإنجاح هذه المرحلة حيث أصبحت مخرجات الحوار ملكا للعالم كله والعالم معني بمتابعتها وإنجاحها كتجربة وقيمة.

بارقة أمل
الأخ الدكتور منصور الشهاري عضو مجلس النواب يقول: بأن مؤتمر الحوار الوطني كان ضرورة ملحة لخروج اليمن من أزمته العصيبة وأن مقتضيات تطبيق مخرجات الحوار الوطني قد بدأت بالتنفيذ وهذه النجاحات شكلت بارقة أمل بالنسبة لكافة أبناء اليمن وهنا يحق لنا القول أن الرئيس هادي لعب دورا هاما في هذه المرحلة لإخراج البلاد من محنتها وحصل على تفويضاٍ شعبياٍ بانتخابات 21 فبراير وهذا التفويض والالتفاف الشعبي دليل ثقة على حكمة الرئيس وهناك دعم إقليمي ودولي لمساندة الرئيس هادي ونحن نقول للجميع علينا تشابك الأيدي وتشمير سواعد الجد للعمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتحقيق الأمن والاستقرار والوئام والتنمية لليمن وتحقيق تطلعات كافة أبناء اليمن التواق إلى الازدهار واللحاق بركب التنمية.
من جانبه يقول الدكتور مجاهد اليتيم وكيل وزارة الثقافة: إنه بعد الخلاف والاختلاف تم التوافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبعد إقرارها أصبحت ملزمة لكل القوى السياسية والاجتماعية التي مثلت في مؤتمر الحوار الوطني وبالتالي أصبح من الواجب عليها الالتزام بمخرجات الحوار والعمل على تنفيذها من وحتى ما توصلت إليه في وثيقة مخرجات الحوار الوطني ورغم الشد والجذب في اللحظات الأخيرة إلا أن الرئيس عبدربه منصور هادي استطاع بكل جدارة واقتدار أن يجمع كافة الآراء وأن يعمل على إذابة التباينات لتنصهر جميعاٍ في بوتقة المصلحة الوطنية العليا وبالتالي فالرئيس والحكومة وكافة القوى معنية بتنفيذ وترجمة مخرجات الحوار وقد أخذ الرئيس هادي على عاتقه مسؤولية التنفيذ وقيادة البلاد في هذا الظرف الاستثنائي العصيب وما الحرب التي يقودها هو والجيش ضد الإرهاب إلا ترجمة حقيقية لمؤتمر الحوار الوطني بغية استعادة الأمن والاستقرار وهيبة الدولة واستئصال هذه الآفة الخطيرة التي باتت تنخرق جسد اليمن.

قد يعجبك ايضا