المستشفيات والنازحون والصحفيون والأطفال على رأس الأهداف

بسلاح أمريكي وتفويض غربي.. حرب الإبادة الصهيوأمريكية على غزة مستمرة لليوم الـ 29..

الثورة /عبدالرحمن عبدالله

لليوم الـ29 على التوالي، يواصل العدو الصهيوني إحراق غزة بالصواريخ والقنابل المحرمة والأسلحة المحرقة والمدمرة، حيث لا تتوقف الغارات والقذائف والصواريخ البحرية على القطاع لحظة في الليل والنهار، مستهدفة المستشفيات والمساجد والجامعات والكنائس والأطفال والنساء والمسعفين والأطباء والصحفيين، وحتى سيارات الإسعاف التي تقل الجرحى ومقابر الشهداء يقصفها العدو بشكل مركز.
كما يستهدف مراكب الصيادين ومخيم النصيرات وباحات خارجية لمستشفيات وبرج المهندسين والمخيمات، مرتكبا مذابح مروعة ووحشية، وواصل العدوان الصهيوأمريكي يوم أمس جرائمه الوحشية مستمرا في استهداف المستشفيات مرتكبا عددا من المذابح، حيث ركّز قصفه على المستشفيات وعلى المدارس التي تؤوي نازحين إضافة إلى استهداف كل مقومات الحياة ومصادر الطاقة ومنها ألواح الطاقة الشمسية.
دخلت محرقة قوات الاحتلال الصهيوني، في قطاع غزة، يومها الـ29 تواليًا، بشن طائرات العدو عشرات الغارات وقصف المزيد من المنازل والتجمعات السكنية على رؤوس ساكنيها، وتنفيذ أحزمة نارية وقصف مدفعي عنيف، وتوغل بري من عدة محاور يرتكز على سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل، ويجابه بمقاومة باسلة؛ وسط اقتراف مجازر دموية وتنفيذ إبادة جماعية ضد المدنيين.
وبالتوازي مع وصول وزير خارجية أمريكا إلى تل أبيب ثم انتقاله أمس إلى عمّان، صعّد العدوان الصهيوأمريكي مذابحه بحق المدنيين في قطاع غزة، مستهدفا بشكل مركز المستشفيات والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف ومخيمات النازحين، مرتكبا أكثر من 30 مذبحة في غضون ساعات قليلة.
بلينكن الذي أكد يوم أمس في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان، أن أمريكا ترفض وقف الحرب على غزة، وتعتبرها فرصة لحماس، مشددا على ما يسميه حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه، كان يعطي توجيهات واضحة للكيان الصهيوني لمواصلة حرب الإبادة على غزة، بالتوازي مع استمرار الإدارة الأمريكية في الدعم العسكري المتواصل للكيان الصهيوني في حربه الإجرامية، ومع تصعيد آلة الحرب الصهيونية في استهداف الأطفال والمستشفيات، كان بلينكن يتحدث عن ما يسميه «منع استهداف المدنيين»، وهو قول كاذب تفضحه المجازر البشعة التي تصاعدت خلال تواجده في تل أبيب والأردن.
وبكل وضوح تصر الإدارة الأمريكية ورئيسها جو بايدن ووزير خارجيتها، على استمرار حرب الإبادة الإجرامية على غزة، ومع ما توفره منذ بداية الحرب الإدارة الأمريكية من دعم لامحدود للكيان الصهيوني في الحرب على غزة، وإمداده بكافة أشكال المساعدات، والصواريخ والذخائر والأسلحة المستخدمة في العدوان الإجرامي على الأطفال والنساء والشيوخ.

حرب الإبادة في غزة تحت رعاية الغرب بزعامة الولايات المتحدة
حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة، هي حرب أمريكية صهيونية مدعومة من الغرب، تشن تحت رعاية الغرب بزعامة الولايات المتحدة، ومنذ بدايتها كانت الهرولة الأمريكية والأوروبية، إلى الكيان الصهيوني، لإباحة غزة وكل شيء فيها للعدو الصهيوني، ليتوالى الدعم العسكري والإعلامي والأمني والسياسي الأمريكي لحرب الإبادة ويتصاعد حتى اللحظة.

الدعم بأكبر حاملتي طائرات عملاقة »فورد وآيزنهاور«
حينما سارعت كل قيادات الحكم في أمريكا بفزع إلى تل أبيب: الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة الجنرال تشارلز براون، وأكثر من 2000 مقاتل، تحركت القوات الأمريكية بدءاً بأكبر حاملتي طائرات عملاقة «فورد، آيزنهاور»، وعلى متن كل منهما 90 طائرة، ويوجد على متن الحاملتين 10 آلاف بحار. وتعد إحداهما الأكبر في العالم، والأحدث في الولايات المتحدة. وفي بطنها آلاف الأطنان من المتفجرات وأدوات الدمار، وجسر جوي، ينقل ذخائر وصواريخ لدعم الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الإجرامية على غزة.
ومنذ بداية الحرب تدفقت شحنات الأسلحة الأمريكية حيث وصلت مئات الطائرات الأمريكية محملة بمختلف أنواع الصواريخ والذخائر، وما زالت الطائرات الأمريكية تهبط في المطارات الصهيونية يوميا محملة بالشحنات العسكرية والصواريخ والذخائر التي تستخدم في المذابح التي تحدث في غزة.
وكان من آخر المجازر التي ارتكبت بأسلحة أمريكية مجزرة مخيم جباليا؛ التي استخدمت فيها الطائرات الصهيونية قنابل من زنة طن أمريكية الصنع، وحولت المخيم إلى ركام، وجثث، وأنقاض.

الحرب الصهيوأمريكية المدعومة من الغرب على غزة.. أبشع حروب التاريخ
بات واضحا أن حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، بدأت وتستمر وتتواصل برعاية الغرب بزعامة أمريكا أم الإجرام، وتنفيذ الكيان الصهيوني، وهو ما أشارت إليه صحيفة لوفيغارو الفرنسية، نقلا عن ناحوم برنيا، كاتب عمود في صحيفة يديعوت أحرونوت، بأن إسرائيل لم تشهد مثل هذا الإشراف الأمريكي المشدد، فقد جاء الحليف الأمريكي العظيم ـ وفق تعبير الكاتب ـ إلى تل أبيب، لإعلان دعم الولايات المتحدة لدولة إسرائيل، إلا أن الإدارة الأمريكية بالكاد تخفي عدم ثقتها في حكومة بنيامين نتنياهو.
ليس هذا فحسب، بل تبنت الإدارة الأمريكية الأكاذيب الصهيونية حينما كذب بايدن بأن مذبحة المستشفى المعمداني كانت بصاروخ أطلق من غزة، هذه الكذبة أعادها الرئيس الأمريكي في تل أبيب مرتين، وأنه مقتنع بها بعد أن شاهد صورا وتقارير، حتى صدر بيان من البيت الأبيض يدعم هذه الرواية، وكذلك الدول الأوروبية أعلنت أنها تحقق في المعلومات ومصداقيتها.
رؤساء الدول الغربية الذين هرعوا إلى الكيان الصهيوني بداية بالمستشار الألماني أولاف شولتز، ثم رئيس وزراء رومانيا مارسيل سيولاكو، وصولا إلى رئيس الوزراء البريطاني، ثم ماكرون الرئيس الفرنسي، ثم مسؤولين غربيين من باقي دول الغرب، كلهم وصلوا لتأكيد دعم دولهم للكيان الصهيوني في الحرب ضد قطاع غزة، ومنحوا المجرمين الضوء الأخضر لاستباحة غزة وإحراقها بمن فيها.
يصبح من نافلة القول اليوم، أن كل ما يفعله العدوان الصهيوأمريكي في غزة من قتل وإبادة ومجازر ومذابِح وتهجير، يتم تحت رعاية الغرب بزعامة الولايات المتحدة، ويكشف الحرب الإجرامية بأنها حرب أمريكية تنفذها إسرائيل.
الإصرار الأمريكي على استمرار حرب الإبادة على غزة، وإمداد الكيان الصهيوني بالصواريخ والقذائف والأسلحة والمعدات لاستخدامها في حرب الإبادة الحالية، هو الأمر الأكثر وضوحا في علاقة أمريكا والغرب الاستعماري بالكيان الصهيوني الذي نشأ من البداية برعاية هذه الدول، وارتكب آلاف المذابح بدعمه أيضا.
ومنذ 75 عاما، كانت أمريكا وبريطانيا وبقية دول الغرب تمد الكيان الصهيوني وتدعمه في حروبه الإجرامية النازية الممتدة عبر يقارب 75 عاما؛ وكانت تشاركه في المذابح الوحشية ضد الفلسطينيين عام 1948، ثم شاركت في العدوان ضد مصر عام 1956، وقامت بالاعتداء الغاشم عام 1967، وضربت مدرسة بحر البقر أثناء حرب الاستنزاف مع مصر، وقامت بتكرار جرائمها في الأراضي الفلسطينية بشكل دائم ومتواصل حتى الآن.
لم يتغير التوحش الصهيوني ولم تتغير أمريكا ولا الغرب الكافر، وحرب الإبادة التي تتعرض لها غزة اليوم تستدعي كل ذلك التاريخ دفعة واحدة، حروب الصهاينة وأمريكا والغرب تنتهك كل الحرمات والمحرمات، تقتل الطفل والمرأة والرضيع، وتقصف المستشفى والمخيم وسيارات الإسعاف، تستهدف الصحفيين والأطباء، تدمر المساجد والمنازل والكنائس والجامعات وكل البنى، هي التي ارتكبت مذبحة مدرسة بحر البقر، وقصفت المرضى في مستشفى المعمداني، ومستشفى الشفاء، وقصفت الأطفال في كل غزة، واستهدفت السكان الأبرياء في مخيم جباليا.
الدعم الأمريكي سابقا ولاحقا للكيان الصهيوني لم يتغير، هذه هي الاستراتيجية الأمريكية لقتل البشرية والعرب والفلسطينيين على وجه أخص، تساند الكيان الصهيوني مهما ارتكب من مذابح ومهما كانت أفعاله الإجرامية، ولن تتوانى عن دعمه ولا في إباحة كل شيء في غزة لطائراته.
ما حدث في غزة ويحدث متواصلا من مذابح مروعة يفوق الوصف والخيال، لم تكن إلا مذابح أمريكية غربية صهيونية يتشارك فيها المجرمون والقتلة جميعا، لقد أسقطوا جميعا بدعة القانون الدولي الإنساني واستباحوا قتل المدنيين دون استثناء، أكثر من 10 آلاف شهيد (معظمهم من الأطفال والنساء) لا يكفي الإدارة الأمريكية لتوقف الحرب، بل جاء وزير خارجيتها أمس ليؤكد أنها مستمرة.
أمريكا هي الراعي الرسمي للحرب الصهيونية على غزة، حيث تقف بكل ما تملكه الولايات المتحدة من عتاد، وقوات لمساندة هذا العدوان، ومباركته ومواصلته، والغرب يساند بكل وقاحة وصلف، وبينما يعيش قطاع غزة تحت وابل القصف الإسرائيلي ليلا ونهارا، يستمر الحصار الخانق عليها، وبإشراف ورعاية أمريكا، وهو ما يجعلنا أمام حرب إبادة وحشية مروعة تكشف كل العناوين التي يتشدق بها الغرب وأمريكا وتسقطها أرضا.

مذابح متواصلة
وزارة الصحة في غزة أفادت أمس بأن العدو الصهيوني ارتكب خلال الساعات الماضية 10 مجازر كبرى راح ضحيتها 231 شهيدًا، وأعلنت أن مجموع الشهداء منذ بداية العدوان الوحشي بلغ 9488 شهيدًا 70 % منهم من النساء والأطفال، وارتكب العدو صباح أمس مجزرة مروعة باستهداف طائراته لمدرسة الفاخورة في جباليا والتي تؤوي نازحين. وأفادت وزارة الصحة في غزة عن ارتقاء 12 شهيدًا وأكثر من 54 جريحًا جراء استهداف المدرسة.
كما سقط 6 شهداء في قصف صهيوني استهدف منزلًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأفيد عن شهداء وجرحى بعد قصف طائرات الاحتلال منزلًا قرب برج الإسراء وسط قطاع غزة، ونقل عدة إصابات من استهداف طائرات الاحتلال الصهيوني منزلًا لعائلة أبو ريالة بالقرب من مفترق ستبس غرب غزة. وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً مأهولاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة وارتقى شهداء.
كما ارتقى بعد ظهر أمس شهداء وجرحى باستهداف منزل لعائلة الكحلوت بالقرب من مدرسة للوكالة في معسكر جباليا، شمال القطاع. وقصفت طائرات الاحتلال محطة وقود بجوار مخبز الشرق في جباليا شمال القطاع.
وتكثفت غارات العدو الإسرائيلي يوم أمس مستهدفة مستشفيات ومنازل وعمارات سكنية في دير البلح، وخان يونس، وحي الزيتون والشجاعية والنصر، ومنطقة السودانية، وتل الهوى، كما استهدفت أحد المنازل في منطقة تل الزعتر بالقرب من المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، وبالتوازي استهدفت المدافع الصهيونية بالقصف العنيف شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
كما قصف العدو الصهيوني محيط مستشفى القدس في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة بعدد من الغارات، ولم يسلم مخيم المغازي وسط القطاع الذي تعرض لمجزرة بالغارات الإسرائيلية التي استهدفت شماله، وفي مخيم النصيرات جنوب مدينة غزة، الذي تعرض لقصف سابق ، جدد العدو الصهيوني قصفه على المخيم، صباح أمس، وقصف منزلا على ساكنيه، كما استشهد رئيس بلدية الزهراء مروان حمد، وعدد من أفراد أسرته في استهداف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وتعمّد العدو استهداف ألواح الطاقة الشمسية في محيط المستشفيات لمنعها من التغذية بالكهرباء، وقصفت طائراته مولّد الكهرباء الرئيس في مستشفى «الوفاء»، ما تسبب بحريق كبير وخروج المولّد عن الخدمة.
وركز العدو الصهيوني في قصفه على الكوادر الطبية والصحفيين والمستشفيات، حيث أكدت وزارة الصحة أمس أن 150 عنصرًا استشهدوا من الكوادر الطبية، و46 صحفياً، وخروج 16 مستشفى عن الخدمة، وقالت إن المستشفيات في غزة تعيش حالة كارثية في ظل النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية، وأكدت أن العدو يتعمد إرهاب الطواقم الطبية باستهداف بوابات المستشفيات.
فيما أشار القائد في حماس أسامة حمدان إلى أن العدو الصهيوني ارتكب قرابة 1000 مجزرة بحق المدنيين في غزة وآخرها قصف موكب سيارات إسعاف، وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن العدو الصهيوني دمر 55 مسجدا بشكل كامل وثلاث كنائس في غزة.

قد يعجبك ايضا