في عنتريات الصهاينة الوهمية

د. عوض أحمد العلقمي

 

 

المؤمنون كلهم يعلمون يقينا أن الصهاينة هم أجبن خلق الله على وجه البسيطة، وهذا القول لم يأت به كاتب السطور من عنده، أو غيره من الكتاب والمدونين والمؤرخين، بل جاء به رب العباد في القرآن الكريم؛ إذ أشار تعالى إلى ذلك في غير موضع، منه على سبيل التمثيل؛ في سورة المائدة (الآيات من 21 – 25) كيف رفض اليهود تنفيذ الأوامر الإلهية عبر نبيهم موسى بدخول الأرض المقدسة خوفا من القوم الجبارين الذين هم بداخلها، وكم حاول نبيهم موسى إقناعهم بالدخول، لكن الجبن كان قد  تملكهم، والرعب قد سكن قلوبهم، فعصوا ربهم ونبيهم، الأمر الذي جعل موسى يشكو ضعفه وهوانه وقلة حيلته إلى الله، مؤكدا لربه أنه لم يعد معه إلا نفسه وأخوه، طالبا منه أن يفرق بينهما وبين القوم الفاسقين (وهم اليهود من بني إسرائيل، الذين خلّفوا صهاينة اليوم) .
وبعد حقبة من الزمن طلب (يهود الأمس صهاينة اليوم) من نبيهم أن يدعو ربه يُعيّن لهم ملكا ليقاتلوا تحت رايته جالوت وجنوده، ولما عيّن لهم ربهم طالوت ملكا، وأمرهم بالقتال تحت رايته، كعادتهم سيطر على قلوبهم الرعب، وعبث بأنفسهم الخوف، فقالوا لا طاقة لنا بجالوت وجنوده، ولم يبق منهم مع طالوت إلا قلة قليلة، (وهذا في سورة البقرة، الآيات 246 – 250) .
أخي القارئ نكتفي بهذا القدر من مواقف جبن اليهود (الصهاينة)، وتوليهم يوم الزحف، التي وردت في القرآن الكريم؛ لعدم احتمال المقام لأكثر من ذلك من الأمثلة، ونعمد إلى سرد شيء من عنترياتهم الوهمية اليوم، واستعراضاتهم الكذبية على أنظمتنا العربية المرتعشة،  وجيوشها أرباب الكروش البارزة، والرؤوس الغائرة، إذ سمعنا عبر شاشات التلفزة، والقنوات الإخبارية أن جيش الصهاينة الذي يطوق غزة من الاتجاهات كلها، قام أحدهم بالاستدارة بدبابته لأكثر من 180 درجة، أي من الأمام إلى الخلف، ثم أطلق قذيفة من دبابته – وربما أكثر – نحو موقع عسكري قريب منه، في ذلك الموقع جماعة من أجناد الكنانة، لم تتفضل قيادتهم بذكر عددهم، أو عدد القتلى والمصابين منهم، وأشارت القيادتان – قيادة الجاني وقيادة المجني عليه – أن الأمر كان مجرد خطأ غير مقصود من الجندي الصهيوني، الذي كان مصوبا مدفع دبابته نحو عدوه الغزاوي المقاوم في الغرب، ثم فجأة أدار مدفع دبابته نحو عدوه المسالم المستكين في الشرق، وأطلق النار عليه .
غير أن كاتب السطور لم يتقبل معنى الرواية التي قالها الصهيوني ثم أكدها العربي؛ لأن الخطأ يكون مقبولا لو كان الجندي الصهيوني صوب بندقيته نحو جماعة في مكان واحد، فيها عدو له وصديق، ففي مثل هذه الحالة يحصل الخطأ، أما أن تحول بندقيتك من جهة العدو الذي هو أمامك فجأة نحو صديقك الذي هو خلفك فالأمر فيه نظر؛ أولا إن العدو الصهيوني معروف بجبنه ونذالته على مر التاريخ، وقد أتيناك بأمثلة تؤكد ذلك من القرآن الكريم لا تحتمل الشك أو التأويل؛ لذلك فإن الصهاينة من شدة جبنهم غير واثقين من خنوع الجندي العربي واستكانته؛ إذ يخيل لهم أن بندقية الجندي العربي مصوبة نحو ظهورهم، وقد يطلقون النار عليهم في أي لحظة؛ لذلك فإن ما قام به الجندي الصهيوني ليس من قبيل الخطأ، بل كان مقصودا؛ ليشعر الآخر بأنه يستطيع قتال العرب جميعا وفي كل الاتجاهات .
الأمر الآخر، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الصهاينة يعدون العرب والمسلمين كلهم أعداء – المقاومين والمستكينين – ولا يثقون بأحد منهم، مهما حاول العربي الانبطاح لهم، والتمسح بأحذيتهم، والإذعان المخزي لأوامرهم …

قد يعجبك ايضا