الصهيونية والتضامن الرياضي مع فلسطين (1- 3)

د. محمد النظاري

 

 

يظن البعض أن الصهيونية تسيطر فقط على مفاصل الحكم في أمريكا والدول الغربية والمتحالفين معهم من دول العالم الثالث، وإن امتدادها لم يصل للرياضة، وهم مخطئون في ذلك.
فالرياضة أصبحت تدار بأياد صهيونية على مختلف الاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية، ومن الصعب التواجد في تلك المناصب، ما لم يكن مدعوما منها.
يظهر جليا الانحياز للصهيونية، أثناء التضامن مع اليهود أو من يؤيدهم. واعتراض على ذلك يفسر أن فاعله يعادي السامية، وتطبق عليه العقوبات.
بالمقابل فإن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ليس ممنوعا فقط، بل ويجابه فاعله بالازدراء والتحقير، وقد يصل الأمر لمطالبته إما بالاعتذار أو الرحيل.
يدرك الصهاينة أن تعاطف مشاهير كرة القدم مع مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، فيه نقل لهذه المظلومية إلى أكبر عدد من الجماهير، وإيصال حقائق الجرائم الصهيونية للعالم، هو أكثرما يؤرقهم، كونه فضحاً لما يقومون به من إبادة جماعية بحق شعب يداوم لاستعادة دولته المحتلة.
إن الشواهد على الترهيب الصهيوني للاعبي كرة القدم المتعاطفين مع الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، لا يمكن تفصيله في هذا المقال، ولكن سنورد بعض الأمثلة التي اوردها تقرير لقناة الجزيرة:
فاللاعب كريم بنزيمة -لاعب كرة القدم الفرنسي من أصل جزائري- على رأس من تم استهدافهم بهذا الهجوم غير المسبوق، وأعرب بنزيما عن تعاطفه مع سكان غزة عبر صفحته X (تويتر) التي استقبلت 47 مليون زائر، وهذا هو سبب اتهام الوزير الفرنسي السابق تادين مورانو له بأنه مرتزق لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، كما طلبت فاليري بوير من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي سحب الجنسية الفرنسية من بنزيما.
أيضا، تمنى ناصر مزراوي، نجم كرة القدم المغربي ولاعب فريق بايرن ميونيخ الألماني، أن ينتصر الشعب الفلسطيني على الكيان الإسرائيلي، وطالب أحد نواب البرلمان الألماني بطرده من نادي بايرن ميونخ ومن ألمانيا، كما اتهمته صحيفة بيلد الألمانية بدعم الإرهاب، لكن المزروعي لم يتراجع عن موقفه الداعم لغزة.
كما انتقد اللاعب يوسف عتال، (جزائري) لاعب نادي نيس الفرنسي، حكومة الكيان الإسرائيلي في عدة مقالات نشرها، فيما طلب إريك سيوتي من السياسيين الفرنسيين اتخاذ إجراءات ضد يوسف عتال.
أنور الغازي هو أيضا لاعب هولندي ومغربي تم فسخ عقده مع نادي ماينز الألماني بعد أن هاجمته جماهير النادي، على موقفه.
ولم تسلم نجمة التنس التونسية أنس جابر من هذا الهجوم بسبب التهديد الذي تعرضت له، لمنعها من المشاركة في كأس دوري المحترفين للسيدات بعد الشكوى الرسمية التي تقدم بها الاتحاد التابع للكيان الإسرائيلي للتنس.
كما عاقب الاتحاد الأوروبي السباح المصري عبدالرحمن سامح بإزالة صورته من الصفحات الرسمية لهذا الاتحاد، وأكد سامح أنه تعرض للتهديد بالقتل بسبب دعمه لفلسطين.
ولم يسلم مسعود أوزيل، النجم السابق لنادي ريال مدريد، من هذه الهجمات، فنشر تغريدة تحمل علم تركيا وفلسطين، وانتقده معجبوه بشدة بعد تصرفاته.
سنورد في المقالين القادمين، شواهد أخرى من الإرهاب الصهيوني للرياضيين الذي يساندون فلسطين، ويرون أن ما يفعله الكيان الصهيوني، ليس دفاعا عن النفس، بل هو استمرار لمسيرة القتل التي بدأت منذ العام 1948م ضد شعب لا مطلب له سوى تحرير بلاده، تماما كما فعلت مختلف شعوب الأرض.
اللهم انصر اخواننا في غزة، وأرحم شهداءهم واشف جرحاهم، وفك اسراهم، اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

قد يعجبك ايضا