نصرة فلسطين الدولة والمقدسات والمقاومة والقضية الفلسطينية هي مسؤولية كل العرب والمسلمين، كون فلسطين دولة عربية إسلامية، وفيها القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والقضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين المصيرية، وليست مهمة خاصة بدول محور المقاومة، وإن كانت الأخيرة هي الأكثر نصرة ودعما وإسنادا لفلسطين وحقها المشروع في تحرير أرضها وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهي من تدفع ثمن مواقفها المشرفة لنصرة فلسطين ودعم مقاومتها الباسلة ومقارعة كيان العدو الصهيوني والتنديد بالمجازر التي يرتكبها بحق أبناء فلسطين .
مع كل عدوان صهيوني همجي على غزة، يتسابق المنافقون والمرجفون على تحميل المقاومة الفلسطينية ودول محور المقاومة المسؤولية، ويهاجمونها بشكل مكثف من خلال القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، ودائما ما نسمع منهم مطالبات لمحور المقاومة بالتدخل لنصرة فلسطين على خلفية مواقف دول المحور المساندة والداعمة لها، وكأنهم يعيبون على محور المقاومة هذه المواقف التي ترفع الرؤوس وتشرئب لها الأعناق، بمعنى أنهم يستنكرون الوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني، ويرون في ذلك مادة للتندر والسخرية والتهكم وكل ذلك من باب الكيد السياسي وتصفية الحسابات النفعية الرخيصة .
عقب عملية طوفان الأقصى النوعية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية، سارعت قنوات وأبواق أنظمة التطبيع واليهودة والتصهين ومن دار في فلكها من المخدوعين وأصحاب النظريات والأحكام المسبقة ومن في قلوبهم مرض إلى مهاجمة حركة حماس واتهام محور المقاومة بقيادة إيران بالوقوف خلف العملية والذهاب لتخوين حركة حماس وشيطنتها والوقوف إلى جانب كيان العدو الصهيوني من خلال تصوير حرب الإبادة الشاملة التي يشنها على أبناء قطاع غزة بأنها عبارة عن ردة فعل مشروعة، والبعض لم يجد حرجا في اتهام حركة حماس بالإرهاب، وهناك من الغوغائيين وذوي العقليات المأزومة والنظرة القاصرة، من جاهروا بإفلاسهم الديني والقومي والأخلاقي والإنساني وذهبوا للغمز واللمز ضد محور المقاومة، هذا يقول (هيا أين إيران والحرس الثوري وفيلق القدس) وذاك يقول (هيا أين حزب الله وحسن نصر الله) وآخر يقول (هيا وين الحوثيين شغلونا الموت لأمريكا الموت لإسرائيل هيا يورونا عضلاتهم وصواريخهم) وآخر يقول (هيا أين الجيش السوري والحشد الشعبي العراقي)، المهم أشعلوا وسائل التواصل الاجتماعي في مهاجمة محور المقاومة وتركوا كيان العدو الصهيوني دونما أي إدانة أو استنكار للجرائم والمجازر التي يرتكبها أو إشارة إليها .
المهم هراء هؤلاء وترهاتهم غير مستغربة فهم وأمثالهم مجرد فقاعات تتطاير في الهواء لا أثر لها مطلقا، المهم حزب الله دخل في خط المواجهة وبدأ بضرب مستوطنات كيان العدو الصهيوني وفتح جبهة في شمال فلسطين استطاع من خلالها إخلاء ٨٢ مستوطنة صهيونية وتمكن من السيطرة على خط التماس مع العدو، الذي نجح الحزب في جره إلى حرب استنزاف وتحييد قرابة ٤ فرق عسكرية صهيونية في الجبهة الشمالية لفلسطين، كل ذلك ولم نسمع أي تعليق من قبل تلكم الأبواق التي قالت (أين حزب الله) وكذلك الحال فيما يتعلق بسوريا والحشد الشعبي واليمن وإيران كل طرف يسهم بالمتاح والممكن في نصرة غزة وأهلها، ودعم وإسناد مقاومتها في معركة الشرف والبطولة والكرامة التي يخوضها الغزاويون الأبطال بالنيابة عن العرب والمسلمين.
بالمختصر المفيد، نصرة ودعم وإسناد غزة والمقاومة الفلسطينية وسام شرف وعنوان فخر لكل من يبادر إلى ذلك، وليس في ذلك أي مدعاة للخوف أو القلق، محور المقاومة أفعاله في نصرة فلسطين أكثر من أقواله، هو محور قول وفعل، والعار كل العار والخزي كل الخزي للخونة العملاء المطبعين المنبطحين لأمريكا وكيان العدو الإسرائيلي، ولشلة الشقاق والنفاق والدس الرخيص أقول لهم : قبل أن توجهوا سهام نقدكم صوب محور المقاومة عليكم أن تتحرروا من الوصاية والتبعية الأمريكية وأن تتطهروا من دنس العمالة والخيانة، وتثبتوا حضوركم في المشهد الفلسطيني في جبهة المقاومة الفلسطينية ودعما ونصرة لها بالمال والرجال والسلاح، لا كمجرد قطيع من الخونة العملاء الذين لم تسلم فلسطين وشعبها من خيانتكم وعمالتكم ومواقفكم المخزية والمذلة الجالبة للعار الذي سيظل يلاحقكم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.