بعد ثلاثة أسابيع من العدوان الوحشي الصهيوني وجرائمه المروعة بغزة
المقاومة الفلسطينية تزداد تماسكاً وتؤكد عبر نيران صواريخها: لا أمان للصهاينة أينما كانوا
الثورة / متابعة / حمدي دوبلة
الإجرام الصهيوني المتصاعد بحق ملايين المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة والإيغال في إزهاق أرواح أكبر عدد ممكن من الأبرياء لن يحقق نصراً لحكومة كيان الاحتلال ولن يوفر أمناً واستقراراً وحياة هانئة لقطعان مستوطنيه.
كل الوقائع في الميدان منذ عملية طوفان الأقصى وما قبلها وما تلاها من عدوان صهيوني همجي على غزة وقتله آلاف المدنيين الفلسطينيين يؤكد هذه الحقيقة التي تزداد تجذراً يوماً بعد يوم منذ الـ19 يوماً الماضية من العدوان البربري الوحشي وغير المحكوم باي ضوابط أو معايير أخلاقية وإنسانية، بل متسلحاً بدعم مفتوح وغير مسبوق من قبل دول الغرب الاستعماري بقيادة الراعي الأكبر للإرهاب الدولي الولايات المتحدة الأمريكية وما توفره من دعم مادي بالمال والسلاح ومن إمكانيات تكنولوجية وعسكرية ولوجستية وغطاء سياسي ودبلوماسي وبكل أشكال الدعم والإسناد لمجازره المروعة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والتي بلغت حتى يوم امس الأربعاء – بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، 688 مجزرة بحق العائلات، راح ضحيتها 6546 شهيدا و17439 مصابا، ولازال ضعف ذلك العدد تحت الأنقاض وأكثر من نصف عدد هؤلاء الضحايا هم من الأطفال والنساء .
وعلى الرغم من كل تلك المجازر الوحشية والانتهاكات الخطيرة وغير المحكومة بضوابط ومعايير القانون الدولي الإنساني وأخلاقيات الحرب المتعارف عليها دوليا واعتماد الكيان سياسة الأرض المحروقة في القطاع وإبادة أحياء سكنية بكاملها واستهداف المستشفيات والمدارس ومرافق البنى التحتية وحتى الأفران والمخابز لا يزال العدو عاجز عن تحقيق أي من أهدافه بل أن المقاومة الفلسطينية كما يقول خبراء عسكريون مازالت هي من تملك زمام المبادرة في المعركة غير المتكافئة.
وها هي المقاومة الباسلة بعد ثلاثة أسابيع من العدوان البربري الشامل تطال بنيران صواريخها أقاصىي أراضي الكيان في رسالة واضحة مفادها “لا أمان للصهاينة أينما كانوا”
وأعلنت كتائب “القسام”، أمس الأربعاء، قصف مدينة حيفا شمال الكيان الصهيوني بصاروخ “R160” ردا على “المجازر” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، فيما دوت صفارات الإنذار بمنطقة الكرمل قرب حيفا في اقصى شمال الأراضي المحتلة.
وقالت كتائب “القسام” الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيان: “قصفنا مدينة حيفا بصاروخ من طراز R160 رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة”.
وR160” هو صاروخ مطور صنعته كتائب “القسام” وأطلقت عليه الاسم تيمناً بالقيادي الراحل في “حماس” عبد العزيز الرنتيسي، وأعلنت عنه عام 2016.
وأعلن جيش العدو الإسرائيلي، الأربعاء، إن فلسطينيين أطلقوا صاروخاً من قطاع غزة باتجاه منطقة إيلات في جنوبي البلاد، المطلة على خليج العقبة في البحر الأحمر.
وأشار إلى أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة المفتوحة، دون مزيد من التفاصيل.
وأضافت: “في أعقاب الإطلاق إلى منطقة إيلات، تم إطلاق إنذار في قاعدة عوفدا، التابعة لسلاح الجو”.
وكانت صفارات الإنذار دوّت أكثر من مرة في غلاف قطاع غزة منذ صباح الأربعاء.
بدورها، استهدفت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) جنوبي مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية، ونشرت صورة بعنوان “غزة مقبرة جيشكم”.
كما أطلقت المقاومة رشقات صاروخية باتجاه “كيسوفيم” وعسقلان المحتلة.
في غضون ذلك، قال الإعلام العبري إنّ صفارات الإنذار تدوّي في مستوطنات “غلاف غزة”، كما تدوي جنوبي حيفا.
كذلك، أشارت وسائل إعلام صهيونية إلى أنّ “كريات شمونة” التي تضم أكثر من 20 ألف مستوطن “تبدو فارغة تماماً اليوم”.
وأضاف الإعلام العبري: أنّ “حماس تعرف أن في إيلات هناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من غلاف غزة”.
وأعلنت كتائب “القسام”، أمس الأربعاء، قصف إيلات بصاروخ “عياش 250” رداً على المجازر بحق المدنيين الأبرياء.
كما سلّط الإعلام الإسرائيلي، الضوء على غضب المستوطنين وامتعاضهم بعدما تكبّدوا خسائر وصفوها بالفادحة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في المستوطنات المحيطة بـ”غلاف غزة”.
وقال رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات الإسرائيلية: إنّهم يستشيطون غضباً لأنّ حكومة الاحتلال تتخلى عنهم للمرة الثانية (المرة الأولى عند بداية عملية طوفان الأقصى).
وسبق أن تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن وجود نقمة من رؤساء مجالس المستوطنات الإسرائيلية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً وجود فوضى في عمليات نقل المستوطنين من المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، وسط “الكثير من الصعوبات اللوجستية”.
بالتوازي، أعلن الناطق باسم “الجيش” الإسرائيلي: “حتى الآن، أبلغنا 222 عائلة أنّ أبناءهم أسرى”.
وكان أهالي الأسرى الإسرائيليين قد حذّروا رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ من أنّه إذا لم يعد أبناؤهم “فسيزلزلون إسرائيل، إذا تطلّب الأمر، ولن يقبلوا تركهم في غزة”.
وأمس، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لا يعطي الأولوية لملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة “حماس”.
يُشار إلى أنّ الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة أعلن قبل يومين إطلاق سراح أسيرتين إسرائيليتين عبر وساطة مصرية قطرية.
وأكد أبو عبيدة أنّ ذلك يأتي “على الرغم من أنّ العدو الإسرائيلي رفض منذ يوم الجمعة الماضي قبول استلام الأسيرتين اللتين قرّرت كتائب القسام الإفراج عنهما لدواعٍ إنسانية ومرضيّة قاهرة”.
يُذكر أنّ أبو عبيدة أعلن قبل ذلك إطلاق سراح أسيرتين أميركيتين “لدواعٍ إنسانية”، استجابةً لجهود قطرية، وأكد حينها أنّ “إطلاق سراحهما جاء لتثبت القسّام للشعب الأميركي وللعالم أنّ ادّعاءات الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته الفاشية هي ادّعاءات كاذبة”.
وفي موازاة هذا الفشل الصهيوني المتفاقم على أكثر من صعيد تزداد المقاومة الفلسطينية تماسكا وثباتاً وأحكاماً لسيطرتها وامتلاكها لزمام المبادرة ما يجعل الكيان وقادته أمام هزيمة محسومة منذ الساعات الأولى لطوفان الأقصى والتي تؤكد اليوم أن غطرسة وإجرام قادة الكيان لن يوفر استقرارا للكيان الغارق في أزماته المتلاحقة وفي جرائمه الوحشية بحق الفلسطينيين الأبرياء ولا الأمان لقطعان مستوطنيه.