أبو ظبي تدعم إسرائيل بشكل مطلق وتضع قواعدها العسكرية تحت تصرف العدو الإسرائيلي لسحق غزة
إدانة عمليات المقاومة الفلسطينية ضد كيان العدو على منبر مجلس الأمن
الثورة/هاشم الاهنومي (وكالات)
كشف عملية طوفان الأقصى المباركة وجه وحقيقة الإمارات المخزي والمذل.. ففي موقف صادم وغير مسبوق عربيا وإسلاميا، جددت الإمارات إدانة المقاومة الفلسطينية على منبر مجلس الأمن الدولي في ظل تحالف أبوظبي المعلن مع العدو الإسرائيلي.
وفي كلمة ألقتها وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية أمام مجلس الأمن، استنكرت أبوظبي عملية المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، ووصفتها بـ”الجرائم البربرية والشنيعة”.
وقالت في كلمتها: “نكرر أن الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر هي هجمات بربرية وشنيعة، ونطالبها بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الرهائن، لحقن الدماء وتجنيب جميع المدنيين المزيد من الويلات”.
وقبل يومين كشفت قناة فرانس 24 أن طائرات حربية إماراتية تشارك سلاح الجو الإسرائيلي في شن الغارات على قطاع غزة وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
وأكدت مراسلة القناة، نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية مشاركة طائرات حربية عليها علم الإمارات جنباً إلى جانب مع الطائرات الإسرائيلية في قصف غزة.
وقبل ذلك، كشفت منصة “إيكاد” الاستخبارية عن رصد رحلات جوية سرية متكررة بين الإمارات وإسرائيل منذ بدء تل أبيب حربها الدموية على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر الجاري.
وذكرت المنصة في تحقيق نشرته نتائجه على حسابها الرسمي على منصة(X) بأنها رصدت طائرة خاصة إماراتية تتنقل بشكل متكرر بين تل أبيب وأبوظبي.
وقالت المنصة، إن طائرة خاصة من نوع جلوبال 5000، انطلقت من مطار بن غوريون يوم 17 من الشهر الجاري وهبطت في مطار البطين الخاص في أبوظبي.
وذكرت المنصة الاستخبارية، أن الطائرة تعود إلى مجموعة رويال جت الإماراتية، وتحمل الرقم التسجيلي A6-RJC.
وبحسب المنصة، فقد تبيّن أن الطائرة قامت برحلات متكررة بين أبوظبي وتل أبيب، بتواريخ 12 و13 و17 من الشهر الجاري أي بعد اندلاع الحرب على غزة.
وساندت الإمارات بشكل مفتوح إسرائيل في حربها على قطاع غزة، لاسيما في القنوات الدبلوماسية والإعلامية وذهبت حد إصدار بيان غير مسبوق يدين المقاومة الفلسطينية صراحة.
وداخليا، فإن الإمارات الدولة العربية المطبعة التي لم تشهد أي حراك شعبي من أي نوع لمناهضة إسرائيل ومناصرة فلسطين وذلك بسبب السياسية الأمنية الحكومية بقمع الرأي العام في الدولة.
بموازاة ذلك تحول مطار دبي في دولة الإمارات إلى نقطة لتجميع جنود احتياط إسرائيل تمهيدا للانخراط في الحرب المتواصلة للأسبوع الثاني على قطاع غزة وارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين.
وكشفت وسائل إعلام عبرية أن مطار دبي الدولي أصبح نقطة لتجميع جنود الاحتياط الإسرائيليين المتواجدين في دول شرق آسيا، والذين عليهم الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي للقتال في غزة.
وبرزت دولة الإمارات بوصفها المساند الإقليمي الأكبر لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة المستمر لليوم الخامس على التوالي.
وأطلقت الأذرع الإعلامية والحسابات الإلكترونية التابعة للإمارات حملة دعم واسعة لإسرائيل ومحاولة شيطنة فصائل المقاومة الفلسطينية.
كما عمدت الإمارات إلى استغلال علاقاتها الإقليمية لتجنب فتح ساحات أخرى ضد كيان العدو، لاسيما من سوريا.
إذ حذرت الإمارات، النظام السوري من التدخل في الحرب بين الفصائل الفلسطينية والعدو الإسرائيلي أو السماح بشن هجمات من الأراضي السورية على إسرائيل.
وتصدر وسم أولاد زايد صهاينة العرب الترند عربيا وإسلاميا تنديدا بالمواقف الخيانية لدولة الإمارات في دعمها المفتوح للعدو الإسرائيلي واصطفافها معها في حربها المفتوحة على الفلسطينيين.
وأجمع المغردون من مختلف الدول العربية والإسلامية على التنديد بموقف أبوظبي المتحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب فلسطين ومقاومتها.
وأبرز هؤلاء المواقف الخيانية للإمارات وانفرادها عربيا في مهاجمة عمليات المقاومة الفلسطينية والتضامن مع العدو الإسرائيلي.
وأشاروا إلى أنه في كل مكان يتم التضامن فيه مع فلسطين وغزة يحرق العلم الإسرائيلي وعلم الامارات وصور شيطان العرب وعلقوا “أي ذل وأي عار يورّثه أولاد زايد لشعبهم وعلمهم يندعس ويحرق في كل الساحات”.
يأتي ذلك فيما تم الكشف عن حملة قمع إماراتية شاملة داخل الدول لمنع أي فعالية مساندة لفلسطين ومقاومتها بالتزامن مع استمرار حرب إسرائيل على غزة.
وتحدثت مصادر متطابقة عن حملات اعتقال ضد فلسطينيين وعرب يقيمون في الإمارات بسبب تغريدات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي تعبّر عن التضامن مع فلسطين.
القواعد الإماراتية تحت تصرف الكيان
وضعت الإمارات الخائنة للعروبة قواعدها العسكرية الخارجية لاسيما في اليمن تحت تصرف العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية في الحرب المعلنة على فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
أبو ظبي في سبيل سحق غزة
قال الكاتب الأمريكي ويليام ف. ويشسلر: إن الإمارات تتخذ موقفا استثنائيا بين الدول العربية وهي تدعم العدو الإسرائيلي في سبيل سحق غزة والقضاء على المقاومة الفلسطينية فيها.
وذكر ويشسلر أن حكام أبوظبي يتمنون بأن تقضي إسرائيل على حركة “حماس” وبقية فصائل المقاومة الأخرى بشكل سريع قبل أن تصبح المشاعر العامة العربية خارجة عن السيطرة.
وأبرز ويشسلر الإدانات الكبيرة التي صدرت عن المسؤولين الإماراتيين بحق حركة “حماس” وهجومها على إسرائيل، والذي قال إنها توافقت مع موقف أبوظبي العلني الذي اعتبر أن ما فعلته “حماس” تصعيدا خطيرا.
وقال “أخبرني أحد كبار المسؤولين الحكوميين في أبوظبي أنهم فخورون بهذا التصريح، والشعور الذي سمعته من الكثيرين هنا هو أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، وهم أيضا يعرفون أن تكلفة هذا الموقف والذي يعتبرونه صوتا للعقل لن تكون رخيصة”.
وفي الوقت نفسه، أوضح المسؤولون الإماراتيون أيضًا أن العلاقات الاقتصادية بين الإماراتيين والإسرائيليين ستستمر على الرغم من الحرب المقبلة.
وعن ذلك قال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي: “نحن لا نخلط بين الأمور.. الاقتصاد والتجارة مع السياسة” عندما أجاب عن سؤال بشأن مستقبل العلاقات مع إسرائيل في ضوء ما ترتكبه من مجازر بحق الفلسطينيين.
وبحسب ويشسلر، فإن حكام الإمارات يأملون أن تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس بنجاح، وأن تفعل ذلك بسرعة خاصة، قبل أن تصبح المشاعر العامة العربية خارجة عن السيطرة.
لكن الكاتب يحذر من أنه يجب على إسرائيل أن تتوقع أن هذه التصريحات ستمثل على الأرجح ذروة الدعم المفتوح الذي ستتلقاه من الإمارات العربية المتحدة خلال الحرب.
ويتوقع الكاتب الأمريكي ألا تتضمن الدبلوماسية الإماراتية المستقبلية خطابًا مناهضًا لـحماس”، ومن المرجح أن تتبع البيان المشترك الأخير الصادر عن مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، والذي دعا إلى “ضبط النفس”.
وقال “لكن في السر، يأمل الكثيرون في أبوظبي أن تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس بنجاح، وأن تفعل ذلك بسرعة خاصة،” وذلك وفق ما لمسه من الموقف غير الرسمي بين أوساط المسؤولين الإماراتيين.
ويرصد الكاتب قلقا داخل أبوظبي، حتى لو انتصرت إسرائيل بسرعة نسبية على “حماس”، حيث يشعر المسؤولون الإماراتيون بالقلق إزاء تعدد السيناريوهات أخرى.
وذلك مثل أن يفتح “حزب الله” جبهة شمالية، يمكن أن تمتد بعد ذلك بسرعة إلى سوريا وإيران، بل وحتى تشمل الولايات المتحدة – الأمر الذي من شأنه أن يضع الإمارات على الخطوط الأمامية أيضاً.
ويعلق الكاتب: يدرك الجميع أنه إذا ضرب صاروخ أو طائرة بدون طيار من إيران ناطحة سحاب في دبي، فإن معظم المواطنين الأجانب هنا سيتوجهون على الفور إلى الباب وسينهار الاقتصاد غير النفطي في الإمارات.
ومن أجل ذلك، كانت الإمارات جزءاً من موجة الدبلوماسية العارمة في جميع أنحاء المنطقة خلال الأسبوع الماضي لإرسال تحذيرات إلى إيران وحلفائها.
والسيناريو الثاني احتمال قيام المواطنين العرب، الغاضبين بشكل متزايد من مقاطع الفيديو التي تصور معاناة الفلسطينيين في غزة والتي يتم حشدها من قبل جهات فاعلة مثل جماعة الإخوان المسلمين، بتوسيع احتجاجاتهم، والبدء في نهاية المطاف في أعمال الشغب، وربما يشكلون تهديدًا لاستقرار دول مثل مصر والأردن – الشركاء الأمنيين الرئيسيين لإسرائيل.
ويعتبر ويشسلر أن هذا السيناريو ليس بعيد المنال، وهو سيناريو لا تريده الإمارات أيضا، التي رأت انتفاضة 2011 في مصر أفرزت وصولا سريعا لجماعة الإخوان إلى حكم البلاد قبل أن يتم الانقلاب العسكري عليها.