حرب إبادة برعاية أمريكا والغرب الكافر..إجرام يتجاوز الوصف ودوس على القوانين الدولية

العدو الصهيوني يواصل ارتكاب المجازر..قصف شامل يدمر أحياء كاملة و7 آلاف شهيد

الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان والقانون الدولي مجرد عناوين زائفة لا قيمة لها وقد أصبحت من الماضي

الثورة / فلسطين المحتلة
واصل العدو الصهيوني حرب الإبادة الإجرامية على قطاع غزة، وارتكب يوم أمس الأربعاء مجازر جديدة مروعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث قصف عدداً من المنازل والأبنية السكنية في مخيم البريج، وعمارة التاج 3 وشارعي اليرموك والجلاء وسط القطاع..
ولليوم التاسع عشر على التوالي يستمر العدو الصهيوني المارق في استباحة قطاع غزة بالقصف الشامل والمدمر، وبالاستهداف المركز للمدنيين في المساكن والبنى والتجمعات، حيث سجل عداد الشهداء ارتفاعا متصاعدا يزداد في كل لحظة، ووصل يوم أمس عدد الشهداء إلى 7 آلاف شهيد، وما يقارب 18 مصاباً.
ويوم أمس ارتقى مئات الشهداء في الحرب الصهيونية الوحشية على غزة، وقالت مصادر إن عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة جديدة ارتكبها العدو باستهداف عدد من المنازل والأبنية السكنية في مناطق وسط قطاع غزة، وقالت إن العدو ارتكب مجازر جديدة بعد أن قصف عدد من المنازل والأبنية السكنية في مخيم البريج، وعمارة التاج 3 وشارعي اليرموك والجلاء وسط القطاع.
وأسفرت هذه المجزرة، عن ارتقاء عشرات الشهداء من بينهم أطفال، وجرح آخرين، لم يتم إحصاء عددهم كاملاً لصعوبة وتعذّر انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وذكر مراسل قناة الميادين الفضائية أنّ القصف الصهيوني على شارعي اليرموك والجلاء ومخبز الشرق، دمر الأحياء بالكامل، وأشار إلى أنّ العدو ارتكب واحدة من أكبر المجازر على قطاع غزة في منطقة اليرموك، مفيداً بأن أكثر من 10 منازل سويت بالأرض في منطقة اليرموك ولا حصيلة نهائية حتى الآن لعدد الشهداء.
وبالتزامن، استهدف العدو الصهيوني عدداً من المنازل في خان يونس والنصيرات وجباليا وتل الهوا ودير البلح، وأيضاً أرض مجاورة لمستشفى الوفاء وسط مدينة غزة، وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية أن هذا القصف الإجرامي أدى إلى عشرات الشهداء والإصابات وتدمير عشرات المنازل».
كما أفادت الأنباء بأن عشرات الأطفال استشهدوا أمس، ليضافوا إلى عداد الشهداء من الأطفال، الذي وصل إلى 2700 طفل شهيد، وآلاف المصابين، ويوم أمس ارتفع العدد بعد استهداف الصهاينة صالة الطيب في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأضافت الأنباء أن 13 شهيداً على الأقل وأكثر من 35 مصاباً في إثر قصف طائرات العدو الصهيوني منزلاً لعائلة الكحلوت بمخيم جباليا يوم أمس، وأشارت إلى أن العدو قصف منزلاً في شارع الثلاثيني وسط مدينة غزة.
هذا وقالت منظمة «الأونروا» إنّ الساعات الـ 24 المقبلة، ستكون حرجة للغاية على قطاع غزة، وحذرت من أنه «إذا لم يتم السماح بدخول الوقود إلى غزة على الفور، فإن الوكالة سوف تضطر إلى وقف جميع عملياتها الليلة».
كما أعلنت استشهاد 3 موظفين آخرين من الأونروا، ليصل المجموع إلى 38 موظفاً استشهدوا هناك منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة، فيما ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 23 شهيدا، في الوقت نفسه استهدفت الآلة الحربية للعدو الصهيوني أسرة الإعلامي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في غزة، ما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه وابنته.
وكانت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد الشهداء إلى 6546 شهيداً منهم 2704 أطفال و1584 امرأة، و364 مسناً إضافة إلى إصابة 17439 مواطناً بجراحٍ مختلفة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
والجدير ذكره، أنّ احصائية وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة اليوم لا تشمل عدد الشهداء الذين ارتقوا من جراء المجازر التي ارتكبها الاحتلال في الساعات الأخيرة، فيما يتواصل العدوان الصهيوني لليوم ال19 على التوالي مع تصاعد غير مسبوق في القصف الصهيوني الإجرامي على منازل المدنيين في القطاع.
وتتواصل حرب الإبادة بدعم أمريكي وغربي مفتوح للعدو الصهيوني، فمنذ بداية الحرب الإجرامية احتشدت أمريكا والغرب لدعم وإسناد العدو الصهيوني عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا، قبل ذلك وفر الغرب وأمريكا للعدو الصهيوني الضوء الأخضر لاستباحة غزة وإبادتها بالكامل.
وفي جديد ذلك وصل الرئيس الفرنسي ماكرون يوم أمس الأول إلى تل أبيب ليعبر عن تضامنه ودعمه المفتوح للعدو الصهيوني، بالتزامن كان مجلس الأمن يشهد جلسة طارئة لمناقشة مشروع قرار أمريكي يتضمن دعما للكيان الصهيوني تحت عنوان «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، بهدف منح حرب الإجرامية غطاء دوليا، وفي الجلسة كان ممثلي الدول الغربية والأمريكية يعيدون تكرار ذات المواقف الداعمة للعدو الصهيوني.
بدعمها الحرب الوحشية الإسرائيلية ضدّ قطاع غزة، تتصرّف دول الغرب وأمريكا بمنطق المنتصر الذي يستطيع فرض الشروط، وبلعدد الهائل من الشهداء والمصابين المدنيين والكمّ الكبير من الدمار في غزة، حاولت فرض شروط الاستسلام على حركات المقاومة في غزة وفق ما أظهره مشروع قرار قدمته أمريكا إلى مجلس الأمن، تطلب فيه عملياً استسلام حركة المقاومة في غزة، مشروع القرار المأزوم كان يراهن على شيء واحد فقط، هو الاتكاء على حرب الإبادة المعلنة في غزة لتثبيت شروط الاستسلام.

حرب إبادة معلنة
«لقد أمرتُ بفرض حصار كامل على قطاع غزّة. لن يكون هناك كهرباء ولا طعام ولا وقود، كل شيء متوقّف. نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرّف وفقاً لذلك». هذه كلمات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريحه في 9 أكتوبر 2023، وهي تعبّر بوضوح عن سياسة التجويع والعقاب الجماعي وتجريد شعب بأكمله من إنسانيته، ويعكسها القصف الإجرامي الشامل على رؤوس الأطفال والمدنيين في غزة.
وعلى رغم أن القانون الدولي يعتبر هذه التصريحات التي تعبر عن نية الإبادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، جريمة موصوفة بالإبادة، وضد الإنسانية، وعلى رغم أن العدو الصهيوني يواصل التطبيق الحرفي لتلك التصريحات، باركت أمريكا والغرب الكافر ودعمت وساندت واحتشدت بكل قواها لتنفيذ جرائم الإبادة والحرب وضد الإنسانية، ومنحت العدو الصهيوني الضوء الأخضر لاستباحة كل شيء في قطاع غزة، معبرة بوضوح عن أن القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان كانت مجرد كذبة زائفة لا محل لها في الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة.
وتواصل أمريكا والدول الغربية تقديم الدعم غير المشروط للكيان الصهيوني لتنفيذ حرب الإبادة التي أعلنها ويشنها منذ 19 يوما، حتى في ظل ما يشاهده العالم من مذابح مروعة يستمر الموقف الغربي الأمريكي في الاحتشاد.
لقد أوضحت حرب الإبادة الصهيوأمريكية والدعم الغربي لها، دون مواربة زيف تصريحات السياسة الخارجية لأمريكا والغرب تجاه بقية العالم بشأن أهمّية حقوق الإنسان والقانون الدولي وبناء الديمقراطية، وفيما تقول الإدارة الأمريكية إن الديمقراطية الإسرائيلية «حيّة ومتينة»، تقول غزة بأن أكثر من مائة عائلة فلسطينية ذهب أفرادها شهداء دون استثناء، ومسحت من السجل المدني في غزّة.
تنصّ قوانين الحرب في جوهرها على التقليل من المعاناة الإنسانية إلى حدّها الأدنى في خلال الصراعات المسلّحة، غير أن الحصار الشامل على غزة يضع المدنيين أمام إبادة جماعية، وذلك انتهاك للقانون الدولي بل وإسقاط له في الوحل، وقد فعلت أمريكا والغرب ذلك بكل وضوح.

قد يعجبك ايضا