إعلام بعض الدول العربية ساير الإعلام الغربي في نقل الحقيقة حول حرب غزة
الولايات المتحدة والغرب ضللوا العالم
التصريحات الدولية حول انهيار اقتصاد العالم المرتبط بدولة العدو وسيلة لإنقاذ الصهاينة
الثورة/ محمد الجبري
تسعى الدول الغربية عن بكرة أبيها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى محاولة إنقاذ دولة الاحتلال الصهيونية من الهزيمة أمام فصائل المقاومة في غزة بشتى الوسائل والطرق غير آبهة عن البحث حول مدى مشروعيتها، حيث تمثلت بالسماح للصهاينة وطيرانه بارتكاب أفظع الجرائم والانتهاكات الصارخة ضد الإنسانية والقوانين الدولية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي وعبر وصول الدعم بكل أشكاله العسكري والمالي عبر منظمات وهيئات ومؤسسات دولية تعمل لصالح كيان الاحتلال كشفت الحرب ارتباطاته بها.
وكانت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن أولى الدعم الأمريكي من الشيطان الأكبر، حيث سعى عبر تصريحه إلى إضفاء شرعية لهذا العدوان الهمجي ومجازره الوحشية ضد أبناء فلسطين من غزة والضفة.
وكان دخول البوارج العسكرية الأمريكية الكبيرة هو توصيل رسالة أخرى من الولايات المتحدة أنها سوف تسير في خطى دعم الاحتلال القاتل والغاصب إلى النهاية، ضاربة كل القوانين الدولية والتصريحات الدولية عرض حائط.
ويرى مراقبون ومحللون سياسيون، أن التصريحات الدولية حول تخوفات من انهيار اقتصادي عالمي بسبب الحرب في غزة لا يُستبعد أن تكون وسيلة من اجل إخراج الدولة الصهيونية من مستنقع الهزيمة في الحرب، التي لم يتوقعوا فيها كل هذه الأحداث والرد.
صندوق النقد والبنك الدوليين
أعلن صندوق النقد الدولي أمس الأربعاء، بأن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة من شأنها أن يكون لها تأثير تدميري على النشاط الاقتصادي في المنطقة بشكل عام، معرباً عن أسفه إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح.
وحذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا في مؤتمر استثماري بالرياض “مما يحدث في الشرق الأوسط وأن الحرب في غزة تؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة مصر ولبنان والأردن، وحذرت قادة في قطاع المصارف الدولي من أن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة قد توجّه ضربة قوية للاقتصاد العالمي.
وقالت كريستالينا جورجيفا : “هناك دول تعتمد على السياحة، كما أن تكلفة التأمين، في حال نقل بضائع، سترتفع” كل ذلك عبر عن تخوفات صندوق البنك الدولي.
من جانبه، أكد رئيس البنك الدولي أجاي بانغا، إن “العالم في وضع أكثر خطورة” وإنه ليس كالمعتاد نتيجة للصراع بالشرق الأوسط؛ داعماً كل التصريحات السياسية والاقتصادية العالمية من أن الحرب في غزة تسببت وسوف تسببت انهياراً لاقتصاديات العالم.
وأضاف -خلال المؤتمر السنوي لمبادرة مستقبل الاستثمار- أن العوامل الجيوسياسية تمثل أكبر خطر على الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، محذراً من أن تلك المخاطر “تميل إلى التحرك” بسرعة، لذا لا ينبغي تجاهل مثيلاتها الأخرى.
وان عوائد سندات الخزانة الأميركية تراجعت بشكل حاد وفق تقرير اقتصادية بعد أن كانت ارتفعت لأجل 10 سنوات، الاثنين الماضي، فوق 5% للمرة الأولى منذ يوليو 2007.
يذكر أن هناك العديد من التصريحات لمسؤولين كبار في المجال الاقتصادي التي تدعم فكرة أن الاقتصاد العالمي على وشك الانهيار بسبب الحرب وانهيار اقتصاد دولة الاحتلال.
لكن يظل السؤال المُلحّ لماذا هذا الكم الهائل من هذا التصريحات في هذا الوقت؟ مما يؤكد أنها وسيلة لإنقاذ الاحتلال من مأزقه لا يمكنه الفكاك منه كما يرى محللون اقتصاديون وسياسيون.
الإعلام المضلل
حدث تظليل ممنهج ومتعمد في نقل أحداث الحرب في غزة، حيث كانت قنوات بعض الدول العربية سايرت الإعلام الغربي في نقل نصف الحقيقة في حرب غزة تبث الحقيقة الناقصة حول ما يجري هناك، فعرض جرائم الاحتلال وطيرانه في استهداف كل مقومات الحياة في قطاع غزة لم يكن منه نقل ما يجري هناك بقدر ما كان نقل صورة سلبية ونمطية أن الجرائم التي تحدث لابد أن تنتهي، حيث أن الحرب كلها هي نجاحات متواصلة للعدو دون حدوث أي إنجاز للمقاومة أو للعرب وأن مصير كل عربي حر يحاول الخروج من التبعية سيكون مصيرة نفس قطاع غزة.
إن المقاومة من كتائب القسام وسرايا القدس والفصائل المقاومة في غزة سطرت أروع الصور الباسلة بدك العدو الإسرائيلي في قعر مستوطناته مخلفة دماراً كبيراً أحدثه ضد العدو، لكن إصرار الإعلام على نقل الصورة ناقصة هي جريمة ولا تقل عن تشويه ذلك الانتصار الذي يحققه أبطال المقاومة كل يوم بمواجهته قوات الاحتلال.
مما يؤكد أن العدوان استطاع في اختراع الإعلام العربي لبعض تلك الدول كما يعمل على تزييفها في قنواته التي تبث الأكاذيب والحقائق الناقصة لشعوبها.
فلم يبث الإعلام القصص الإنسانية بصورة وافية ولم يُنشر التعامل الراقي لفصائل المقاومة مع أسرى الحرب وكأنها موجهة نحو هدف محدد لا تستطيعون الخروج عنه.
إن قنوات المقاومة التي تبث كل تلك القصص الناقصة عساها تكسر ذلك التضليل لتغير مجرات الأحداث لكن يظل قناعة الدول العربية بقنواتها هي المسؤول الأول عن نقل الحقيقة حول ما يحدث هناك، فهل تستطيع خوض عواقب ذلك ولو لمرة واحدة لتكون أكثر مصداقية؟
خسائر العدو الصهيوني
تتكبد دولة الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة جراء حربها مع غزة تقدر بمليار شيكل يومياً أي بما يوازي 250مليون دولار؛ ما استدعى من وزير المالية العدو بتسلئيل سموتريتش أمس الأربعاء وضع معالجات لذلك وأبدى قلقه من خفض النظرة المستقبلية لإسرائيل، وأنه لا يوجد وقت لنتنفس وأن الميزانية الحالية لإسرائيل “لم تعد مناسبة”.
إن خطر الصواريخ وصفارات الإنذار المستمرة تحذير وشعور بالصدمة تسببت في خلق اهتزاز حقيقي للاقتصاد الصهيوني في العالم، فقد كانت عوامل ساهمت في انحساره وربما مع الوقت نحو الانهيار الوشيك، فالأحداث القائمة اليوم بسب الحرب مختلفة عن أي شيء آخر تعرض له الاقتصاد منذ عقود.
توقفت الرافعات التي تنتشر في أفق تل أبيب وأغلقت المدينة مواقع البناء، وأفاد تقرير صناعي أن توقف النشاط في هذا القطاع وحده يكلف الاقتصاد ما يقدر بنحو 150 مليون شيكل (نحو 37 مليون دولار) يوميا.
وقال راؤول ساروجو، رئيس جمعية بناة إسرائيل “هذه ليست ضربة للمقاولين أو رجال الصناعة وحدهم.. إنها ضربة لكل أسرة في إسرائيل”. خصوصا مع احتمال حدوث حرب برية وشيكة لغزة واحتمال تحول الحرب إلى صراع إقليمي.