*قاوِم .. قاطِع منتجاتهم*

وليد أحمد الحدي

 

قد تتفاجأ عندما تشارك منشوراً أو صورة تتعاطف من خلالها مع مظلومية ما أن تقوم بعض مواقع التواصل الاجتماعي كالميتا والانستغرام واليوتيوب بحذف ذلك المحتوى، وفي بعض الأحيان تقوم بتقييد الحساب لفترة زمنية معينة بحُجة انتهاكه للقواعد المتبعة، يُقصد بقواعد مالك الموقع الذي ينظر بعين واحدة ويكيل بمكيالين رغم أن تلك الصورة أو ذلك المنشور لا يخالف أياً من القواعد أو القيم الأخلاقية، ولا يسيء لشخص أو دولة، فقط يقوم بلفت انتباه العالم إلى ما يحدث من اختلالات بُغية معالجتها والوقوف إلى جانبها كالجرائم التي تُرتكب اليوم بحق شعب أعزل في غزة، للأسف ليست هناك معايير محددة، فما يتوافق مع أجندة ملاك تلك المواقع والمنصات وما يخدم توجهاتهم هو القانون بالنسبة لهم، ولا نملك من أمرنا شيئاً سوى التجاوب والحذر في قادم المرات عند نشر أي محتوى، ومن قال حقي غلب كما يقول المثل الشعبي، لكن في المقابل بمقدور أي أحد منا توجيه ردة فعل على تلك الإجراءات المزاجية التي تضطرنا الحديث في اتجاه محدد من خلال المقاطعة، ولا أقصد مقاطعة تلك المواقع، بل منتجات تأثير مقاطعتها سيتسبب بأضرار كبيرة، فعلى سبيل المثال بدلا ً من تناول وجبة ماكدونالدز وبيتزا وكنتاكي أو شرب بيبسي وكوكاكولا يذهب جزء من قيمتها لشراء صاروخ أو قنبلة تسقط على رؤوس إخواننا وأهلنا في غزة، فيمكن الاستعاضة عنها بمنتجات محلية تدعم اقتصادنا، ولئن تستمتع بشرب فنجان قهوة بن محلي أفضل من ستاربكس ومنتجاتها سعراً وجودة، وكما هم أحرار بمنصاتهم ومواقعهم يقومون بتوظيفها بما يخدم أجندتهم، ويقبلون بنشر ما يرغبون ويمتنعون عن نشر ما لا يتفق مع هواهم، فنحن ايضاً أحرار بأموالنا ومن حقنا أن نضعها في المكان الصحيح.
ولا يُشترط تفعيل سلاح المقاطعة فقط عند سماعنا بحرق القرٱن الكريم في دولة ما أو الإساءة لنبينا الكريم، بل يجب أن يصبح ذلك سلوكاً متبعاً ونمط حياة نتعايش معه بشكل دائم، لا كمهرجان ينتهي بانتهاء الحدث، وأن نقاطع تلك المنتجات كمقاطعتنا لكل ما يضر بصحتنا وحياتنا، وهي بالمناسبة منتجات غير صحية لا تضر بصحتنا فحسب بل وبكرامتنا وقضيتنا وحريتنا وديننا .
يجب أن تُدرك تلك البلدان المعادية أن لكل فعل رد فعل، وأنهم بحاجة أموالنا أكثر من حاجتنا لبعض خدماتهم، وكلٌ حر بما لديه، كما يجب أن لا نحدد مناسبة أو فترة زمنية لتلك المقاطعة اذا أردنا إيلام العدو ومن يتعاون ويتعاطف معه أو يسانده، فعقوبة مقاطعتنا لمنتجاته ستطالُه لا محاله .
تخيل وأنت تشاهد قائمة بتلك المنتجات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإيطالية والألمانية (الضارة) التي ساندت الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والموقف، وباركت قتل أطفالنا وشبابنا في غزة، وهي معلقة على أبواب البقالات والسوبر ماركتات وفي واجهة الأسواق التجارية، ألن يكون ذلك سبباً في ارتفاع منسوب وعي الجمهور بضرورة مقاطعة تلك المنتجات والاستعاضة عنها بمنتجات وطنية نستفيد ويستفيد اقتصادنا منها ؟
ألا يستحق أهلنا في غزة تفعيل سلاح المقاطعة كأقل واجب وتعبير عن الوقوف إلى جانب مظلوميتهم وفق الإمكانيات المتاحة؟

قد يعجبك ايضا