
لقاء /نجلاء الشيباني –
قرارات مجلس الأمن الأخيرة تقف في صف وحدة اليمن واستقرار أراضيه
تنفيذ مخرجات الحوار بشكل صارم يقي من الانزلاق صوب دعاوى الانفصال والعنف والصراعات المذهبية
الاعتذار للجنوبيين وإسقاط أحكام بحق قياداتهم مهد الطريق لطي صفحة الماضي المؤلم
أثبتت الوحدة في 22 مايو 1990م للعالم أن اليمن واحد في الخريطة العربية والدولية وإنها قادرة على إعادة وحدة الصف اليمني الذي مزقه الاحتلال وإعادة ترتيب البيت اليمني ,وحققت حلم أبنائها الشرفاء في الجنوب والشمال الوحدة المباركة لم تأت من فراغ وإنما أتت ملبية لرغبات أبناء اليمن ككل بعد مسيرة طويلة من الكفاح والنضال.. الدكتور عبدالعليم با عباد مستشار أمين العاصمة يتحدث لـ(الثورة) عن هذا الانجاز الوحدوي العظيم وايجابياته على كل أبناء اليمن.. مزيد من التفاصيل تجدونها في سياق هذا الحوار :
• الوحدة اليمنية لم تأت إلا بعد نضال طويل لتحقيق رغبة الشعب للوحدة ..هل بالإمكان أن تحدثونا عن صناعة الوحدة وكيف تمت ..¿
– المتأمل في كيفية تحقيق الوحدة يجد أنها جاءت بعد نضال للحركة الوطنية تحقق فيها قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر التي شكلت المنطلق للعمل الوحدوي..وهذا العمل جاء بسلسلة من اللقاءات والبيانات وضعت الخيارات للوصول إليه.. وتم تشكيل عدد من اللجان الوحدوية في الشطرين تعمل لتحقيق هذا الهدف.. الجدير ملاحظته في مسيرة العمل الوحدوي..أن كل تقدم يتم تحقيقه في هذا الجانب كان في الغالب يحدث بعد احتدام الصراع بين الشطرين وبلوغه الذروة بانفجار الصراع بعمل مسلح ..ثم سرعان ما يتوقف الصراع ليتم بعدها جلوس قادة الشطرين ليتدارسوا كيفية تحقيق الوحدة…وهو الأمر الذي كان محل استغراب الأشقاء والأصدقاء على حد سواء يتضح ذلك من خلال بنود بيان القاهرة وطرابلس بعد صراع عام 1972… وكذا بيان الكويت أواخر مارس 1979 ..بين قيادتي الشطرين حينها ..والأهم من كل ذلك أن الجامعة العربية وقممها وبياناتها كانت حاضرة فاعلة ومباركة لهذه الجهود… الملاحظة الثانية..انه بعد كل اتفاق متقدم يأتي بعد صراع…أو أثناء كل وفاق ما يلبث أن تتعثر خطوات تنفيذه وذلك بسبب عوامل الشد والجذب الإقليمي والدولي الضاربة في أعماق البلد شمالا وجنوبا..مثل أحداث عام1977 في الشمال أو أحداث عام 1978 في الجنوب.. استمرت اللجان الوحدوية بالعمل وتواصلت اللقاءات على مستوى قيادة البلدين وعقدت لقاءات في صنعاء وعدن وتعز منذ العام 1980م حتى نوفمبر 1989م.. وتكون المجلس السياسي الأعلى ليتولى إصدار قرارات عدة تمهد لهذا اليوم العظيم يوم إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م.. عندما تغيب حقائق التاريخ يبدو هذا العمل وكأنه وليد الصدفة والسرعة..والحقيقة أن بند بيان القاهرة عام 1972م.. وكذا بيان الكويت مارس 1979م كانا قد أقرا تشكيل لجنة صياغة الدستور للانتهاء منه خلال أربعة أشهر.. ليعرض على مجلسي الشعب في الشطرين للاستفتاء عليه..ومن ثم تشكيل مجلس شعب موحد منتخب للشطرين…وهذا ما تحقق مؤخرا بعد تحقيق الوحدة.
(تحديات )
• هناك تحديات حاولت إعاقة سير الوحدة اليمنية.. هل يمكنكم اطلاعنا عن أهم تلك التحديات ..¿
– بكل تأكيد الوحدة كعمل وطني وقومي خلاق كان لابد وأن تواجهه تحديات عدة داخلياٍ وخارجياٍ..لكن يمكن القول أن أبرز هذه التحديات كانت إقليمية ودولية في المقام الأول سيما والقوى الكبرى تتمترس خلف هذه التحديات وتقف بالمواجهة في شطري الوطن..فالجنوب مع الشرق..والشمال مع الغرب أو مع حلفاء الغرب..وهذا ما كان يشكل تحديا يحول دون تنفيذ أي اتفاق..لكن الأشواق الوطنية والقومية وثقافة الحركة الوطنية كانت متغلغلة في صفوف قيادة البلدين ..وهو ما تم تجاوزه والتغلب عليه… وغني عن القول أن صراع الإيديولوجيات كان يشكل تحدياٍ كبيراٍ عل? مستو? الداخل…كمنعكس لتأثير الخارج..لكن بفضل الله تم التغلب على هذا الصراع باستحضار الصورة الوطنية الصحيحة للفكر
• برأيك حرب 94 انقلاب على الوحدة أم تصفيات بين القوى الحاكمة¿ هل هي هذا أو ذاك .¿
– التاريخ هو الذي سيحدد ..لكن الأهم أنها جزء من تاريخ مؤلم نتمنى أن نتجاوزه بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بشأن القضية الجنوبية وخصوصا النقاط العشرين..والعشر..ولعل اعتذار الحكومة للجنوب وإسقاط الأحكام بحق القيادات الجنوبية والتمهيد لعودة بعض القيادات يمهد لطي صفحة الماضي المؤلم…ويدل على أن الانقلاب عل? شريك الوحدة كان مقدمة لإعلان الانفصال..
(دولة الأقاليم )
• في ظل دولة الأقاليم …كيف يمكن تعميق الوحدة اليمنية في نفوس الشعب
– دولة الأقاليم تضمن التساوي في بناء الدولة الاتحادية والتساوي في توزيع السلطة والثروة وهذه تمنع طغيان النفوذ الجهوي والقبلي والعسكري على أي إقليم تحت مبررات كاذبة.. الوحدة بناء ومشاركة وتساوي وعدالة. ومن يرى أنها طريق للاغتناء وسبيل لتفريغ قوة النفوذ فهذا خاطئ.
• الهوية المشتركة في ظل الدولة الاتحادية كيف يمكن تعزيزها ¿
– تتعزز الهوية المشتركة في ظل الدولة الاتحادية بإفساحها المجال للخصوصية في كل إقليم… إن من شأن ترك مساحة لحرية الإدارة في هذا الإقليم أو ذاك وكذا مشاركة أبناء الأقاليم في إدارة إقليمهم..ومساهمتهم في إدارة الدولة ككل يجعل مما يعتبرها البعض هوية متميزة لهذا الإقليم خصوصية من شانها تعزيز الهوية المشتركة العامة للشعب…والعكس صحيح فإن إلغاء الخصوصيات يجعل منها هويات ربما تبعد وتخلق جدرانا عازلة مع الهوية الجامعة.
(دعوات الانفصال )
• ما هو رأيكم حول دعوات الانفصال والعنف المسلح والصراعات المذهبية والسياسية وأثر ذلك على الوحدة¿
– لا بد من التفريق بين كل تيار من هذه التيارات وأثرها على الوحدة..هناك دعوات من شأن استمرارها أن تصدع البناء الاجتماعي والسياسي ..وهناك دعوات سياسية هي عبارة عن ردات فعل لأفعال غير مسئولة لم تفقه مآلات سياساتها وهناك العنف المسلح بنوعيه ..وهو الأخطر على الأمن الاجتماعي… وتنفيذ مخرجات الحوار بشكل صارم يقي من الانزلاق إلي أي من هذه الدعوات.
• وسائل الإعلام المؤججة لتلك الدعوات ..من المستفيد منها¿
– في تقديري لا يوجد وطني عاقل و شريف فرداٍ كان أو تياراٍ مستفيداٍ من هذه الدعوات ..وإذا كان هناك من يظن أنه سيستفيد من هذه الدعوات فهو مخطئ في تقديره .. إن من يزرع الشر لن يجني سوى الدمار ولن يكون بمنأى عنه.. كل من يحاول إيقاف دوران عجلة الحياة إلى الأمام ربما يظن أن هذه الدعوات تساعده في تحقيق هدفه وهذا حساب خاطئ يكفي أنه يندرج في خانة الحسابات غير الوطنية..
• الإرهاب والخلافة الإسلامية مشروع الإمارات الإسلامية ..هل يندرج ضمن مخططات الانفصال والقضاء عل? الوحدة¿
– لا أعتقد ذلك للفروق الجوهرية بين هذه الدعوات والتيارات وبين دعاة الانفصال..فبينما هذه الدعوات لا تؤمن بجغرافيا محددة وإن ادعت بتحقيق الإمارات الإسلامية في بعض المناطق فهذا هو الميسور والممكن في حسبانها. لكنها دعوات تتخطى الحدود وتؤمن بالأحقية في كل مكان تستطيع إقامة حكمها فيه وبغض النظر عن جنسية رعايا هذه الإمارات الإسلامية إن كانوا من عدة دول إن هذه الدعوات تندرج ضمن مخططات الانفصال المجتمعي وليس الجغرافي ولهذا قد تتقاطع مصالح هذه التيارات مع مصالح تيارات أخرى تر? من مصلحتها عدم استقرار البلاد..
(مخرجات الحوار )
• محاولات اعاقة تنفيذ مخرجات الحوار.. هل هو تكرار لسيناريو 94م¿
– هناك فارق في طبيعة الظروف ونوعية الاصطفاف بين القوى السياسية في 94 عما هي عليه حالياٍ.. والمجتمع الدولي ووقوفه في وجه المعيقين..والحالة التي وصلت إليها كل الأطراف تفرض التسليم بالأمر الواقع..مكره أخوك لا بطل.
• كيف ترون التحديات التي تواجه الوحدة في ظل التحولات السياسية والتاريخية لليمن¿
– هي تحديات لا شك كبيرة..لكننا نتفاءل بأن اليمن بكافة قواه الوطنية الشريفة سيتمكن من تجاوزها..خصوصا إذا أدرك الجميع إن الانهيار لا سمح الله هو نقطة اللاعودة إلى دوائر الحلول الممكنة وبالتالي على+ الجميع التحلي بالصدق واستشعار المسؤولية..ولعل التحدي الاقتصادي بعد الأمن هو ابرز هذه التحديات.. لهذا لا بد من أن تكون مخرجات الحوار بمثابة المشروع الوطني الذي من خلاله نميز بين السلوك الصحيح والخاطئ..وينبغي أن تقف أجهزة الدولة المختلفة إلى جانب المشروع الوطني..ولتحقيق مخرجات الحوار..وفي وجه المعرقلين أياٍ كانوا..
(وحدة اليمن )
• ما هو رأيكم بموقف المجتمع الدولي من الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته¿
– بطبيعة الحال هو موقف واضح وصريح وجماعي وموحد وذلك في كل قرارات مجلس الأمن( 2014.2051) وكذا القرار الأخير..2141 ..كلها تقف مع وحدة اليمن وسيادته واستقرار أراضيه وهذا موقف واضح وليس فيه لبس بقي استثمار هذا الموقف لصالح إنفاذ الحلول والمخرجات بشكل جدي.
