غزة الصامدة.. والإجرام الصهيوني المستمر

عبدالفتاح البنوس

 

 

شكلت عملية طوفان الأقصى النوعية التي نفذها أبطال كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس بالتنسيق مع حركات المقاومة الإسلامية الفلسطينية علامة فارقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، حيث أظهر خلالها أبطال المقاومة الفلسطينية تفوقا ملحوظا في الجانب العسكري والتكتيكي واللوجستي والاستخباراتي، وأظهرت في المقابل حالة عكسية لدى قوات كيان العدو الصهيوني التي بدت هشة وضعيفة وغير مؤهلة لمواجهة أبطال المقاومة الذين مرغوا أنوفهم في الوحل، وأهانوا الأسلحة الصهيونية وفي مقدمتها دبابة الميركافا التي وصفت بأنها فخر الصناعة الإسرائيلية، والقبة الحديدية وغيرها من المنظومات الدفاعية والأسلحة الصهيونية التي داسها الأبطال بأقدامهم، ولذا لا غرابة الهستيريا الصهيونية التي أعقبت عملية طوفان الأقصى المتواصلة حتى اليوم ، والقصف الجوي الهمجي الإجرامي المستمر الذي يستهدف المنازل والأحياء السكنية بهدف رفع أعداد الضحايا، ؛ بهدف التغطية على الفضيحة الكبرى، والضربة القاصمة التي تعرضوا لها من خلال عملية طوفان الأقصى .
الهستيريا الصهيونية حصدت أرواح ما يقارب ٣آلاف شهيد ، و 12 ألف جريح ودمرت أكثر من 10500 وحدة سكنية وما تزال الأرقام في تزايد في ظل تفاخر أبواق الكيان الصهيوني بالحديث عن استخدامهم خلال العشرة الأيام الأولى ما يقارب ٤آلاف طن من المتفجرات و٦آلاف قذيفة ، حيث يحاول النتن الصهيوني ترميم الصورة المهينة والمذلة لجيشه من خلال القصف الجوي ويرى في ذلك انتصارا وإنجازا يتباهى به أمام الشارع الصهيوني الذي يعيش حالة غير مسبوقة من الذهول والصدمة من هول ما شاهده من بأس فلسطيني أظهره وما يزال أبطال المقاومة الفلسطينية الذين يمثلون الإرادة الفلسطينية والحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولا يمثلون سلطة المرتزق العميل محمود عباس أبو مازن الذي لم يجد ما يعلق على خنوعه وعمالته وارتزاقه وانبطاحه للكيان الصهيوني سوى القول إن تصرفات وممارسات حركة حماس لا تمثل شعب فلسطين ، ولا أعلم عن أي شعب يتحدث هذا الأفاك الذي يمثل نقطة سوداء في تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية ووصمة عار في حق فلسطين والفلسطينيين .
كل هذا الصلف المتوحش وغزة الصمود والثبات والبطولة والتضحية والفداء ما تزال صامدة ثائرة ثابتة ، وما تزال المقاومة على خط المواجهة مع هذا الكيان المتغطرس المسنود أمريكيا وبريطانيا ودوليا، وما تزال صواريخه وقذائفه تنهمر على الأراضي المحتلة منبعثة من بين غبار الأحياء والمنازل المهدمة، وما يزال أبطال المقاومة الفلسطينية يجرعون كيان العدو الصهيوني السم الزعاف ويسقون جيشه الفرار كؤوس المنايا، وكلهم عزيمة وإصرار، واثقون كل الثقة بعون الله وتأييده ونصره وتمكينه، غير مكترثين بمواقف الخزي والعار والخذلان العربية التي باتت مضرب المثل في الخسة والنذالة، بالأمس كولومبيا الدولة الأمريكية الجنوبية تستدعي السفير الصهيوني لديها وتطلب منه وبعثته الدبلوماسية مغادرة أراضيها ، في الوقت الذي لم تجرؤ دول العربان المطبعة مع كيان العدو الصهيوني على استدعاء السفير الصهيوني حتى للاحتجاج على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في حق أطفال ونساء غزة .
بالمختصر المفيد، عملية طوفان الأقصى في مجملها تعد بمثابة الضربة القاضية لحكومة هذا الكيان الغاصب التي سقطت وهزمت شر هزيمة ، ومهما حاول هذا الكيان من خلال الإغراق في الدم الفلسطيني من خلال القصف الجوي التغطية على نكسته الكبرى؛ فإنه لن يحصد سوى الخيبة، ومنذ اليوم عليه أن يعيد حساباته وأن يكف عن حماقاته فما بعد السابع من أكتوبر 2023م ليس كما قبله، والقادم سيكون أكثر وأشد إيلاما وتنكيلا ، وعليه أن يتحمل تبعات حماقاته وجرائمه المستمرة في حق أبناء شعبنا الفلسطيني، وعليه أن يعي أن غزة ستظل صامدة بأبطالها المغاوير وفرسانها الأشاوس ومجاهديها الأفذاذ، ولن تركع ولن تخضع وستظل قبلة للصمود، وعنوانا للبطولة والشجاعة والإقدام بفضل الله وعونه وتوفيقه ، وما النصر إلا من عند الله .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا