عربدة صهيونية تستدعي التحرك الشامل

افتتاحية الثورة


الأعمال البطولية التي نفذها أبطال المقاومة في عملية طوفان الأقصى، كرَّست معادلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني، وبما أحدثته من رعب وإذلال وهزيمة لكيان العدو وجيشه وقادته ومستوطنيه كشفت عن ضعفه وهشاشته وعجزه وأنه أوهن من بيت العنكبوت، وأثبتت صوابية خيار المقاومة والجهاد بالسلاح في مواجهة هذا العدو الصهيوني، وخطأ الرهان على المفاوضات والاستسلام مع هذا العدو.
عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقها أبطال المقاومة الفلسطينية صباح السبت السابع من أكتوبر / تشرين، تعد فصلاً جديداً من فصول الانتصارات العظيمة للشعب الفلسطيني ولكل شعوب الأمة الإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب، وهي الرد المناسب على جرائم العدو الصهيوني المتواصلة والمستمرة منذ 75 عاماً بحق الشعب الفلسطيني العزيز.
إن الشعب الفلسطيني العظيم يخوض اليوم معركة الأمة العربية والإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني المجرم، وما يسطره أبطال المقاومة الشجعان من بطولات وانتصارات عظيمة تكبد الصهاينة خسائر كبيرة، هي محط فخر واعتزاز كافة شعوب الأمة، وأحرار العالم.
العدو الصهيوني تعرض لهزيمة قاسية، وبعد ثلاثة أيام لم يستطع التقدم شبراً واحداً في المناطق التي حررها أبطال المقاومة في المستوطنات المحتلة التي واجه فيها صموداً صلباً من الأبطال، كما أن الجبهات الجديدة فتحت النار عليه من لبنان الذي شهد عمليات نفذتها سرايا القدس، وفشل كذلك في اعتراض الصواريخ التي أطلقتها المقاومة على مدن الكيان بشكل متواصل، ولهذا جن جنونه وليس لديه لتعويض ذلك الفشل إلا بقتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت والمساكن والمساجد في غزة التي تعرضت يوم أمس لقصف سجادي بالقنابل المحرمة والفتاكة.
هذه الهستيريا تعكس هدفه الوحيد، وهو قتل الناس بأبشع الصور والأساليب، وتعكس الأزمة التي تعصف بالكيان الصهيوني جراء الإذلال الذي تعرض له، والذي عكس نفسه على الإدارة الأمريكية التي استنفرت عسكرياً واستخبارياً وأسهبت في إطلاق التصريحات من مستويات عديدة، وعكس نفسه على دول الغرب التي لجأت إلى إصدار قرارات بوقف المساعدات عن غزة .
فيما العدو الصهيوني عاجز أمام هول المصاب، بادرت دول التطبيع والخيانة بدءاً بدويلة الإمارات إلى التضامن مع الصهاينة وإلى إدانة المقاومة الفلسطينية، تضامن لن يقدم شيئاً للصهاينة لكنه يفضح هذه الكيانات الوظيفية المتصهينة ويكشف حالها اليوم وفي هذه اللحظة التاريخية، أما الصهيوني فهو بالكاد يوجه طلبات النجدة من راعيه الأمريكي الذي استجاب عسكرياً وسياسياً واستخباراتياً.
وفي المقابل ارتكب العدو الصهيوني المذابح الوحشية المروعة في قطاع غزة المحاصرة، مذابح غير مسبوقة تجعل من هذه المعركة معركة فاصلة لا حياد فيها، وهو ما يستدعي الاستنفار والتحرك عربياً وإسلامياً في مواجهة هذه العربدة وفتح جبهات عديدة على كيان العدو، وتفرض أيضاً تحركاً إعلامياً شاملاً للتصدي لهذه الجرائم وفضحها ودعم ومساندة المقاومة الفلسطينية، وتحريك الشارع العربي للتضامن مع نضالات الشعب الفلسطيني، وإلى تنظيم المظاهرات المساندة.
المواقف التي ظهرت من المطبعين تستدعي الإدانة والتعرية أيضاً، وتعرية الموقف الغربي وعلى رأسه الموقف الأمريكي المشين، الذي وقف منحازاً إلى العدو الصهيوني، وفضح الازدواج الغربي والأمريكي في التعامل مع حق الشعوب.
الدعم الغربي والأمريكي للمذابح الصهيونية التي تحدث في غزة بدعم الإمبريالية الأمريكية، وتواطؤ الأمم المتحدة وحكومات الدول الأوروبية، التي سارعت إلى إدانة المقاومة الفلسطينية مرة أخرى، واصفة إياها زوراً بـ”الإرهاب”، ذلك يستدعي مراجعة العلاقات مع هذه الدول والحكومات من كافة دول العالم.

قد يعجبك ايضا