ثورة الأعلام

يكتبها اليوم / أحمد يحيى الديلمي

أحمد يحيى الديلمي

 

 

لا أدري كيف يستسيغ البعض بأن يصف الأشياء بغير صفاتها ، ويتحدث عن أشياء لا وجود لها في الواقع ، كما حدث مع ما سُمي بثورة الأعلام في لحظة كان قادة البلد مشغولين بإيقاد الشعلة الواحدة والستين لثورة 26سبتمبر والأعلام تُحيط بهم من كل جانب والمتحف الحربي مكسو بعلم كبير جداً ، مع ذلك نستمع من قنوات الدفع المُسبق أخباراً عن وجود أشخاص ينتزعون الأعلام من السيارات ، قد تكون أحداثاً فردية تمت، والتطرف موجود في كل مكان وداخل كل جماعة ، لكن ليس بالصورة التي عرضتها قناة الحدث وما يتصل بها من قنوات الزيف ، هناك بعض الناس قد لا يروق لهم أن تُقام احتفالات مغايرة للاحتفالات الرسمية أو يعتبرونها نشازاً أو اعتراضاً على ما تقوم به الدولة ، وهذا شيء طبيعي وإرضاء الناس غاية لا تُدرك ، وكل إنسان له تفكيره ومزاجه ، بل وله نزواته ، وإذا حدث أن البعض قادتهم النزوات لمصادرة الأعلام لأنهم اعتبروها جهة معارضة وتحاول النيل من كيان الدولة ، فهذه كما قُلنا أشياء لا يجب أن نحملها أكثر مما تحتمل ولا أن نعطيها هذه الهالة الكبيرة من قبل من يسمون أنفسهم محللين سياسيين ، الكل يبشر بثورة عارمة واحتجاجات كبيرة، بينما الأمر لا يعدو عن كونه حالة نزق من الجانبين تمت معالجتها ولم يبق داخل أماكن التوقيف المؤقتة سوى بعض أشخاص أدينوا فعلاً وأتضح أنهم مدفوعون من جهات مغرضة تُريد أن تمس الثورة والوطن ، ولها امتدادات خارجية، بل وتم الدفع لها من قبل هذه الامتدادات كي تُثير القلاقل في الداخل ، وهذا شيء متوقع ولا يمكن أن نضعه في غير موضعه طالما أن القيادات متفهمة والمؤتمر وأنصار الله في حالة انسجام وتوافق لمواجهة العدوان الخارجي ، وهذا هو السبيل الأمثل لأن الانتصار للوطن والإرادة الذاتية هو أعظم هدف يسعى إليه كل يمني شريف بعد أن استبيحت الإرادة الذاتية للوطن وأبنائه لمدة نصف قرن من الزمن باستثناء بعض الفترات الزمنية التي لا تُذكر عندما تُقارن بحالة الارتهان والتبعية المطلقة للخارج ، كما نعرف كان القرار الوطني مرتهناً وكانت الإرادة مستباحة وكل شيء يأتي من الخارج ومن في الداخل مجرد جوقة ممثلين يستعرضون العضلات ويحاولون إثبات أنفسهم من خلال مواقف مُنكرة وأعمال شاذة تسيء إلى الوطن أكثر من أن ترفع شأنه ، ونأمل أن تلك التجارب تؤخذ منها العبرة ويستفاد منها في تحديد ملامح الزمن القادم ، فلقد سئمنا السير في طرق الارتهان المُهين ، وكما قلنا الأمر الآن بأيدي اليمنيين ولابد أن تؤخذ مبادرة قائد المسيرة بعين الاعتبار خاصة تأكيده على اختيار الكفاءا ت ، أكرر، الكفاءات والخبرات القادرة على القيام بأعباء المسؤولية خير قيام ، فلقد تعبنا كثيراً من المجربين وسئمنا أنصاف المؤهلين، وسئمنا أكثر الأميين المعتمدين على الحزب أو المنطقة أو الجماعة ، لابد أن يكون التوجه صادقاً ويحرص على اختيار الشخصيات الكفؤة القادرة على تقديم شيء للوطن وأبنائه ، وأتمنى أن يتم الفحص والتدقيق في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة والمتمثلة في إعادة تشكيل هيئات القضاء ، فالقضاء يا إخوة الآن في حالة يُرثى لها والأحكام الشرعية تخضع للمساومة والبيع والشراء علناً دون رقيب أو حسيب ، وبالتالي فإن المطلوب التدقيق في اختيار القضاة الأكفاء القادرين على ترجمة الشريعة الإلهية كما أنزلها الخالق سبحانه وتعالى ، لا أقول القوانين، لأن القوانين أصبحت قيداً على المساكين المعدمين الذين لا سند لهم إلا الله سبحانه وتعالى ، كونها في الأساس تُركز على الشكليات ولا تهتم بموضوع التخاصم ، وهذا هو أساس المشكلة، فالقضاة في الغالب يركزون على الشكليات ولا يقرأون الدعاوى كما يجب ويعتمدون على تلخيص أمناء السر ، وأمناء السر نوافذهم مفتوحة على مصارعها ويقدمون كل شيء لمن يدفع أكثر ، وهذه همسة للأخ وكيل قطاع المحاكم والتوثيق ، يا ولد أحمد إهتم بعملك الأساسي ، أعد النظر في أمناء السر والسكرتارية والمحيطين بالقضاة فكلهم أصبحوا مجرد وسطاء بين الخصوم والقاضي ، وعليك أن تزور المحاكم بنفسك لترى ما لا يسُرك إن كان هذا الأمر يعنيك ، ما لم فنسأل الله السلامة وأن يعين الخصوم لينالوا حقوقهم المسلوبة .
أخيراً نقول لمن هللوا لثورة الأعلام هذه الأشياء فاشلة ولا تؤدي إلى نتيجة كما تتوهمون فاحفظوا ماء وجوهكم ووفروا أموالكم ، والله من وراء القصد…

قد يعجبك ايضا