المساعدات ورقة الأمريكيين القذرة في المنعطفات الحساسة للبلدان المستهدفة

برنامج الغذاء ينصب فخاً لصنعاء من بوابة المساعدات

 

 

بدون مقدمات برزت قضية تقليص برنامج الغذاء للمساعدات المقدمة لما يقرب من تسعة ملايين يمني وفقاً لكشوفات البرنامج وليس مسحاً حكومياً الى الواجهة بعد قرار البرنامج حجب المساعدات عن نحو ثلث العدد ممن يتلق,ون سلات غذائية متقطعة كل ستين الى تسعين يوما.
سعى برنامج الغذاء العالمي الى الحصول على توقيع الحكومة في صنعاء وموافقتها لتقليص المساعدات ما سيضع الحكومة خصما بمواجهة 3 ملايين حجبت عنهم المساعدات.
قرار تخفيض المساعدات من جانب برنامج الغذاء العالمي لا تفصله جهات محلية ومراقبين عن سياق الضغوط الاقتصادية على صنعاء في ضوء صلابة موقفها على طاولة التفاوض السياسي لإنهاء العدوان والحصار .

الثورة  / إبراهيم الوادعي

منع الأمريكي الذي يمسك بإدارة برنامج الغذاء العالمي صنعاء حلفاءه من تسليم الرواتب والذي من شأن ذلك احداث انفراجة حقيقية لثلث السكان يعولهم الموظفون الحكوميون ناهيك عن حدوث انتعاش اقتصادي داخلي .
مضاعفة المعاناة الانسانية
¶احمد أبو حمراء – رئيس مركز عين الإنسانية الحقوقي:
لا يمكن الفصل اليوم بين قرار تخفيض المساعدات وملف الرواتب من جهة نظرنا، كما أن الأمريكي يمسك بهذا الملف بيده معيقا أي تقدم لصرف رواتب الموظفين اليمنيين، فهو يمسك ببرنامج الغذاء العالمي ويسيس المساعدات الغذائية المقدمة عبره .
وبرأيي فإن الحصار على الموانئ وقطع الرواتب والجمود في الملف الإنساني مضافا عليه اليوم تقليص المساعدات هو بغرض مضاعفة المعاناة الإنسانية لليمنيين تحت الحصار.
ويضيف: الحديث عن خفض التمويلات أو ما شابه لا يعد مبررا لتقليص المساعدات، والبرنامج لا يمكنه الحديث عن هذا لكونه يستحوذ على 60 في المائة من المساعدات المقدمة لليمن، والحديث عن سياسة توزيع جديدة بموجبها سيتم تقليص خمسة الاف اسرة من المساعدات، هذه الاسر تعتمد بشكل كبير او جزئي على المساعدات، لتواجه مصاعب الحياة في ظل الحصار، وهو دفع لهذه الاسر للنزول الى الشارع مع مضاعفة الصعوبات الاقتصادية عليها .
فساد متكرر
يستطرد أبو حمراء في التأكيد على كون خلفيات القرار لبرنامج الغذاء العالمي سياسية وليست إجرائية أو إنسانية: باعتقادنا فإن الهدف سياسي صرف يرتبط بالمفاوضات القائمة خاصة أن مديري البرنامج أمريكيون وهم لا يخفون تأثير السياسة الامريكية على البرنامج، ولحظنا في أكثر من بلد إساءة استخدام المساعدات بغرض تحصيل اهداف ونتائج سياسية، وهذا للأسف مشين بحق الأمم المتحدة، ومن المعيب ان نجدها تتواطأ فيه .
الحديث عن تقليص المساعدات لأغراض سياسية صرفة هو أحد أوجه الفساد التي يعج بها البرنامج على امتداد دول العالم، وليس بعيدا برنامج النفط مقابل الغذاء سيئ الصيت والذي نرى نسخة منه تتكرر في اليمن للأسف .
¶رشيد الحداد – خبير اقتصادي
لا مبررات موضوعية لتقليص المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، هذا البرنامج استحوذ على حصة 60 في المائة مما يقدم مجتمع المانحين على مدى التسع السنوات المأساوية .
برنامج الغذاء ادعى انه يقدم مساعدات لنحو 80 في المائة من السكان، لكن اتضح ان كثير من المناطق لم يتواجد فيها البرنامج وكثير من المناطق غاب عنها البرنامج لاحقا ما يضع مصداقيته حول هذا الرقم على المحك وفي دائرة الشك الكبير، عشرات الاف من الاسر الفقيرة لم تصلها مساعدات .
ويضيف: عملية التقليص ستستهدف النازحين في مخيمات اللجوء وفئات فقيرة ومعدمة ولا تمتلك سبل عيش كريم، فوفقا للأمم المتحدة فإن الوضع الإنساني هو الأسوأ على مستوى العالم، وعوضا عن تحسين الملف الإنساني من خلال الضغط على تحالف العدوان لصرف الرواتب التي ستخرج نحو 4.5 مليون يمني من دائرة العوز الشديد، يتجه برنامج الغذاء الى تقليص المساعدات الغذائية الأساسية التي تعد مصدر عيش ملايين اليمنيين .
تواطؤ أممي
ويؤكد الحداد أن هناك تواطؤاً أممياً في تنفيذ أجندة أمريكية عجزت بأوراق سابقة عن انتزاع تنازلات سياسية من صنعاء، فاستخدمت الأمم المتحدة بشكل مشين دون النظر الى كارثية انسياقها ذلك:
التوجه الأخير لبرنامج الغذاء العالمي يأتي بضغوط أمريكية صرفة لتضييق خيارات العيش الكريم او ما تبقى منها للشعب اليمني، خاصة أن التوجه الأمريكي هو خلق مزيد من المعاناة لليمنيين، ويؤكد ذلك إصرار الجانب الأمريكي على اتخاذ الورقة الإنسانية ورقة مساومة سياسية امام صنعاء لإحداث بلبلة داخلية تفضي الى حصوله أي الأمريكي على تنازلات سياسية فيما يتعلق بأهداف ومصالح له في اليمن وانتزاع تنازلات تبدو حتى اللحظة مستحيلة.
الأمم المتحدة للأسف تنساق وتنفذ الاجندات الامريكية، وما حدث أن أمريكا ضغطت على الأمم المتحدة لتنفيذ اجندتها في فرض مزيد من الضغوط على الحكومة هنا في صنعاء لانتزاع تنازلات سياسية، تدرك الأمم المتحدة ان عواقب تواطؤها في هذا الشأن سيجلب تداعيات كارثية وسيدفع بالآف الأسر اليمنية الى حافة الجوع .
الطرف الوطني عازم على عدم الرضوخ للحرب الاقتصادية الامريكية، وكل ما قدم من جانب صنعاء من فتح آفاق للسلام هو لتخفيف وقع هذا الملف الإنساني كمقدمة لبناء السلام، ولن تسمح صنعاء لأي طرف كان ابتزازها في هذا السياق للتفريط بالمبادئ الأساسية كالسيادة والحقوق الأخرى المترتبة على العدوان .
الضغط على الشارع
¶ نصرالدين عامر – رئيس تحرير وكالة الانباء اليمنية سبأ
يوضح ماهية وخلفيات التراشق الإعلامي الحاصل مع برنامج الغذاء ووصول الوضع الى ما هو عليه حاليا :
أولاً برنامج الغذاء العالمي هو من تحدث في لقاءاته مع الشؤون الإنسانية هو بطلب من الأمريكيين باعتبارهم الداعم لبرنامج الغذاء، وهذا بحسب تصريحهم وحديثهم مع المسؤولين في الدولة .
السلطات اليمنية لم ترفض أساساً، هي في نهاية المطاف تقول انتم تقدمون المساعدات ونحن في نهاية المطاف نقبل أي مساعدات، الوقاحة أن برنامج الغذاء العالمي اتى ليطلب توقيع السلطات في صنعاء ثم تراجع ليقول الموافقة على تقليص المساعدات بهدف القول لاحقا ان الحكومة في صنعاء وافقت على تقليص المساعدات، لماذا يطلب الموافقة هنا السؤال ؟ هو لتأجيج الشارع الداخلي الذي لايزال يعيش وضع حرج الحصار لا يزال قائما المرتبات مقطوعة من قبل تحالف العدوان، والحكومة هي الأخرى في وضع حرج فالحصار والحرب الاقتصادية على موارد الدولة على اشدها والعدوان لم يتوقف بعد، هذا فخ بغية اشعال الشارع نتيجة مراكمة الضغوط عليه .
والشق الآخر الكذب أن تقليص المساعدات جاء بالتنسيق مع السلطات في صنعاء، والحقيقة ان الخفض جاء بغية الضغط على الحكمة في صنعاء.
تقليص أمريكي
ويضيف عامر : تقليص المساعدات من قبل برنامج الغذاء العالمي يأتي ضمن سلسلة خطوات شرعت بها أمريكا والتحالف لاستهداف الجبهة الداخلية مع دخول الوضع في اليمن فترة خفض التصعيد ولنكن دقيقين زادت خلال هذه المدة، فنرى تصريحات من قبل المبعوث الامريكي تيم ليندركينغ حول رفض الطرف الأمريكي صرف المرتبات ومحاولة ربط الملف الانساني بالملف السياسي، توجت اليوم بخطوة تقليص المساعدات الغذائية الضاغطة على صنعاء للحصول على نتائج تفضي الى اجبار صنعاء على تقديم تنازلات سياسية فيما يتصل بالسيادة بمطلب رحيل الاحتلال والتفريط بالسيادة اليمنية والتضحيات .
الأمريكي بشكل واضح وبدون مواربة يعيق تسليم المرتبات والوصول الى توافقات بهذا الملف خصوصاً، وهو اليوم ينتقل الى الضغط من خلال ملف المساعدات الغذائية.
المنظمات والمساعدات استخدمت أمريكيا في أكثر من بلد في وضع حرج في وضع حساس يتم تقليص أو سحب المساعدات لانتزاع تنازلات ما للضغط السياسي وهذه سياسة قذرة ينخرط فيها للأسف برنامج الغذاء العالمي سيئ الصيت والذي اشتهر بفساده، كل من اتشرف على برنامج الغذاء العالمي كانوا أمريكيين ويترجمون السياسة الأمريكية وليسوا انسانيين على الاطلاق، ودائما ما تكون مساعداته مسيسة .

قد يعجبك ايضا