ركزت التعديلات على محو العداء مع اليهود وترويج التطبيع وتقبل الشذوذ
120 ألف تعديل في كتب المناهج السعودية.. التطبيع بالجملة
الثورة / متابعات
ضمن خطواته الخيانية التي تهدف إلى التمهيد للتطبيع مع العدو الصهيوني، والترويج للشذوذ والانسلاخ، قرَّر النظام السعودي إلغاء أي ذكر للعدو الصهيوني في مناهجه التربوية، ومحو أي مواد تعليمية تجرم الشذوذ.
وقام النظام السعودي بتغيير المناهج وحذف كل المحتوى التعليمي الذي يتحدث عن العدو الصهيوني، خطوة انتظرها العدو الصهيوني، واعتبرتها مراكز الأبحاث «الصهيونية» تحولا كبيرا نحو علاقات صهيونية سعودية، فيما السعي لإعلان التطبيع بين النظام السعودي والعدو الصهيوني يقطع أشواطا متواصلة.
مصادر كشفت بأنه جرى تغيير المناهج في السعودية بشكل شبه كلي، بما يؤدي ليس إلى حذف وإزالة المحتوى الذي يكرس العداء لليهود الصهاينة، بل وبإضافة محتوى يروج للتطبيع ونسج العلاقات الخيانية مع اليهود الصهاينة.
ويركز النظام السعودي في تعديل المناهج التعليمية على تبييض صفحة العدو الصهيوني اليهودي، ومسح ذاكرة الأجيال بطبيعة العداء اليهودي الصهيوني للأمة وشعوبها وللدين الإسلامي، وهو ما يعتبر تطبيعاً بالجملة، ومن دون أيّ ثمنٍ يدفعه العدو الصهيوني للسعودية، إلا لأنها تريد تقديم فروض الطاعة والانحناء أمام الصهاينة.
وقد كشف وزير التعليم السعودي في وقت سابق حمد آل الشيخ عن 120 ألف تعديل طال نحو 89 كتابا قائما في المناهج التعليمية السعودية، ويضاف ذلك إلى 34 كتابا ومنهجا تم استحداثها، ليصل مجموع المقررات المستحدثة إلى 52 كتابا، ودشنت السعودية عامها التعليمي هذا العام بمنهج يروج للتطبيع مع العدو الصهيوني.
وفيما يؤصل العدو الصهيوني في المناهج والسلوكيات المتوحِّشة للعداء ضد المسلمين والعرب، وبينما يجذر عقائده المعادية تجاه العرب والمسلمين عموما في الثقافة والخطاب والإعلام وفي التعبئة، يفتح خُبراء التطبيع والاستسلام السعوديون أمام الصهاينة أبواب مسخ هوية جيل كامل ومحو ذاكرته حول العداء الصهيوني للمسلمين والعرب.
ولا يمهد النظام السعودي للتطبيع مع العدو الصهيوني فحسب، بل يذهب إلى جوهر القيم والمبادئ الإسلامية، ليزيل كل ثوابت العداء مع اليهود الصهاينة تربوياً وثقافياً وأكاديمياً، هي خطوة لا تدلل إلا على الانسلاخ المتكامل لهذا النظام الذي يروج من منبر الحرمين بالتعايش مع اليهودية الصهيونية، وفي المقابل يحرض على شعوب عربية وإسلامية ومن على منبر الحرمين أيضا.
التعديلات التي أجراها النظام السعودي في المناهج وصفها خبراء بمثابة استئصال كامل لثقافة العداء لليهود الصهاينة، واعتبروها خطوة مدروسة صهيونيا أكثر منها سعوديا، إذا أزيلت كل مفردات ومفاهيم «الخطر الصهيوني» أو «حُكُم الصهيونية للعالم بالمال والمُخدّرات».
الصهاينة أنفسهم لم يكونوا يتوقعوا هذا التدمير المنهجي لمفهوم العدو لدى النظام السعودي، إذ اعتبر معهد الأبحاث السياسية الصهيوني أن ما قام به النظام السعودي هو تحول كلي نحو الاعتدال، حد وصفه.
وأظهر تقدير صهيوني أن خطوة ولي العهد محمد بن سلمان بتعديل المناهج الدراسية في المملكة و”تنقيته” خطوة بارزة للتمهيد للتطبيع، وأبرزت وسائل إعلام صهيونية المجالات التي تمت “غربلتها” في المناهج السعودية.
وكما تروج المناهج الجديدة للتطبيع مع العدو الصهيوني، تضمنت أيضا ترويجا للشذوذ وفي وقت سابق أفاد سعوديون بأن وزارة التعليم في المملكة قامت بحذف الدروس التعليمية ضد ما يسمى بالأديان وأيضا الرافضة للشذوذ الجنسي، وقالت مجلة “التايم” الأمريكية بأن السعودية أقرت نصوصاً ومواد معتدلة تقبل بالتنوعات، وأشارت المجلة إلى أن التعديلات الجديدة شملت حذف دروس الكراهية تجاه المسيحية أو اليهودية وضد الشواذ جنسيا.
خطوة السعودية لإلغاء مفاهيم العداء للعدو الصهيوني، والترويج للتطبيع، علاوة على وضع أساسيات القبول بالشذوذ، جاءت بتوجيهات أمريكية ومتابعة حثيثة من المسؤولين الأمريكيين، وشهدت الأعوام الماضية زيارات ومؤتمرات سعودية أمريكية خصصت لبحث المناهج، كما أن النظام السعودي أجرى تغييرات جوهرية في العام 2020 بتوجيهات من دونالد ترامب، علاوة على أن هذه التغييرات تمخضت عن لقاءات سعودية صهيونية كان أبرزها لقاء محمد بن سلمان مع نتنياهو في مدينة نيوم السعودية لبحث سبيل تسهيل التطبيع وتعميم جوهره الثقافي قبل السياسي.