شهدت صنعاء عاصمة الصمود اليمني قبل أيام الاحتفال التكريمي الثاني الذي تقيمه مشكورة وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالمجلس اليمني للاختصاصات الطبية للكادر التدريبي وخريجي برنامج الزمالة العربية واليمنية الحاصلين على (شهادة البورد) وبرنامج الماجستير المهني لكوكبة من الأطباء والطبيبات اليمنيين واليمنيات والذين يمثلون رافدا هاما للوطن والمواطن في مختلف مجالات الصحة العامة على طول وعرض امتداد الوطن الغالي.
وكم نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نشاهد كل ذلكم العدد من الأطباء والطبيبات الذين تفرغوا للدراسة والتحصيل العلمي ضمن برنامج البورد العربي في مختلف التخصصات الطبية، وكذا حملة الماجستير المهني، الذين يمثلون ثروة بشرية نموذجية يفاخر بها كل يمني حر شريف من صعدة إلى المهرة، هذه الكوكبة النيرة شكلت وما تزال تشكل جبهة من جبهات الصمود الوطني المنقطع النظير، رغم العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية وانعكاساتهما السلبية على واقعنا المعيشي والاقتصادي والعملية التعليمية، إلا أن هذه الكوكبة من ملائكة الرحمة كانوا أقوى من كل هذه العقبات والتحديات .
نعم لقد تغلبوا على الظروف وحققوا ما كان في نظر الكثير منا أشبه بالمستحيل، وهاهم اليوم يحصدون ثمار هذه المرحلة الفارقة في تاريخهم العلمي ومسيرتهم العلمية في المجال الطبي بمختلف تخصصاته، ولهم ولأمثالهم من المثابرين تخلع القبعات، وترفع الرايات، وتتهادى أجمل عبارات الشكر والتقدير والعرفان، ومن خلالهم للكادر التدريبي من كبار الاستشاريين اليمنيين الذين يمثلون الثروة الحقيقية التي لا تقدر بثمن لهذا الوطن المعطاء، والذين كان لهم أبلغ الأثر في نقل خبراتهم ومعارفهم لطلابهم النجباء الذين شاركوهم الاحتفال بتخرجهم بعد أن ضربوا أروع الأمثلة في الجد والاجتهاد والمثابرة حتى بلغوا الغاية المنشودة بالحصول على شهادة البورد في الزمالة العربية واليمنية والماجستير المهني.
وأمام هذا الإنجاز والتحول الملموس في جانب تدريب وتأهيل الكوادر الطبية، لا بد من الإشادة بالجهود التي بذلت وما تزال من قبل وزارة الصحة العامة والسكان والمجلس اليمني للاختصاصات الطبية والكادر الاستشاري التدريبي، وأجدها فرصة بأن أوجه رسالة عبر صحيفة الثورة الغراء للخريجين والخريجات أحثهم من خلالها على الوفاء بالقسم الطبي والعمل الجاد على تعزيز ثقة المريض اليمني بالطبيب اليمني، وتقديم الصورة المثلى لملائكة الرحمة في مختلف المستشفيات ومواقع العمل التي سيلتحقون بها.
بالمختصر المفيد، الطب ليس تجارة، بقدر ما هو خدمة إنسانية جليلة يؤجر صاحبها عليها، فالله الله في المرضى، الله الله في مواصلة العطاء، ومواكبة الجديد في عالم الطب، والاطلاع المستمر والبحث المتواصل من أجل توسيع وتحديث المدارك والمعلومات والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية نحو الأفضل، وخصوصا ونحن نشاهد ذلك الكم الهائل من المرضى اليمنيين الذين ينتظرون فرصتهم في السفر للعلاج في الخارج نتيجة للحصار المفروض على مطار صنعاء الدولي، والذين يحتاجون إلى كوادر طبية وطنية مؤهلة وكفؤة تسهم في تطبيب أوجاعهم والتخفيف من آلامهم، وهي مهمة ليست مستحيلة إذا ما توفرت الإرادة والرغبة الصادقة لدى الأطباء والطبيبات في تطوير وتحديث قدراتهم ومهاراتهم من أجل بلوغ مرحلة التميز في جانب الخدمات الطبية والعلاجية .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.