قاعدةٌ حسينيةٌ ثابتةٌ لم ولن تتغير

إبتهال محمد أبوطالب

 

 

إن تحدَّثَ الكتَّاب عن حوادث الزمن ومآسي الدهر، فلن يجدوا حادثة بلغت قمة الألم وألوان الظلم كحادثة ومأساة كربلاء، فلو كُتبت المجلدات تلو المجلدات تعبيرًا عن هذه الفاجعة، فلن تفي الموقف حقه من العبارات التأييدية، والجمل التعبيرية للحق، بل ستنكس الأقلام رؤوسها عاجزةً عن استكمال التعبير الرثائي؛ لفداحة مصاب آل بيت رسول الله، وما حلَّ بهم من قتلٍ وظلم.
إن الإمام الحسين-عليه السلام- عنوانٌ للحق، فهو البطاقة التعريفية للمؤمن، والدرس البطولي للأجيال في كل الأزمان.
إنّ خروجَ الإمام الحسين إلى كربلاء لم يكن خروجًا بلا هدفٍ، وبلا قصدٍ وغاية، بل كان الهدف سامياُ بسمو الرسالة الإيمانية الراقية التي مثلتْ الولاء الصادق لله ورسوله، لم يكن خروجه خروج المطبلين للباطل؛ ليبقى في غيه، بل كان خروج الرافضين للباطل وأتباعه، لذا قال-عليه السلام-: «إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين»، فقول الإمام الحسين المتفق بصحته، لن يستطيع أحدٌ أن يعارضه أو يناقضه، فهو الحق الذي يعرفه أهل الحق.
عند التعمق في قوله -عليه السلام- سنجد أن هذا القول هو ردٌّ للمعادين له في كلِّ الأزمان سواء في زمنه أم الأزمان المتوالية بعده، فهذا القول يعدُّ الردّ المفحم لكل من صفق للمنكر وساند ببقائه.
فعندما قال-عليه السلام-: «إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا» دلّ ذلك على أن يزيد في ولايته هو الأشر والبطر، والمفسد، وعندما قال-عليه السلام- :«إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي» دلّ ذلك أن يزيد سعى ويسعى لجعل الأمة فاسدة، ولذا كان خروج الحسين ضروريًا؛ لإصلاح ما أفسده يزيد-لعنة الله عليه-.
وعندما قال-عليه السلام-: «أريدُ أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر» فهو تأكيد لكل مؤمن على أن يزيداً هو منبع الفساد، بل هو منكرٌ لا بد من نهيه.
وعندما قال-عليه السلام- “إنّي لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين” إشارة إلى مدى الظلم الذي بلغه يزيد أثناء توليه، ذلك الظلم الذي هو امتداد لظلم أبيه-معاوية-.
إن صدور إعلان الإمام الحسين بقوله المجلجل: «ومثلي لا يبايع مثله» يمثل إعلانًا لكل الأزمان بأن أتباع الحسين يستحيل عليهم مبايعة أتباع يزيد، قاعدة حسينية ثابتة لم ولن تتغير مهما تغيرت الأحوال والسنون، فالآن الذين يوالون سلمان وابنه هم أنفسهم الموالين لمعاوية وابنه، هم أنفسهم المُخدرين باتباع كل أوامر الفساد من منبع الشر- إسرائيل وأمريكا.
إن كلام آل رسول الله نورٌ للمؤمنين، ومنهاج للمتقين، ذلك النور وذلك المنهاج مرآة للقرآن الذي يطبقه أولياء الله ورسوله وآله قولًا وعملًا.
فسلام الله على الإمام الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، وعلى مناصري الحسين سلامٌ تنبض به قلوبنا قبل أن تتفوه به ألستنا، وتشهد له مواقفنا تأييدًا للولاء وعنوانًا للوفاء.

قد يعجبك ايضا