تحية لعمر عثمان الحار باسردة مطالعة في قراءة عمر الحار

محمد عبدالمجيد الجوهري ابا جسار

 

*مدخل لا بد منه:-*
*صعب تفهيم البشر اليوم في بلادنا خاصة، معنى قدسية الوطن وفخر الزهو بالانتماء إليه في زمننا هذا الذي آلت فيه أوضاعه مآلات لا تسر الجميع، وبهذه المناسبة يمكنني القول ان اخواننا من عرب وامازيغيين في شمال إفريقيا قد ابتكروا مصطلحاً اجتماعياً/سياسياً مهماً اسمه (التحسيس)، وهو مصطلح جاء من مفردة لغوية دالة هي (الحس أو الإحساس) بالأشياء، لأن معرفة الأشياء قطعا لا تعني بالضرورة الإحساس بها، وذلك شأن قد تناوله قادة التنوير في الثورة الفرنسية، ولا داعٍ للشرح والتوضيح في عجالة كهذه للخوض في ذلك، إلى هنا ويكفي تنظيراً وكلاماً نظرياً، لأنه يجب العودة لمتن التناول حتى لا يصاب القارئ بالملل وتفقد مطالعتنا هذه عناصر جذبها .*
*شعرت بضرورة ذلك التقديم لجر القارئ الكريم إلى مواطن العزة التي اهمل التعاطي بها ومعها او يكاد ان يكون قد نسي الغالبية منا أهميتها في بناء الشخصية السوية المتزنة (ببعدها الوطني)، ولعل الفضل هنا يعود لكاتب القراءة التي نطالعها معا، وهو الماجد الشهم (عمر عثمان الحار باسردة) هذه القراءة التي تذفقت منها شلالات اعتزاز وفخر، وتزاحمت في ثناياها أرتال مشاعر الكرامة وحجبت جبال الشموخ فيها حرارة أشعة شمس ضيم العدوان، ومنعتها من تعكير صفو وطن نحت في جدران التاريخ ملامح أبنائه الامجاد.*
*حقيقة أقولها وبصراحة كذلك أنني لا اعرف شخصيا هذا الماجد الشهم (ابن الحار)، لكنني قرأت له عدداً من المقالات و(بوح الخواطر) والتغطيات الخبرية على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، لكن ما دفعني إلى تسطير هذه المطالعة التأكيدية بحرص التعميم (لروح الأفكار التي حوتها قراءته)، والتي تؤشر لبشرى خير مفادها إن اليمن لاتزال تعيش في (مربعات الآمان) طالما تبهرنا محافظة شبوة بمثل هذا الكاتب الفطن، والذي يقيني انه ليس حالة شاذة، بل هناك كثر أمثاله في شبوة وغيرها من محافظات الوطن، في ظل ما يعيشه اليمن مع الكثير غيره من البلدان التي يهيمن عليها وبتكريس ممنهج (زمن التفاهة والتجهيل)، سبقته حقبة من التجريف لتربة وبيئة الوعي الوطني والإرادة والفعل الوطني، مارسه الغرب الاستعماري بتواطؤ مع حكام انصاعوا لذلك المخطط بشقيه (التجريف + التجهيل) مفترضين انه يحفظ لهم مقاعد السلطة.*
*لاحظنا ان ما حرك لواعج الوجدان عند (ابن الحار) لكتابة تلك القراءة، هو مشاهدة اربع حلقات متلفزة فضائيا عبر (قناة عدن الفضائية من صنعاء) لدولة رئيس الوزراء حكومة الإنقاذ بصنعاء في الذكرى ٣٣ للوحدة اليمنية، تلك الحلقات التي قدم فيها البروفيسور / عبدالعزيز صالح بن حبتور شهادته التاريخية على فترة تقارب أربعة عقود من الزمان عاشها اليمن، انطلاقا من العام ١٩٨٥م حتى عامنا هذا، حيث لم يغفل الإشارة إلى محطات تاريخية سابقة في عمر الدولة الوطنية، كان فيها دولة رئيس الوزراء/ ابن حبتور صريحا وشفافا في إجاباته، مارس فيها جلد الذات وجلد الحزب الذي كان احد كوادره وعلى رأس (قيادته التنظيمية بجامعة عدن)، لن أسهب بالحديث عن شهادة صديقي بن حبتور، لأن لي مداخلة طويلة حولها ستجد طريقها للنشر لاحقاً بمشيئة الله، ولكي اختم مطالعتي هذه عن ما جسدته قراءة (ابن الحار) لتلك المقابلة التي قال إنها شكلت (ومضات فكرية هامة وإيماءات ذكية يمكن اعتبارها مفاتيح ذهبية لفتح حقول تاريخ ملغوم تركه الرفاق)، وهو كلام واقعي لا يمكن نكرانه حتى اليوم لأسباب تم تناولها في (المقابلة + القراءة).*
*مسك الختام:*
*هنا أنذا لا أتكلم عن الازلام أو الأقزام الذين توزعوا في مهاجر الفهنة والشتات المنغمس بالملذات، بل الأحرار والذي يحز بالنفس هو ما يعيشونه من حالة الصمت والسلبية المطلقة والتي غرقت فيها جل النخب اليمنية الوازنة الأكاديمية والسياسية والثقافية إلا من رحم ربي من أفرادها، والتي كان من المعول عليها أدوار عظيمة في التنوير والتحشيد للجماهير وقيادتها لمحاربة الفساد والعبث بمستقبل ومصير الشعب والوطن ورفع المعاناة والمظالم والتي يرزح تحت وطأتها المواطنون البسطاء جميعاً، ذلك الغياب الذي مارسته النخب اليمنية شجع على تغول المرتزقة وتجار الحروب كما شجع دول العدوان على البغي والفجور في القمع والتقتيل للأبرياء من أحرار الوطن، فهل لنخبتنا من مراجعة ورجوع لممارسة دورها المفترض وطنيا وتاريخيا كما تخبرنا وقائع وكتب التاريخ …… أو ننتظر اشهار وثيقة وفاة الضمير من لدن….؟
*جامعة عدن.*

قد يعجبك ايضا