الجراد الصحراوي يهدد المحاصيل الزراعية في اليمن:توافر البيئة الملائمة في مناطق التكاثر الصيفي يزيد من عوامل تكاثره وانتشاره

 

الثورة /
يشهد الوضع الزراعي في اليمن تطوراً خطيراً نتيجة وصول العديد من اسراب الجراد القادمة من السعودية إلى بعض المحافظات منذ بداية شهر يوليو الجاري وهناك توقعات بظهور الجراد في مناطق التكاثر الصيفية في مارب والجوف نتيجة توفر البيئة الملائمة لتكاثره ووصول أسراب جديدة إلى محافظتي مارب والجوف من مناطق التكاثر الصيفي في المناطق المحتلة، وهو ما سيشكل تهديداً خطيراً على المحاصيل الزراعية في اليمن.

أسراب قادمة من السعودية
في الـ 11 من يوليو الجاري، كشف مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي بصنعاء عن وصول أسراب جراد صحراوي إلى اليمن قادمة من السعودية.. موضحاً أنه تم الإبلاغ عن مشاهدة أول سرب جراد في منطقة سحار بمحافظة صعدة في مطلع يوليو، ليصل بعد ذلك ما يقارب 6- 7 أسراب جراد إلى بعض مديريات محافظات الجوف ومارب وصنعاء.. مشيراً إلى أن تلك الأسراب المتنقلة أحدثت أضراراً وخسائر في المحاصيل الزراعية.
وفي الـ 25 من يوليو، أفاد مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي بأن الوضع الوبائي لانتشار الجراد في مناطق التكاثر الصيفية في اليمن ما يزال خطيراً على الزراعة في الوديان والقيعان.
وذكر تقرير صادر عن المركز، أن توفر بيئة ملائمة من غطاء نباتي أخضر وهطول أمطار خفيفة في مناطق متفرقة مع وجود رطوبة، يعد من العوامل المساعدة على ظهور الجراد وتكاثره وانتشاره على نطاق واسع في حال عدم التدخل بالمكافحة في الوقت المناسب.
وحسب التقرير، فإنه في ظل الوضع الراهن لحالة الجراد الصحراوي ووصول أسراب من السعودية بين الحين والآخر، وورود بلاغات إلى المركز بمشاهدات أسراب جراد في بعض المناطق، والتي كان آخرها في بعض مناطق شبوة ومديرية السوادية بمحافظة البيضاء، حيث لا تزال فرق المسح والترصد ترابط في العديد من مناطق التكاثر الصيفية التي تمثل بؤرة لتكاثر الجراد وانتشاره وخاصة في محافظات الجوف ومارب وصعدة.

توقعات بظهور الجراد
وتوقع المركز ظهور الجراد في مناطق تكاثره الصيفية الداخلية في البلاد خلال الأيام القادمة نتيجة استمرار الظروف البيئية الملائمة، حيث قال مدير وقاية النباتات بوزارة الزراعة المهندس أحمد الكول : إن معظم مناطق التكاثر الصيفية للجراد شهدت أمطاراً مستمرة خاصة في مطلع يوليو الجاري، ما ساعد على توفر بيئة ملائمة وخصبة لتكاثر الجراد، ووضع البيوض التي ينتج عنها مجاميع كبيرة وبأعداد مهولة من حوريات الجراد “الدبا” .. داعياً السلطات المحلية في مناطق التكاثر بمارب والجوف إلى الإسهام بدورها في مساندة جهود فرق المسح الميدانية للجراد والعمل على تذليل المعوقات أمامها بما يضمن وصولها إلى كافة مناطق الإصابة .
فيما ذكر مدير مركز الجراد الصحراوي المهندس أحمد سيف أن استمرار هطول الأمطار وحالة الرطوبة ودرجة الحرارة والغطاء النباتي الأخضر في مناطق التكاثر الصيفية، من أبرز العوامل البيئة المشجعة على تكاثر الجراد وانتشاره على نطاق واسع.. مؤكداً أن نتائج المسح الميداني رصدت مجاميع جراد ناضج تضع البيوض في العديد من المواقع الخصبة في مديرية الحزم بمحافظة الجوف، في مؤشر لافت على حدوث فقس في الأسبوعين القادمين وظهور حوريات الجراد الأكثر شراهة على المحاصيل والنباتات.

استمرار وصول الجراد من المناطق المحتلة
إلى جانب توافر البيئة الملائمة لتكاثر وانتشار الجراد، تؤكد المؤشرات استمرار وصول أسراب الجراد خلال الأيام القادمة من مناطق التكاثر الصيفية في المحافظات المحتلة كشبوة وحضرموت، وسط توقعات بوصول أسراب إلى مارب والجوف من المناطق الشرقية والتي تشمل أجزاء من شبوة وحضرموت والمهرة، كون فرق المكافحة لم تستطع الوصول إليها، ما يفاقم من خطورة انتشار الجراد ويزيد من تهديداته على المحاصيل الزراعية.
وأكد مدير مركز مكافحة الجراد أن استمرار انتشار الجراد في مناطق التكاثر الصيفية، يشكل بؤرة خطيرة لانتشار هذه الآفة واتساع تهديداتها على الزراعة في البلد ودول الجوار والمنطقة والإقليم بشكل عام، ما يتطلب دعم جهود اليمن في السيطرة على الجراد قبل انتشاره على نطاق واسع يهدد مصادر الأمن الغذائي في اليمن والمنطقة .

قد يعجبك ايضا