الانتصار للقرآن الكريم ومقدسات الأمة العربية والإسلامية مسؤولية إيمانية تقع على عاتق كل أفراد الأمة باعتبار القرآن الكريم هو كتاب هداية ورحمة ومصدر الفلاح للعالمين..
الثورة / أمين رزق
يقول الشهيد القائد في هذا الموضوع: الحرب اليوم على ثقافة القرآن هي الأكبر، وهذا شرف عظيم جدًا لنا، أن يكون توجهنا قرآنيًا، ومهم جدًا في هذه المرحلة بالذات؛ لأن أعداء الله يتوجهون أساسًا إلى ضرب القرآن في نفوس الناس، إلى إقصاء الناس عن القرآن، إلى تغييب القرآن مهما أمكن، إلى خلق ثقافات تشكك حتى في القرآن الكريم، حرب شديدة ضد القرآن الكريم، لكنهم لا يستطيعون أن يمسوا نص القرآن بسوء، سيمسونا نحن بالسوء، سيفصلونا عنه، سيبعدونا عنه، سيشغلون أذهاننا بأشياء تصرفنا عنه، وبالتالي يصبح القرآن بمعزل عن حياتنا، عن التفاتاتنا أمام أي إشكالية نعاني منها.
وفي الأخير فعلًا القرآن قد يتعرض إلى التغييب، التغييب لاحظوا حتى في المدارس، ألم يُشتت القرآن بشكل غير طبيعي، شُتِّتَ القرآن، سنين بعد سنين حتى تنتهي من معرفة القرآن وحفظ القرآن الكريم، بينما كانوا سابقًا ربما كان في سنة أو سنتين يستطيع الناس أن ينتهوا من تعلم القرآن الكريم.
قد يغيّبون القرآن كما غيبوه في الاتحاد السوفيتي سابقًا، قد يشغلوا الناس بأشياء كثيرة، أفلام خليعة، ثقافات خليعة، رموز خليعين، رموز فن ورياضة وغيرها، وبالتالي يكون واقع الناس أسوأ بكثير كلما ابتعدوا عن القرآن، هذا الواقع الذي نتصوره سيئ جدًا، ربما بقي هناك احتمالات لأشياء أسوأ أكثر.
وكلما كان واقع الناس أسوأ في الدنيا سيكون أيضًا واقعهم أسوأ في الآخرة؛ لأن معنى السوء هنا هو ناتج عن ماذا؟ ناتج عن تقصيرنا، وكلما قصّر الناس في مرحلة تضاعفت المسؤوليات عليهم من جهة؛ لأنه كلما انتشر الفساد كلما اقترن معه بحكم الخطاب القرآني للناس مسؤوليات، منكر واحد أنت لم تنهَ عنه. جاء منكر آخر، تفرع عنه منكرات، ألم يتكرر عليك الواجب مع كل منكر؟ تتعاظم عليك المسؤولية مع كل فساد ينتشر، فيكون كلما انتشر الفساد كلما ماذا؟ تعاظمت المسؤولية علينا، وكلما رأينا السوء في حياتنا، وكلما رأينا أنفسنا لا نستطيع أن نؤدي شيئًا.
في الأخير إما أن نرى المهام الصعبة صعبة جدًا، قد لا يصل إليها إلا البعض، قد لا يؤديها إلا البعض، قد لا يرتقي إلى أدائها إلا البعض، وتكون معظم الأمة هالكة، يهلك الناس في الدنيا، ويقدمون على الله هالكين يوم القيامة، ويهلكون بدخول جهنم، نعوذ بالله من دخول جهنم.
فيما تحدث قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في إحدى محاضراته أن الاستهداف لأمتنا على المستوى الثقافي والفكري، وهو استهدافٌ لعقيدتها الإسلامية، لانتمائها الديني، وهو أخطر أشكال الاستهداف. (الإضلال، والإفساد) هما العنوانان اللذان تحدث عنهما القرآن الكريم، ولفت أنظار الأمة إلى طبيعة تحرك الأعداء بهما،
الاستهداف لأمتنا على المستوى الثقافي والفكري، وهو استهدافٌ لعقيدتها الإسلامية، لانتمائها الديني، وهو أخطر أشكال الاستهداف.
(الإضلال، والإفساد) هما العنوانان اللذان تحدث عنهما القرآن الكريم، ولفت أنظار الأمة إلى طبيعة تحرك الأعداء بهما،
لاستهداف الأمة من خلالهما، كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم وهو يتحدث عن أعداء الأمة من اليهود وأوليائهم من النصارى، قال عنهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء: من الآية44]، وقال عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[المائدة: من الآية64].
في إطار هجمتهم على أمتنا الإسلامية، والتي أيضاً تكشف طبيعة حربهم على هذه الأمة، وأهدافها الحقيقية، هو: استهدافهم للمناهج الدراسية، سواءً الأساسية والثانوية، أو الجامعية، وتركيزهم على كل ما يتضمن توعيةً للأمة عن خطر الأعداء، أو استنهاضاً للأمة للتصدي لهم، أو حديثاً عن الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وفق المفاهيم القرآنية الصحيحة، أو فضحاً للأعداء، وحديثاً عنهم، وعمَّا فعلوه بهذه الأمة على مدى التاريخ بكله، سواءً التاريخ المعاصر، أو ما قبل ذلك، فهم حرصوا على تغييب ذلك كله بشكلٍ عام من المناهج الدراسية، وحرصوا أن تتضمن في محتواها ما يمثل إضلالاً للأمة:
على المستوى العقائدي.
أو على مستوى المفاهيم الثقافية.
أو على مستوى النظرة إلى التاريخ، والنظرة حتى إلى الأعداء.
حرصوا على أن يتحكموا بذلك، وأن يؤثروا في ذلك، بكل ما له من تأثير خطير على أبناء أمتنا.
كذلك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، عملوا على تغييبها بشكلٍ كبير من المناهج الدراسية، حتى غابت بشكلٍ تام في معظم المناهج الدراسية في أكثر بلداننا العربية والإسلامية.
حرصوا على تغييب كل ما يمكن أن يبني الأمة، وأن ينهض بها، أو أن يرفع في مستوى وعيها، وهذا شيءٌ ملحوظ، وحققوا فيه نجاحات ملموسة وواضحة.
عملوا- ولا زالوا يعملون، هو نشاط مستمر ومكثف وبكل الوسائل- على التشكيك في الدين الإلهي، والرسالة الإلهية، والدين الإسلامي، والقرآن الكريم، والإساءة إلى الرموز الدينية، والإساءة إلى المنظومة العقائدية، تحت عنوان حرية التعبير، والدعوة إلى الإلحاد، وترك الدين الإلهي عبر خطط وآليات ممنهجة، ويعملون في ذلك بشكلٍ مستمر، وعبر الكثير من أبواقهم، والأقلام التي تخدمهم، ويسعون إلى ضرب قدسية كل المقدسات الإسلامية- وفي مقدِّمتها: القرآن الكريم- في نفوس الأمة، وما يقومون به من حرقٍ للمصحف الشريف واحدٌ من أهدافهم في ذلك هي: ضرب قدسية القرآن في نفوس المسلمين، وترويض الأمة إلى عدم المبالاة تجاه أي إساءةٍ إلى مقدَّساتها، وإلى كل ما يمثل رمزيةً لها في دينها.
عملوا على الغزو الثقافي الغربي، بما تسميه أمريكا بالقيم الأمريكية والليبرالية، تحت مسمى الحريات، التي تتعارض في الواقع- وليست بحريات- تتعارض مع القيم الإسلامية المحافظة، وحرصوا على تقديمها وكأنها تمثل الحضارة والرقي؛ ليخدعوا بها من لا يمتلكون الوعي تجاه أساليبهم المخادعة، وعناوينهم الزائفة، واستخدموا كل الوسائل والقنوات الثقافية من: أفلام، وكتب، وصحف، ومواقع إلكترونية… وغير ذلك من الوسائل، والهدف من ذلك: احتلال الأفكار، احتلال القلوب، السيطرة على الإنسان حتى في تفكيره، في ثقافته، في قناعته، في مفاهيمه، لتكون كلها محتوىً مغلوطاً خاطئاً يدجِّنه لهم، ويجعله ينبهر بهم، ويتولاهم، ويطيعهم، ويقتنع بكل توجهاتهم وتوجيهاتهم، وهذا أسلوب خطير من أساليب الاستعمار والسيطرة على الإنسان.