مكافحة الإرهاب مطلب جماهيري .. واختطاف الأجانب أصاب الاقتصاد في مقتل

تنظيم القاعدة يسعى إلى إفشال المرحلة الانتقالية بما فيها الدولة الاتحادية

مخرجات مؤتمر الحوار أوكلت مهمة القضاء على الإرهاب إلى القوات المسلحة والأمن

يتواجه اليمن إرهاب تنظيم القاعدة بشتى أشكاله وأنواعه إرهاب لا يعرف إلا القتل وسفك الدماء وتخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وفي تقريره الأخير المرفوع إلى مجلس الأمن قال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر بأن اليمن تواجه إرهاب القاعدة في شبه الجزيرة العربية وعلى المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب اليمن كون أمنها يرتبط بالأمن والسلم الدولي وفي هذه الفترة تخوض وحدات من قواتنا المسلحة والأمن معركة ضد عناصر الشر والإجرام في عدد من المحافظات وهذه الحملة اقتضتها الضرورة الوطنية بعد أن أصبحت مطلباٍ شعبياٍ كل هذه الأحداث وأكثر تجدها في هذا الحوار الذي أجرته “الثورة” مع العميد الركن الدكتور قاسم الطويل –أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية مساعد مدير مركز الدراسات للشئون العربية والدولية في الأكاديمية العسكرية العليا- فلنتابع:

* برأيك كيف تعاملت مخرجات مؤتمر الحوار الوطني مع قضية مكافحة الإرهاب¿
– كانت قضية مكافحة الإرهاب من ضمن القضايا التي تم مناقشتها في مؤتمر الوطني وهذه القضية ترتبط بكثير من القضايا المطروحة على طاولة المؤتمر وكانت جميع الأطياف السياسية والمجتمعية قد اتفقت على أنه لا يحق لأي فئة أن تمتلك السلاح والجيش فقط من يمتلكه وكون القاعدة تمتلك السلاح وتسعى إلى إفشال المرحلة الانتقالية وعدم الوصول إلى الدولة الاتحادية وتقوم بالعمليات الإرهابية فإن مخرجات الحوار الوطني أعادت هذا الأمر للقوات المسلحة والأمن كجهة مسئولة عن مطاردتهم وملاحظتهم وضبط الأمن والاستقرار.
المساندة الدولية
* في تقريره المرفوع إلى مجلس الأمن قال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر بأن اليمن تواجه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية .. من أي زاوية تقرأ هذا التصريح¿
– الإرهاب ليس له دولة ولا دين وهو يتحرك على نطاق واسع وخلال الفترات الماضية دخل الكثير من الأجانب المنتمين للقاعدة إلى اليمن التي يعتبرونها حقل تجارب وأضعف حلقة يستطيعون التواجد فيها على مستوى الوطن العربي وكان معظم الإرهابيين يأتون من الصومال بين الأعوام 2007 و2009م أكثر الفترات لدخولهم نظراٍ لعدم الاستقرار في الصومال ومواجهتها للسواحل اليمنية وهذا ما أثر بشكل كبير على استقرار الأوضاع في بلادنا وخلال الفترة الأخيرة تزايدت جنسيات أعضاء القاعدة في الأراضي اليمنية وما ذكره بنعمر يوضح ضرورة مساندة الدول الشقيقة والمانحة لليمن في مكافحتها للإرهاب لأن أمنها واستقرارها ينعكس على الوضع الإقليمي والدولي.
* ما تفسيرك لتصعيد تنظيم القاعدة لعملياته ضد أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية في الفترة الماضية وحالياٍ¿
– قضية التصعيد في استخدام المؤسسة العسكرية والأمنية هدفه إضعاف دورها الذي تقوم به لأنها المعنية بمكافحة الإرهاب كما أن القاعدة تستغل أي قصور في المهام العسكرية وتسعى من خلال هذه العمليات الوصول إلى أجندتها وتحاول اغتيال القيادات والكوادر القوية وفي نفس الوقت تهاجم المهمة وفي حقيقة الأمر القوات المسلحة والأمن تعمل بقناعة تامة ولن تثنيها أي صعوبات عن تأدية واجبها المقدس تجاه الوطن.
إفشال الهيكلة
•كيف تنظر إلى تعامل القوات المسلحة والأمن مع هذه العمليات¿
– تعامل القوات المسلحة والأمن خلال الفترة الأخيرة وتحديداٍ منذ انتقال السلطة سلمياٍ في 21 فبراير 2012م عندما تم انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن رئيساٍ للجمهورية كان قوياٍ مع تنظيم القاعدة في أبين حيث تم تدمير فلول هذا التنظيم الإرهابي وبالتالي بدأت لحمة الجيش والأمن تلتئم وتؤدي دورها كما ينبغي وتعززت ثقة الشعب بجيشه الذي يستمد قوته من جماهيره العريضة وقواتنا المسلحة لن تألوا جهداٍ في اكتساب الحس الأمني الذي بات من أهم العوامل في محاربة الجماعات الإرهابية التي تستخدم الجانب الدفاعي.
•كيف تربط بين إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وبين تصاعد الهجمات الإرهابية على المناطق العسكرية ومحاولة اقتحامها¿
– تسعى القاعدة إلى إفشال الجيش والأمن لعلمها بأنه سيكون أقوى وخالياٍ من الشوائب بعد الهيكلة ورغم محاولة المتآمرين تقسيم الجيش وإضعافه إلا أنه سيظل حامي عرين الوطن وفي حقيقة الأمر مخططات الإرهابيين تتعامل مع أهداف عسكرية سواء كانت بشرية أو مواقع وفي اعتقادهم بأن الجيش مجزأ ومقسم ونحن نؤكد أن الجيش والأمن كتلة واحدة وجسداٍ واحداٍ وقلباٍ واحداٍ ولديه هدف استراتيجي لا يمكن أن يفرط فيه وهو الحفاظ على هذا الوطن وحماية وحدته وسيادته.
الفكر التكفيري
• بينما يقتل الإرهابيون بدم بارد وبوحشية أفقدتهم إنسانيتهم يتغنى التنظيم الإرهابي في بياناته بأنها عمليات نوعية في إطار حربه مع الكفرة.. ما الذي سهل لهذه الجماعة استقطاب الشباب وإقناعهم بهذا الفكر التكفيري¿وما هي الحلول المناسبة لمحاربة هذا الفكر¿
– كان هناك دائرة اسمها دائرة التجنيد للدفاع الوطني وكان الطلبة عندما يتخرجون من الثانوية العامة يؤدون الخدمة العسكرية لمدة سنة وعندما ألغيت أثر ذلك بشكل واضح على الشباب فالأصل هو غرس الانتماء لهذا الوطن في قلوبهم كما أن الفراغ واستقطاب الجماعات الإرهابية لبعض الشباب يعد خطراٍ كبيراٍ خاصة ولكل جماعة أيديولوجياتها وأهدافها والمفروض أن تستوعب الدولة هؤلاء الشباب في المجالات المختلفة وهذا ما أكده فخامة رئيس الجمهورية بأن البطالة خطر كبير يحدق بالشباب والقضاء عليها لا يمكن أن إلا بدعم الدول الشقيقة والمانحة وتعزيز أمن واستقرار البلد ويأتي دور المجتمع كدور رئيسي وهام ابتداء من الأسرة في مراقبتها لأبنائها ثم دور المدرسة مروراٍ بالعلماء فيما يجب على وسائل الإعلام أن تقف وقفة صادقة مع نفسها ومع أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية كون مهمة مكافحة هذا الفكر والإرهاب مهمة مجتمعية.
الخلاف السياسي
•ما علاقة الخلاف السياسي بالفوضى الأمنية¿ وهل تساهم الخلافات السياسية في إضعاف المؤسسة العسكرية والأمنية¿
-ما أشار إليه خطاب وزير الدفاع في الكلية الحربية منذ أيام يؤكد بأن القوات المسلحة والأمن تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية وللأسف هناك قوى تحاول أن تضعف دور المؤسسة العسكرية والأمنية لكي تنقض على الساحة السياسية, وبدورنا نقول لكل الأطراف أبعدوا صراعاتكم عن الجيش وعليكم أن تتنافسوا بشرف وعبر ماتوافقتم عليه في مؤتمر الحوار وعبر الصناديق وجماهير الشعب تعي وتدرك كل اللعب السياسية, وهي الفيصل والحكم وعلى الجميع أن تعلم بأن الجيش والأمن لحماية مكتسبات الوطن ووحدته ومتى ما شعر بأنها في خطر لم ولن يتأخر في الذود عنها وسيضحي بالغالي والنفيس من أجل حمايتها.
اختطاف الأجانب
* كيف تنظر إلى ظاهرة اختطاف الأجانب سواء أكانوا دبلوماسيين أو صحفيين أو سياح¿
– نحن بأخلاقنا وديننا الذي يلزمنا حماية الضيف لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نرضى باختطاف الأجانب في بلادنا وإلا أين نحن مما قاله عنا رسول الله صلى عليه وسلم (أتاكم أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية) بالإضافة إلى أن ظروفنا لن تتحسن كوننا خسرنا موردا مهماٍ وهو القطاع السياحي, كذلك قطاع الاستثمار الذي تعتمد عليه دول كثيرة في تنميتها ودخلها القومي, وطالما ظاهرة الاختطاف موجودة فإن صورة اليمن وسمعتها ستكون سيئة وعليه يجب أن ندافع عن صورة بلادنا وأن يستشعر كل مسؤول وجندي ومواطن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
دور المجتمع
* ماهو الدور المطلوب الذي يجب أن تؤديه جماهير الشعب اليمني لدعم ومساندة القوات المسلحة والأمن وهي تطارد عناصر الإرهاب في محافظات أبين وشبوة وحضرموت¿
– نحن نثق ثقة كبيرة بأن هناك تأييداٍ شعبياٍ كبيراٍ للحملة الأمنية والعسكرية في محافظات أبين وشبوة وحضرموت وهذه الحملة أصحبت أحد المطالب الشعبية بعد أن قام الإرهابيون بنهب الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات ونهب ناقلات النفط ومحاولتهم زعزعة الأمن والاستقرار وترويع المواطنين, وكل هذه العمليات الإجرامية كلفت البلاد الكثير, ولذا كان على الجيش أن يتحرك ليدك أوكار الإرهابيين ويخلص الوطن من شرورهم, واليوم تقف اللجان الشعبية بكل شجاعة إلى جانب قواتنا المسلحة والأمن.

قد يعجبك ايضا