الطرقات مصممة بمواصفات فنية..والحمولات تفوق المواصفات


تحقيق/ محمد قائد العزيزي –
مياه الأمطار والحمولات الزائدة والحفريات .. عوامل رئيسية لإتلاف الطرق

الحمولات الزائدة مشاكل وأخطار إضافية مبعثها طمع وجشع بعض أصحاب المركبات في تحقيق أرباح مادية بسرعة ولمرة واحدة .. وذلك من خلال زيادة حمولات مركباتهم .. في هذا التحقيقº وبمناسبة أسبوع المرور العربي الذي يصادف اليوم الأحد سنتناول أخطار هذه الظاهرة ليس على المواطنين وحسب بل على الطرق خاصة وأن اليمن تفتقر لمحطات وزن الحمولات للمركبات الكبيرةº وأيضا مخالفة هذه المركبات لقواعد وإرشادات وآداب المرور مما يعرض المجتمع ومستخدمي الطريق لأخطار لا يحمد عقباها … نتابع تفاصل هذا التحقيق:
هذه المشاهد من الصور التي التقطتها عدسة الزميل المصور تتكرر يوميا وتتسبب في الكثير من الحوادث الأليمة التي يذهب ضحيتها العديد من الأرواح البريئة سواء كانت حوادث انقلاب أو سقوط أحمال على السيارات أو المواطنين أو دهساٍ نتيجة الحمولة الزائدة التي تنتج عنها أعطال في البريك الفرامل أو الكليش وتصبح المركبة طليقة العنان تلتهم كل ما يصادفها على طريقها وسائقها لا حول له ولا قوة سوى الصراخ والمناداة للناس بأعلى صوته بالهروب من أمام طريق المركبة التائهة كالجمال الهائجة التي أصابها شيء من الجنون .. والمشهد هنا لا ينجو منه إلا من لا يزال عمره طويلا..

عواقب وخيمة
نلاحظ أيضا في كثير من الأوقات أن حمولات المركبات زائدة وبارزة على جوانبها كما في الصور التي ننشرها في هذا التحقيق يقول العديد من الأشخاص الذين التقيناهم من أصحاب الشاحنات في منطقة عصر والحتارش بأمانة العاصمة أن القصد من وراء ذلك هو من أجل تحقيق مكاسب مالية من قيمة الحمولة .. وعندما سألناهم عن الكوارث نتيجة هذه الحمولة أجابوا بالقول : “ما يقع شيء وإن وقعت فهي نادرة وقضاء وقدر” .. متناسيا هذا السائق أو ذاك العواقب الوخيمة التي تخلفها هذه الأفعال غير العقلانية على الآخرين بالمقام الأول إذا كان قد رهن حياته للمجهول وكسب المادة .

تضرر 20 سيارة
هذه الأفعال قد تسبب العديد من الحوادث المرورية فمثلا السيارات التي تحمل مواد البناء كالجص أو النيس أو الحجارة الضخمة الخاصة بالبناء أو الحجارة المخلوطة بالتراب والتي يشتكي منها المواطنون بحرقة وألم فمنهم من سقط على زجاج سيارته حجارة أو نيس وتشقق الزجاج أو تهشم نتيجة تطاير هذه المواد ..أما أصحاب الجص فهم كمن يذر الرماد على عيون الناس º وكثيرون من غرفت لهم الرياح كمية من الجص لعيونهم لأن أصحاب هذه الناقلات لا يغطون الجص (بالطربال ) خاصة في الخطوط الطويلة .. فمثلا وعلى سبيل المثال حدث في الأسبوع الماضي انقلاب قاطرة ديزل في طريق صنعاء الحديدة على سيارة مما أدى إلى اشتعال النيران فيها ووفاة 3 أشخاص كانوا داخل السيارة º وحدث نفس هذا الحادث العام قبل الماضي حادث مروري في محافظة عمران مركبة كبيرة كانت تحمل أطنانا من الخشب على متنها تسببت في وفاة ثلاثة أشخاص أثناء انقلابها تضررت 10 سيارات بأضرار جسيمة وكان سبب انقلاب هذه المركبة وسط الشارع العام هو الحمولة الزائدة التي تسببت في خلل فني بالمركبة .. وكان انقلاب المركبة في وقت متأخر من الليل والشارع خالُ من المارة ومثل هذه الحوادث كثيرة جدا ºº وليس حادث مدينة بيرباشا ونقيل نجد قسيم بمحافظة تعز ببعيد ºº حيث كان الحادث الأول في بيرباشا هرولة شاحنة كبيرة إلى سوق المدينة بسبب عطل في الفرامل ونتج عن الحادث وفاة شخصين وتضرر عدد من السيارات ومحول الكهرباء وفصل أسلاك الكهرباء .. أما الحادث الآخر في نجد قسيم على خط التربة تعز فقد سائق قاطرة نفط السيطرة على الناقلة وتسبب الحادث في وفاة ستة أشخاص وإصابة عشرين آخرين من المتواجدين في سوق نجد قسيم .. وعلى إثر ذلك الحادث خرجت جموع من المواطنين في تظاهرة تطالب في منع مرور الشاحنات من ذلك الطريق وإيجاد طريق دائري آخر جديد للمركبات والسيارات الكبير وقد وجه بعد هذا الحادث محافظ المحافظة في ذلك الوقت نقل الأسواق التي تكون على الطريق العام تفاديا لمثل هذه الحوادث ووجه أيضا بسرعة إيجاد طريق دائري في تلك المناطق وهو ما يعمل عليه حاليا المحافظ شوقي هائل سعيد أنعم محافظ تعز .

مرشد سياحي
لاحظنا منذ أن بدأنا جمع معلومات هذا التحقيق وبالذات في الأعوام السابقة والشهور الأولى من العام الجاري º هذه الظاهرة التي لاحظناها قيام بعض رجال المرور بدور المرشد السياحي فنراه وهو بجانب سائق المركبة يرشده على الطريق وكان صاحب المركبة سائحاٍ جاء لزيارة بلادنا يحتاج إلى مرشد للطريق º وهو بالطبع أمر مخجل للمرور وقيادة المرور أو شرطة السير بحسب التسمية الجديدة ..لماذا¿!.. لأنه وبدلا من ضبط ومنع أصحاب المركبات من المرور في الشارع في وضح النهار لأنه ممنوع دخولها خلا ل النهار يقوم رجل المرور هو بإرشاده ومخالفة قواعد المرور والقانون º بدلاٍ من ضبط المخالفين من هؤلاء وأصحاب الحمولات الزائدة وغيرها .

مخالفة للمواصفات
من المعلوم والمعروف أن الطرق في بلادنا تعاني من الإهمال وعدم الصيانة وانتشار الحفر والكمائن والمطبات إضافة إلى ضيق هذه الطرق ºº كما أنها تعاني أيضا من كثير من المشاكل المتنوعة ولعل انتفاخ الإسفلت على جوانب الطريق ووسطها أبرز هذه المشاكل .. المختصون في وزارة الأشغال العامة والطرق والتخطيط الحضري يؤكدون أن الطرق تعاني من سوء استخدامها وبالذات الحمولات الزائدة للمركبات والسيارات الكبيرة التي تحمل كميات وحمولات زائدة عن قدرتها وعلى الطرق التي صممت لحمولات معينة .
هنا يقول أحد المختصين لصيانة الطرق في المؤسسة العامة للطرق أن التصاميم الفنية عند إنشاء الطرق تتضمن المواصفات الفنية والحمولات التي على متن المركبات وقوة وصلابة هذه الطرق إلا أن أصحاب المركبات يحملون مركباتهم أكثر من طاقتها وطاقة الطرق .
ويؤكد المختص بصيانة الطرق أن الطرق عدوها الرئيسي مياه الأمطار والحمولات الزائدة والحفريات التي تقوم بها الجهات الأخرى دون إعادة صيانتها º وهذه العوامل هي سبب رئيسي في تدهور الطريق وتلف المادة الإسفلتية عموما … وقال لا يزال الكثير من أصحاب المركبات الكبيرة يجهلون أو يتجاهلون تأثيرات الحمولات الزائدة على مركباتهم وعمرها الافتراضي ومسالة الإهلاك وكذا تدمير وإهلاك وإتلاف الطريق والإسفلت وإفساد حياة ومستخدمي الطريق حيث تتسبب هذه الممارسات بإيجاد الحفر وتعرجات الطريق وغيرها من الإشكاليات الأخرى التي تؤدي بدورها إلى الكثير من الحوادث المرورية .

توجيه وإرشاد
وطالب المسؤلون في مؤسسة الطرق بتضافر الجهود من قبل الجهات ذات العلاقة ومنها وزارتا الداخلية والأشغال والإدارة العامة للشرطة السير في توجيه الإرشادات لأصحاب هذه المركبات والمكاتب المتخصصة في عملية النقل للبضائع والكميات الأخرى بخطورة الحمولات الزائدة على المركبات وعلى الطرق وما تخلفه هذه الحمولات من حوادث مرورية وتدمير للطرق التي دائما ما نستخدمها .

القواطر الأكثر مخالفة
تبين من خلال تقرير المرور أن حوادث السرعة الزائدة بلغت العام الماضي 2013م حوالي 3441 حادثة وبنسبة زيادة عن العام الذي قبله بـ 37% .. فيما الإهمال و الذي يندرج فيه حالات الحمولات الزائدة فقد بلغ 2423 حادثة وبنسبة ارتفاع عن عام 2012م تصل إلى 26% .. أحد أفراد المرور كان متواجدا في منطقة مذبح بالأمانة سألناه عن الحملات الزائدة ومرور هذه المركبات بهذه الحمولات وسط المدينة في وضح النهار فأجاب : لا تمر القواطر الكبيرة التي تحمل البضائع إلا في أوقات متأخرة من الليل º ولكن هناك مركبات متوسط الحجم مثل مركبات المخلفات كالحجارة ومواد البناء تمر نظرا للظروف التي تعمل فيها هذه المركبات وتكرار عمليات النقل لهذه المواد بالإضافة إلى أنها ليست كبيرة قد تشكل زحاماٍ أو اختناقاٍ مرورياٍ وليست ممنوعة أصلا من السير في النهار .
وأضاف: لا توجد لدينا تعليمات بعدم مرور هذا النوع من السيارات أو استخدامها شارعاٍ معيناٍ .. ولكن الحمولات الزائدة هي المسألة الأكثر مخالفة لمثل هذه المركبات وبالذات خلال الأعوام الثلاثة الماضية والعام الحالي 2014م فإن الجميع يمر دون أي مساءلة والسبب الأوضاع التي مرت بها البلاد º ونحن نتمنى أن يشهد أسبوع المرور لهذا العام انتظاماٍ واحتراماٍ لقواعد وإرشادات المرور º ويؤكد عدد من رجال المرور أن هناك أصحاب مركبات يطمعون في المبالغ المالية المعروضة عليهم ويعملون على إنهاء تلك الكميات بأسرع وقت ممكن ºيعني أن الغرض من وراء هذه الحمولات الزائدة المال فقط .. رغم أن هذه الحمولات تؤثر على المركبة وعمرها الافتراضي ..ومسألة إهلاكها بالإضافة إلى الحوادث المرورية التي تتسبب بها وكذا تدمير الطريق وغيرها من المشاكل الأخرى .

تفتقر إلى المواقف
وافقهم الرأي رجل مرور آخر يؤدي عمله في منطقة صرف شرق الأمانة حيث قال : أغلب أصحاب المركبات لاتهمهم الحوادث المرورية أو مشاكل الطرق التي تنتج عن الحمولات الزائدة المهم الفلوس .. خاصة وأنه لا توجد محطات للوزن في الخطوط والشوارع الرئيسية للمدن حتى يتم ضبط هذه المركبات المخالفة .
ويؤكد شرطي المرور أن هذه المركبات تفتقر أيضا إلى المواقف الرئيسية داخل وعلى مداخل المدن وبالتالي فإن الشوارع الرئيسية هي المواقف الخاصة بها .

إنشاء محطات وزن
العقيد عبد الرزاق المؤيد نائب مدير عام الإدارة العامة للمرور تحدث بمرارة عن الحمولات الزائدة للمركبات حيث قال : الحمولات الزائدة للمركبات كارثة حقيقة نعاني منها بشكل دائم ويومي ومورق º فأصحاب المركبات يهمهم المكاسب المادية التي يجنونها من هذه الحمولات حيث نلاحظ حمولات بعض المركبات تعلو المركبة مرتين أي دورين .
ويقول العقيد المؤيد : يجب على وزارة الأشغال العامة والطرق بناء وإنشاء محطات التوزين للمركبات وحمولاتها حتى يستطيع رجال المرور محاسبة أصحاب هذه المركبات المخالفة للحمولات المقررة لكل مركبة .
وقال : كثير من الحوادث سببها الحمولات الزائدة ويذهب عدد من الأشخاص ضحايا لهذه الحوادث وكذا إعدام المركبات .. ومع ذلك نحن نحاول بقدر الاستطاعة محاربة هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بمخالفة معايير الحمولة سواء أكانت بضائع أو مواد أخرى أو بشر .

قد يعجبك ايضا