أصدقاء اليمن وما فعله أبناؤه
ناجي عبدالله الحرازي
ناجي عبدالله الحرازي –
مرة أخرى تستضيف العاصمة البريطانية لندن اجتماعا آخر لمجموعة أصدقاء اليمن التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول الشقيقة والصديقة التي نعلم جيدا أنها تتعاون معنا منذ عقود.
الاجتماع الأخير خرج ببيان منمق تابعنا ما جاء فيه خلال الأيام الماضية ونتطلع كما تعودنا منذ أول اجتماع مشابه لتنفيذ ماجاء فيه دون أن نسأل أنفسنا إذا ما كنا قد فعلنا ما يجب لكي نقنع الأصدقاء والأشقاء في العالم باستمرار تعاونهم معنا.
ولمن يعاني من ضعف في الذاكرة من المتابعين لملف تعاون العالم من اليمن يعلم الجميع أن مجموعة أصدقاء اليمن أو الدول المانحة هذه وإن قال الأخ وزير الخارجية أنها ولدت في شهر يناير من العام 2010م وأن اربع سنوات تعد فترة كافية لتقييم أداء المجموعة من خلال التجربة السابقة.
إلا أن اجتماعات ولقاءات مشابهة كانت قد بدأت منذ أكثر من عشرين عاما عندما التأم شمل مجموعة الدول المانحة للمرة الأولى في جنيف خلال السنوات الأولى من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية حينها رأس وفد اليمن رئيس الوزراء الأسبق المهندس حيدر أبو بكر العطاس .. وحينها هللنا وكبرنا وقلنا أن العالم يدعم وحدتنا ولن يقصر معنا وسيقف إلى جانبنا..
لكننا اختلفنا فيما بيننا وأشعلنا حربا ضروسا كان مبررها الدفاع عن دولة الوحدة من مشروع انفصالي ..
تلك الحرب كبدت اليمن الكثير من الخسائر البشرية والمادية وأحدثت شرخا نفسيا واجتماعيا مازلنا نعاني من تبعته حتى اليوم.
وما أن هدأت الأوضاع قليلا بعد حرب صيف عام 1994م حتى عادت إلى السطح مجددا فكرة تفعيل عمل مجموعة أصدقاء اليمن أو الدول المانحة لتعقد أكثر من إجتماع آخرها كان خلال أواخر عام 2006م في لندن أيضا لكننا دخلنا في حرب مع بعضنا البعض مجددا وتلك المرة كانت المواجهة في صعدة التي خاضت فيها قواتنا المسلحة ستة حروب غير مجدية كبدتنا المزيد من الخسائر البشرية والمادية
ومرة أخرى تهدأ الأوضاع الأمنية قليلا وتعود فكرة مجموعة أصدقاء اليمن للظهور مجددا في أوائل عام 2010م ليلتئم شمل ممثلي الدول المعنية في العاصمة البريطانية مجددا لعل أمور اليمن تهدأ ويتسنى لأصدقائنا وأشقائنا مساعدتنا حتى اندلعت الأزمة أو الثورة الشبابية خلال أوائل العام 2011م لتتعطل مسيرة مجموعة أصدقاء اليمن مجددا بانتظار المبادرة الخليجية التي تضمنت إحياء عمل المجموعة ملا في تمكين البلاد من معالجة مشاكلها التنموية
ومنذ ذلك الحين ونحن في اليمن نشكل اللجان تلو الأخرى ونقدم دراسات ومشاريع لا حصر لها ونتطلع إلى أن تواصل هذه الدول الشقيقة والصديقة مد المزيد من يد العون والمساعدة لنا.
الجديد هذه المرة أن هناك آلية الجديدة لمجموعة أصدقاء اليمن وافق المشاركون في اجتماع لندن على مراجعة تفاصيلها بهدف تطوير عملها وتقديم الدعم التام لليمن على أن تمضي عملية دعم اليمن من خلال ثلاثة مجالات أساسية تشمل تحقيق الانتقال السياسي والمضي قدما في الإصلاح الاقتصادي وبرامج التنمية وفي إصلاح قطاع الأمن والقضاء
وهكذا فإن اجتماع لندن لم يسفر كما توقع البعض عن تقديم المزيد من الأموال والتعهدات بل جاء ليؤكد أهمية تزامن وفاء أصدقاء اليمن بتعهداتهم السابقة مع ما تحقق من تقدم سياسي وأمني واقتصادي في اليمن .
وحتى لو وافق المانحون على تسريع مساعداتهم لليمن فسيبقى النجاح مرهونا بمدى جاهزية واستعداد ورغبة اليمنيين في مساعدة أنفسهم وإقناع أصدقائهم بأنهم لن يهدروا المزيد من الوقت والمال والجهد في أزمات لا طائل منها .