أكثر من عام منذ أن أعلن عن بدء سريان الهدنة في اليمن في الثاني من أبريل 2022م- وعندها استبشر المواطن اليمني خيرا وقال: الآن سنرتاح من الحرب والعدوان والحصار ونعيش في أمن وسعادة وسلام…
ولكن مع مرور الأيام يتضح أن من هرول وطلب الهدنة وأعلنها لا يريد لهذا الشعب أن يعيش وأن تكون له حريته، وينال حقوقه ولا يتدخل أحد في شؤونه…
لو تأملنا قليلا ماذا تحقق للشعب من الهدنة؟
نعم توقف قصف الطيران، والمعارك العسكرية في بعض الجبهات، وماذا بعد؟ السماح لسفن المواد الغذائية والمشتقات النفطية بالوصول إلى ميناء الحديدة وإن لم يكن بالشكل المطلوب، وكذلك تسيير رحلة أو اثنتين أسبوعيا من مطار صنعاء إلى الأردن.
هذا كلما تحقق للشعب اليمني من هذه الهدنة…
وبقية النقاط التي تم الإعلان عن تنفيذها مع كل تجديد للهدنة لم يتم الإيفاء بها ومنها صرفت مرتبات الموظفين ورفع الحصار نهائيا وفتح المطارات كلها وعود كذابة نسمع جعجعة ولا نرى طحينا…
بينما الطرف الآخر وهو المعتدي تحالف العدوان وبالأخص السعودية والإمارات ضمن عدم استهداف منشته الحيوية النفطية والاقتصادية منها من قبل الطيران المسيَّر والصواريخ اليمنية، وأمريكا كذلك ضمنت استمرار تدفق النفط السعودي والخليجي إلى الأسواق وعدم حدوث أزمة عالمية في أسعار المشتقات النفطية.
وأمام تهرب ومماطلة تحالف العدوان عن تنفيذ بنود الهدنة، ومراوغته المستمرة كما هي عادته، فإن الشارع اليمني يتساءل إلى متى سيبقى الوضع أو حالة اللا سلم واللا حرب؟ وإلى متى سنبقى دون مرتبات رغم معرفتنا عند من هي مرتباتنا ومن الذي يرفض تسليمها ويستخدمها ورقة ضغط لتحقيق مآرب أخرى؟.
الشعب اليمني يعيش هذه الأيام حالة من الصمت والترقب، يتمتم بكلمات لو نطق بها لتحدد مصير هذه الهدنة وما بعدها…!
ما يحدث في المحافظات الجنوبية من عبث وتدمير وتمزيق للنسيج الاجتماعي، وتنفيذ مخططات تقسيم وتفتيت اليمن شيء لا يمكن السكوت عنه… ولن يرضى به الشعب اليمني ولا قيادته…
فما يحدث الآن وما يخطط له العدو ويسعى إلى تنفيذه وتحقيقه في ظل ما تسمى بالهدنة، أخطر من الحرب والعدوان… ووقعه أفتك من الصواريخ وقصف الطيران.. ومن ذلك الحرب الناعمة واستغلال الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الشعب اليمني بسبب الحرب والعدوان والحصار وحرمانه من المرتبات ومن ثرواته النفطية والغازية… واستهداف الثوابت والرموز الوطنية، ونشر الإشاعات والأخبار المفبركة والكاذبة…
وهذا ما يتطلب من الجميع الحذر والتصدي لمخططات تحالف الأعداء والوقوف ضد مشاريعه التآمرية، والتحرك الجاد والمسؤول لحماية النصر العسكري، ومواصلة الصمود والثبات، وعلى العدو أن يعي ويدرك أن الوضع لن يستمر على ما هو عليه، وأن الصبر له حدود ويجب عليه أن يحذر من صمت وترقب الشعب اليمني، فإن ثار فثورته ستكون بركاناً لن ينطفئ حتى يعلن العدو الهزيمة والخسران…
وعلى الباغي تدور الدوائر…