الشركات الوهمية خطر يلتهم مدخرات المواطنين ويسهم في رفع مؤشرات الفقر وليس العكس

الشركات الوهمية تختلف في طرق استقطاب المساهمين عبر مندوبين من النساء تروج شفهيًا أو عبر وسائل التواصل الإلكتروني للاشتراك

توثيق 13 شركة وهمية تحايلت على مدخرات المواطنين في اليمن بأساليب مختلفة

انتشرت خلال الأعوام القليلة الماضية في بعض محافظات الجمهورية عدد من الشركات التي تزعم استثمار الأموال في أعمال تجارية عبر شبكة من الأشخاص الذين يقومون بإقناع الناس بالمساهمة نقديًا للحصول على أرباح شهرية أو دورية للمساهمين. وبرزت أسماء كثيرة لهذه الشركات في اليمن وتحت مسميات عديدة تقوم بالاحتيال على مدخرات المواطنين بدعاية أنها “تدر أرباحًا كثيرة دون تعب” ، ووفقا لمتخصصين فإن جميع هذه الشركات قد نصبت على الآلاف من المواطنين عبر خدعة “الأسهم والنصب الشبكي”.
الثورة / أحمد المالكي

تختلف هذه الشركات في طرق استقطاب المساهمين. فبعضها عبر مندوبين معظمهم من النساء تروج شفهيًا أو عبر رسائل تطبيقات المحادثات الفورية للاشتراك في الشركة الوهمية عبر أسهم، تبلغ قيمة السهم الواحد 115 ألف ريال (حوالي 206 دولارات أمريكية)، لكنها في الحقيقة شركات وهمية تسلب مدخرات الفرد والثروات الشخصية التي يمتلكها المواطنون، وبالتالي قد تُفقد هذه المدخرات بسبب المساهمات فيها ، ويصبح المساهمون من المعدمين، وقد يتحولون لعالة على المجتمع، إن لم تكن لهم مصادر أخرى، بل إن الأساليب الاحتيالية التي تمارسها هذه الشركات من خلال استهداف مدخرات الناس وأموالهم تساهم بشكل مباشر في مؤشر زيادة الفقر وليس العكس وفق خبراء الاقتصاد.
خبراء الاقتصاد حذروا المواطنين من خطورة التعامل أو الثقة بمثل هذه الشركات الوهمية ، ولابد على كل شخص مساهم الاطلاع على تقارير الشركة المالية، للتأكد من وجود الشركة، عقود أصولها، نوعها، أنشطتها على أرض الواقع وهل هي بتراخيص قانونية من الدولة أم لا.

تزايد الضحايا
وعقب انتشار ظاهرة الشركات الوهمية في اليمن، وتزايد عدد ضحاياها، تم إنشاء منصة فرودويكي، وهي منصة متخصصة، ظهرت مؤخرا من قبل أكاديميين يعملون على كشف تضليل وتحايل الشركات الوهمية، وفق تدقيق وتحرٍّ علمي ومهني، باستخدام أدوات الاستقصاء، تحاشيًا لوقوع المواطنين فريسة للاحتيال والنصب.
وقد وثقت فرودويكي حتى الآن 13 شركة وهمية تعمل جميعها على التحايل على مدخرات المواطنين في اليمن بأساليب مختلفة.
وحسب فرودويكي فإن هذه الشركات الوهمية تقوم على أساس “التسويق الهرمي”، الذي يعني دفع الأرباح للمساهمين القدامى من أموال المساهمين الجدد، ويستمر العمل بوجود عدد من العملاء الجدد، مع إقناع العملاء الحاليين بالاستمرار في استثمارهم، وتؤخذ الأموال من كل طبقة لتعطى سابقتها.

تحذير
وكانت وزارة الصناعة والتجارة في صنعاء، حذرت المواطنين من التعامل مع أي كيانات شركات توظيف أموال وهمية، داعية إلى التأكد من وثائق أي شركة ومنها السجل التجاري والترخيص بمزاولة هذا النشاط إضافة إلى التأكد من وجود مقر رسمي واضح العنوان.
فيما أكد وزير الصناعة والتجارة محمد المطهر على ضرورة تفعيل الإجراءات القانونية أو المسببة لمنع أي شركات وهمية لتوظيف الأموال وحماية المجتمع من أنشطتها غير القانونية بالاحتيال على المواطنين والتعامل مع المتورطين في مثل هذه الأنشطة وفق القانون.