الثورة نت|
أحيت الهيئة العامة للأوقاف بالتعاون مع دائرة العلماء والمتعلمين اليوم بصنعاء الذكرى السنوية للصرخة بفعالية خطابية تحت شعار ” الشعار .. سلاح وموقف”.
وفي الفعالية أوضح مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن منهج القرآن هو منهج الله سبحانه وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حث الناس على الجهاد في سبيل الله في كثير من آيات القرآن الكريم.
وقال “لقد ترتب على الجهاد والاستشهاد دخول الجنة والآيات التي وردت في القرآن الكريم تحث على الجهاد والبراءة من أعداء لله، هي نوع من هذا القبيل من باب التعبئة العامة والتحريض وحث الناس على الجهاد في سبيل لله وتعزيز الوعي في نفوسهم”.
واعتبر العلامة شرف الدين، الشعار براءة من الظلم وأهله، يُعبر في ذات الوقت عن الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذه المسلم لمواجهة الأعداء، داعياً إلى التحرك الجاد لمواجهة الأعداء ومشاريعهم التآمرية ضد الأمة.
وأشار إلى أن إطلاق الصرخة جاء بعد تأمل وتدبر للواقع والنصوص القرآنية والنبوية وما يجب على الإنسان القيام به في الوقت المعاصر.
وأفاد مفتي الديار اليمنية بأن شعار الصرخة اختزل معانٍ كثيرة، ومن يحمل الشعار لابد أن يعرف معانيه، وأن يكون صادقاً في قوله وفعله لأن التبرؤ من الطاغوت، تبرؤ من الشرك والفساد والظلم.
من جانبه أكد رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي أن شعار الصرخة جاء ليهز عروش الظالمين والمستكبرين وكان له الأثر الكبير في الواقع المعاش، ولا يعرف قدره إلا من استذكر الحالة التي عاشها الناس قبل المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد.
وقال “هذه الصرخة التي شغلت قادة الاستكبار، أصبحت عظمة في حناجر الظلمة تهز عروشهم وتقلق مضاجعهم”.
وأضاف “لقد كان الشهيد القائد في ظروف صعبة ووضع مزري وفي حالة استضعاف، يعيشها الجميع وكنا نشعر بها داخل أنفسنا ونترقب المخرج الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يقيم دين الله ويقف في وجه الظالمين والمستكبرين، فأطلق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مشروعه الذي ارتكز على مرتكزات أساسية”.
ولفت العلامة الحوثي إلى أن الناس كانوا مستضعفين وفي وضع سيئ وإمكانياتهم معدومة ولم يكن لديهم أي من مقومات النصر والنجاح المادي ولم يكونوا يملكون المال أو الخبرة أو الأسلحة ولا يملكون الدعم المادي أو المعنوي من أي جهة.
وأوضح أن انتصار المستضعفين كان ثمرة للمرتكزات التي اعتمد عليها الشهيد القائد، المتمثلة في الثقة المطلقة بالله والتصديق لوعده ولكل حرف في آيات من كتابه والاعتماد على مصادر الهدى الأساسية “الثقلين”، والتسليم للقيادة وإظهار العداوة لأعداء لله والولاية لأولياء الله.
وتطرق رئيس هيئة الأوقاف إلى رؤية الشهيد القائد في الثقة بالله ولم يكن لديه أي شك في تحقيق وعد الله بالرغم من الظروف التي لم تكن تساعد في ذلك الوقت على هذه الثقة المطلقة وعلى الاعتقاد الراسخ الذي انطلق منه الشهيد القائد.
وشدد على ضرورة التمسك بما انطلق منه الشهيد القائد بالاعتماد على مصادر الهدى التي دل الله عليها ورسوله باعتبارهما المصدران الأساسيان في الهداية.
ولفت العلامة الحوثي إلى أن الدين الإسلامي بما فيه من عقائد وأنظمة وقوانين وتفاصيل جزئية للعبادات، يتطلب استلهامها من القرآن الكريم من خلال نعمة العقل التي منحها الله للإنسان والاهتداء بهدي أهل بيت رسول الله في الأمور التنظيمية التي تمشي عليها الأمة والمجتمعات.
وشدد على أهمية إظهار العداوة لأعداء لله والولاية لأولياء الله باعتبار ذلك أصل من أصول الدين .. مشيراً إلى غاية أن المرتكزات الأساسية للشهيد القائد لها إقامة العدل وأن تكون هناك امة تدعو للخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم بالحق والعدل والقسط.
وأُلقيت في الفعالية كلمتان من عضو دائرة العلماء والمتعلمين العلامة أحمد الهادي وعضو المكتب الثقافي الدكتور حمود الأهنومي، استعرضتا مسيرة الشهيد القائد والظروف التي أطلق فيها الصرخة كوسيلة فاعلة للوقوف في وجه الطغاة والمستكبرين.
وأكدتا أهمية دور الشعار في تعزيز الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية وإفشال المخططات الأمريكية الصهيونية التي تُحاك ضد الأمة ويمثل في ذات الوقت سلاحاً وموقفاً في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
وشدد الهادي والأهنومي على أهمية الشعار في مواجهة المشاريع الاستعمارية والخروج من عباءة الوصاية والتبعية والارتهان للخارج.
تخللت الفعالية فقرات فنية وشعرية معبرة عن عظمة الذكرى.